تحتفي المملكة العربية السعودية، يوم الأحد الثالث من ربيع الأخر لعام 1438 الموافق الأول من شهر يناير 2017، بذكرى مرور السنة الثانية للبيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولسمو ولي العهد ولسمو ولي ولي العهد (حفظهم الله). إن هذه المناسبة الغالية على قلوب أبناء المملكة العربية السعودية، تدفعنا إلى استحضار الرؤية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين؛ واستراتيجية الحزم والعزم في الإصلاح والتطوير والتجديد، وإعادة بناء الدولة الحديثة، على أسس عصرية، لرفع كفاءة الاقتصاد الوطني، وتعزيز الاستدامة التنموية، لمواكبة التقلبات الاقتصادية، والتحديات الإقليمية وصولًا إلى المشروع الوطني المتكامل وفق رؤية 2030، والعبور نحو المستقبل المشرق إن شاء الله. لقد واصل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد، برامج التنمية الوطنية الكبرى، في مختلف مدن المملكة ومحافظاتها، وإطلاق ومواصلة برامج التوسعات الكبرى في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، والتي سيستفيد منها أبناء المملكة العربية السعودية، وكل المسلمين في مختلف أنحاء العالم الإسلامي. لقد جسد الملك سلمان بن عبدالعزيز (أيده الله) في خطاباته الملكية، الأولوية الكبرى لرعاية الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار، معززًا – يحفظه الله – الأسس الراسخة التي قامت عليها هذه الدولة المباركة وقيادتها الرشيدة في خدمة الحاج والمعتمر والعناية بالأماكن المقدسة. لقد احتل تطوير منظومة الحج والعمرة أولوية استراتيجية لدى حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – امتدادًا للدور التاريخي للقيادة السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين، لذلك جاءت رؤية المملكة 2030 لتقدم استراتيجية متكاملة لتطوير منظومة الحج والعمرة، وإتاحة الفرصة لعدد أكبر من المسلمين في تأدية مناسك الحج والعمرة، في وقت يتعاظم لدى المسلمين، أهمية الحفاظ على هويتهم الإسلامية واستكمال متطلبات شعائرهم الدينية. فقد شهد قطاع الحج والعمرة خلال العامين الماضيين،أكبر المشروعات العمرانية والإدارية والتحديثية في تاريخ قطاع الحج والعمرة، والتي سترتقي – إن شاء الله- باقتصاديات وخدمات الحج والعمرة، كما شهد موسم العمرة الماضي، في هذا العهد المضيء؛ أضخم موسم للعمرة في تاريخ المملكة العربية السعودية، حيث تمكن أكثر من ستة ملايين ونصف المليون معتمر من أداء مناسك العمرة بكل يسر وسهولة، كما شهد موسم الحج الماضي، نجاحًا متميزًا، بفضل العناية الفائقة التي يشهدها قطاع الحج والعمرة من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين، إذ سخرت حكومة المملكة جهودها وإنفاقها السخي في استراتيجية تطوير شاملة للأماكن المقدسة؛ حيث شملت الاستمرار في توسعة الحرمين الشريفين، وإنجاز شبكة قطار المشاعر المقدسة، ومشروعات إسكان وخيم الحجيج، والانتهاء من توسعة وإنشاء مطارات ضخمة لاستقبال ضيوف الرحمن، وتوفير إدارة أمنية فاعلة وناجزة للحفاظ على أمن الحجاج واستقرارهم، في ظل تحديات الإرهاب ومحاولة تسيس شعائر الحج، الأمر الذي يؤكد أهمية الدور الكبير الذي توليه حكومة المملكة لحجاج بيت الله الحرام كل عام، وبناء منظومة فاعلة من خدمات واقتصاديات الحج والعمرة لتحقيق رؤية المملكة، ومبادرات برنامج التحول الوطني 2020 بتضافر كل الجهود للمؤسسات ذات العلاقة بمنظومة الحج والعمرة. كما يسرني بهذه المناسبة الوطنية الغالية، أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات، لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد (حفظهم الله) داعيًا المولى – عز وجل – أن يحفظ لهذا الوطن وقيادته الرشيدة، وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار.