(حدارجي … بدارجي …… وكمكمة وريحان خلك بدا …. غيب شدا …. ويط ياويط. ..وشبك ياويط؟ ؟أيدي باطن. . اطلعها فوق ) هذه الكلمات مطلع اغنية شعبية ترددها البنات وهن يضعن أيديهن مضمومة فوق بعضها البعض لتشكل مايشبه البرج أثناء ممارسة لعبة شعبية في منطقة الباحة تسمى (حدارجي بدارجي) اثناء وقت الراحة وهي واحدة من أكثر من 30 لعبة شعبية كان يؤديها الأطفال والشباب مستمتعين ببساطتهم تظللهم روح الألفة والمحبة. وتشتهر في منطقة الباحة العديد من الالعاب المشابهة مثل لعبة شبر شبرين والعاب ( السقطة ) والبيوت وطاق طاقية اضافة الى الالعاب المصنوعة من الخشب مثل النبالة والصفريقة والسيارات اليدوية ونحوها وقد استهوت الألعاب الشعبية القديمة في منطقة الأطفال والشباب في الماضي لسهولة تأديتها وبساطتها وبثها روح الحماسة والمنافسة والتسلية والمرح لمؤديها. وتتنوع الألعاب الشعبية فبعضها يعتمد بشكل رئيسي على المهارات والقدرات البدنية وخفة الحركة والمناورة والدقة والملاحظة والذكاء والتفكير وسرعة اتخاذ القرار بالوقت المناسبة مثل الدسيسا والغميما وتلعب في الليالي المقمرة وطيش وموية ثلج وغيرها من الألعاب المتنوعة. وقد ساهمت الألعاب الشعبية القديمة بشكل رئيس وفاعل في تقوية الروابط الاجتماعية وبث روح الألفة بين أبناء الجيران من الأطفال والشباب وساعدتهم في تمضية أوقات فراغ مليئة بالأنس والمحبة في السابق لأنها كانت تمثل التسلية الوحيدة لهم لانعدام أماكن الترفيه في الماضي، كما أسهمت هذه الألعاب في المحافظة على التراث الشعبي من الاندثار بوصفه من المورثات الشعبية التي يتوجب المحافظة عليها في الوقت الحالي. وفي بيت الباحة بقرية الجنادرية تحضر تلك الألعاب التي كانت تشتهر بها المنطقة من خلال ركن الألعاب الشعبية الذي يعرض فيه عدد كبير من الألعاب الشعبية التي أقصتها التقنية وألعاب الأنمشن والدينا. ويستعرض أحد المهتمين بالألعاب الشعبية القديمة في الركن بالشرح أسماء الألعاب الشعبية القديمة وطريقة لعب بعضها مبينًا أن الألعاب الشعبية كانت تمارس في الماضي في الزواجات والأعياد والعطل الأسبوعية وغالباً ما تمارس في أوقات المساء أما في الوقت الحاضر فتمارس خلال المهرجانات الصيفية ومهرجانات الربيع. وبعض الألعاب مخصص للأولاد وبعضها مخصص للبنات ومعظمها يحتاج إلى الحركة والخفة والقدرة البدنية والذكاء ومنها لعبة" طاق طاق طاقيه .. رن رن يا جرس" ولعبة "شد الحبل" ولعبة "القطرة " والبيوت والنطيطا و"عصا الراعي ماتطيح" حيث يضع المشارك عصا طويلة على جبهته ثم يمشي بها بسرعة لأقصى مسافة محافظا عليها من السقوط دون أن يلمسها بيديه وهو يردد اهزوجة عصاة الراعي ماتطيح وتعتمد هذه اللعبة على التوازن . الامر نفسه ينطبق على لعبة " الصكصاك" التي تعتمد على التوازن وهي لعبة قديمة عبارة عن عجلة دراجة هوائية يوضع لها عصا من الخشب أو الحديد بطرفه علبة معدنية، ويمسك الطفل بالعصا باليد اليمنى أو اليسرى من الأسفل وينطلق بها وتحتاج العملية إلى توازن حتى لا يفلت الصكصاك عن العصا وتقام لهذه اللعبة المسابقات على هامش بعض الفعاليات. ويساهم ركن الألعاب الشعبية ببيت الباحةبالجنادرية بالمحافظة على المورث الشعبي عبر عرض الألعاب القديمة امام الأطفال وتحفزهم على اقتنائها كما تشجعهم على الابتعاد عن الألعاب الإلكترونية -وإن بشكل مؤقت – حيث أسهمت تلك الألعاب في تخفيف تعلقهم بالألعاب الإلكترونية التي تساهم بشكل مباشر في تعويد الأطفال على العنف والخمول وقلة الحركة وضعف الإبصار عند كثير منهم لاعتمادها على التركيز في مساحات صغيرة جداً. الملاحظ أن ركن الألعاب الشعبية بقرية الباحة يحظى بإقبال كبير من الأطفال والآباء حيث ساهمت القرية بشكل ظاهر في عودة الأطفال إلى تلك الألعاب واقتنائها كما ساهمت في التعريف بها والتعرف عليها.