الإحساس الذي ينتاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- تجاه الأوضاع القلقة في المنطقة العربية والتي ما زالت تئن منها حتى اللحظة، وتجاه المهددات التي باتت تشكل خطراً على المنطقة الخليجية. سرع من وتيرة تنامي ذلك الشعور الذي يدور في مخيلته، وما زال يساوره في كل وقت وحين، بحيث لا يمكن التغاضي عنه أو تغافله. الأمر الذي استدعى قيامه بزيارة أشقائه زعماء الدول الخليجية، لينقل إليهم ذلك الإحساس، وذلك الشعور، وليؤكد لهم على علاقة المملكة المتينة بأشقائها، وأنها ماضية في الذود عن حياض هذه المنطقة، وتسخير كل قوتها وإمكانياتها؛ لفرض الأمن والاستقرار حولها. وقطع الطريق على المهددات أياً كان مصدرها، بمشاركة الأشقاء كما هي المواقف في الحالة السورية واليمنية وغيرها، فالجميع يسير باتجاه مصير واحد، وينطلقون من منطلقات مشتركة، ومبادئ راسخة. إن فكرة الاتحاد الخليجي التي تختلج في صدور أغلب زعماء الدول الخليجية منذ أن أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- هي في حقيقتها رغبة مشتركة للانتقال بالمجلس من مرحلة التعاون والتكامل إلى مرحلة الوحدة، ومنذ ذلك الحين، والأشقاء في تطلع إلى انطلاقة هذا المشروع، بعد أن أخذت الفكرة وقتها من الدراسة والبحث والمشورة، فالكل أصبح متشوفاً لها، لكن في هذه المرة قد يختلف الموقف، ويحزم الأمر، وتخرج الفكرة إلى التطبيق، وقد تنبئنا الركبان عما قريب بالبشرى. فكرة الاتحاد الخليجي لم تكن ترفاً سياسياً أو أمنياً، بل هي ضرورة استراتيجية ملحة من أجل بناء قوة اقتصادية وعسكرية تواكب المكانة التي تحتلها دول الخليج في مختلف الاتجاهات السياسية والاقتصادية والجغرافية. لقد أصبح المواطن الخليجي يدرك تماماً أن مصطلحات مثل التحالفات والاتحاد والشراكات هي لغة القوة في العصر الحديث، لدول تبحث عن مستقبل أكثر متانة لها ولأجيالها، وأصبح من جهة ثانية مشاركاً لحكومته في تطلعاتها وآمالها المستقبلية. ولعل مع مرور الوقت والزمن تبتكر دول المجلس من الأدوات والتقنيات والآليات ما يمكنها من مواجهة عوامل وظروف التنافر، وعدم التجانس، والتي قد تكون في وقت ما سبباً في فشل الكثير من محاولات التكامل والاندماج عند كثير من الدول. دكتوراة في الشريعة والقانون @DrAalsh17ihri