أفادت الجمعية الفلكية بجدة بأن سماء السعودية والمنطقة العربية تشهد – بعد غروب شمس اليوم الاثنين 2 يناير 2017 ومع الانتقال نحو بداية الليل – وقوع هلال القمر في حالة اقتران بكوكب الزهرة في ظاهرة من أجمل الظواهر التي يمكن رؤيتها بسهولة بالعين المجردة وهي فرصة مثالية للتصوير. كوكب الزهرة ثاني كوكب من حيث البعد عن الشمس وهو الكوكب الوحيد في نظامنا الشمسي الذي يبلغ حجمه تقريبًا حجم الأرض، فهو أصغر وأقل كتلة من الأرض، في حين أن المريخ أكثر شبهًا بالأرض من أي كوكب آخر في نظامنا الشمسي. رؤية هلال القمر ستبدأ قبل بداية الليل، وأبزر ما يمكن ملاحظته أن الجزء غير المضاء بنور الشمس من هلال القمر يتوهج بضوء خافت نتيجة لانعكاس ضوء الشمس عن الأرض وسقوط ذلك الضوء على سطح القمر. وباستخدام المنظار أو تلسكوب صغير يمكن إجراء مسح للخط المتقوس الذي يفصل بين الجزء المضاء والجزء المظلم من القمر، فذلك الخط يمثل منظرًا ثلاثي الأبعاد لتضاريس سطح القمر، ويفضل رؤيته قبل أن يصبح ضوء القمر في قمة سطوعه. من ناحية أخرى، عند رصد كوكب الزهرة حاليًا من خلال تلسكوب صغير سوف يظهر قرصه مضاءً بنسبة 56 % بنور الشمس، ولكن نظرًا لحركة الكوكب في مداره الأصغر وبشكل أسرع حول الشمس فخلال الأسابيع المقبلة – وعند مراقبته عبر التلسكوب – فإن حجمه الظاهري سوف يكون أكبر؛ نظرًا لاقترابه من الأرض، ولكن سوف تنقص إضاءة قرصه وتستمر في النقصان تدريجيًا حتى يصبح في النهاية بصورة هلال يشبه هلال القمر. وسوف يصل كوكب الزهرة إلى أقصى مسافة من الشمس في قبة السماء في 12 يناير، وفي ذلك الوقت يبعد عن الشمس 47 درجة، وعبر التلسكوب سيكون حوالي نصف قرصه مضاء بنور الشمس والنصف الآخر غارقًا في الظل. وبحلول أواخر فبراير 2017 سيظهر ربع قرص الزهرة مضاء بنور الشمس، ويكون الكوكب في موقع قريب جدًا من الأرض، عندها سيكون قرص الكوكب كبير جدًا من خلال التلسكوب، وسيبدو للعين المجردة كنجم في قمة سطوعه في السماء. وبعد بضعة أسابيع من وصول الزهرة قمة سطوعه كنجمة المساء في 25 مارس المقبل سوف يعبر كوكب الزهرة بين الأرض والشمس، وسيغادر سماء المساء منتقلًا إلى سماء الفجر.