أعربت الأحزاب الدينية والسياسية في باكستان عن بالغ أسفها وإدانتها إزاء إقرار قانون أمريكي باسم "العدالة ضد رعاة الإرهاب" ووصفته بمصدر قلق كبير للأمة الإسلامية، داعية الكونغرس الأمريكي إلى اتخاذ الخطوات اللازمة من أجل التجنب من العواقب الوخيمة والخطيرة التي قد تترتب عن هذا القانون على العلاقات بين واشنطن والدول الإسلامية، مع مطالبتها وإصرارها على الكونغرس والحكومة الأمريكية بإنهاء هذا القانون بشكل فوري. جاء ذلك في بيان صحفي مشترك أصدره "مؤتمر وحدة الأمة" والذي عقده مجلس علماء باكستان في إسلام آباد برئاسة رئيسه المركزي العلامة طاهر محمود الأشرفي. وشدد البيان على أن المملكة العربية السعودية بذلت جهودها الكبيرة في مجال مكافحة الإرهاب ورفضت الإرهاب بجميع أشكاله وصوره وتعاونت بفاعلية في الجهود الدولية ضد الإرهاب مما ساهم في حماية العديد من الدول الأوروبية والإسلامية من الأحداث الإرهابية، مؤكداً على أن المملكة العربية السعودية دولة حازمة ورائدة في مواجهة الإرهاب وذات الالتزام الثابت في تنفيذ القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب. وقد جاء في البيان: أن قانون الكونغرس الأمريكي هو النهج المألوف من واشنطن تجاه المملكة العربية السعودية طمعاً في ثرواتها النفطية والمعدنية التي تزخر بها المملكة العربية السعودية وينم عن عدائها الساتر للمسلمين ، مطالباً مؤتمر التعاون الإسلامي، والاتحاد الأوروبي وجامعة العرب وغيرها من المنظمات العالمية لعب دورها في هذا الصدد. وحذر البيان السلطات الأمريكية من مغبة الاعتماد مثل هذا القانون الذي سيفتح باب الصراع والنزاع ما بين الدول ويؤثر سلباً على الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب، وهو يحمل في طياته التوتر والاضطرابات وعدم الاستقرار في العلاقات الدولية. هذا وقد شجب البيان الصحفي المشترك الضربات الجوية الروسية والهجمات الصاروخية من قبل قوات النظام ضد المدنيين الأبرياء بمدينة حلب في سوريا مطالباً المجتمع الدولي لعب دوره الحيوي في إنهاء المجازر التي تمارسها حكومة بشار الأسد في سوريا بشكل فوري. كما استنكر البيان المجازر الهندية ضد الشعب الكشميري الأعزل في كشمير التي تحتلها الهند والعدوان الهندي ضد باكستان وقال إن الهند وفي أسوتها للمجازر الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، تمارس أشد أنواع المجازر والإجحاف ضد الشعب الكشميري الأعزل، وطالب العالم الإسلامي أن يلعب دوره في حل قضية كشمير العادلة ، وحق الشعب الكشميري الكامل في تقرير مصيره حتى تنتهي معاناته. ومن جانبه ثمن المؤتمر جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على ما يسّر الله سبحانه وتعالى على يده من خدمات جليلة للحرمين الشريفين، وقال إن الحكومة السعودية قامت في هذه السنة وكما عودت الأمة الإسلامية ببذل كل الإمكانات والتسهيلات للحجاج من أجل راحتهم وتسهيل أمرهم وتخفيف معاناتهم لتمكين ضيوف الرحمن من أداء النسك بكل سهولة واطمئنان. وقال العلامة الأشرفي إن حكومة المملكة العربية السعودية وتنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود –حفظهم الله- تذلل كل الجهد لتسخير جميع الإمكانات الآلية والبشرية لخدمة ضيوف الرحمن ابتداءً من وصولهم إلى الأراضي المقدسة وحتى عودتهم إلى ديارهم سالمين غانمين بإذن الله سبحانه وتعالى. كما أصدر الاجتماع مدونة سلوك لإحلال الأمن والسلام بمناسبة العاشورة المحرم مع التشديد على الأحزاب الدينية والطائفية بنبذ الطائفية والإرهاب والتطرف وبذل جهود مشتركة من أجل إنهاء الطائفية والتشرذم المذهبي واستغلال الدين في السياسية.