دعا وزراء وسياسيون وعلماء ودبلوماسيون ومثقفون إلى ضرورة توحيد صف الأمة الإسلامية في وجه المؤامرات التي تستهدف أمن الدول الإسلامية، ودعم جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في التصدي للإرهاب والتطرف، ولأية محاولة تستهدف أمن بلاد الحرمين الشريفين أو إثارة الفتن خلال الحج. وأكدوا في مؤتمر جمعية مجلس علماء باكستان في إسلام آباد، برئاسة الشيخ طاهر محمود الأشرفي، بعنوان: «نداء الأمة» أمس (الخميس)، وفي حضور وزير الإعلام والإذاعة الباكستاني السيناتور برويز رشيد، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى باكستان عبدالله بن مرزوق الزهراني، وسفراء الدول العربية والإسلامية، ورؤساء الجمعيات الإسلامية من مختلف الطوائف، وممثلين لمنظمات المجتمع المدني ونقابات المحامين والصحافيين ورجال الأعمال أن باكستان، قيادة وحكومة وشعباً، تقف مع المملكة في التصدي للإرهاب. وقال وزير الإعلام الباكستاني في كلمة له بهذه المناسبة، بحسب وكالة الأنباء السعودية: إن الهجوم الآثم الذي استهدف جوار المسجد النبوي في شهر رمضان الماضي كان هجوماً على قلب الأمة الإسلامية، والشعب الباكستاني لن يسمح للإرهابيين بالعبث بأمن بلاد الحرمين الشريفين. وأضاف أن اليد الإرهابية التي تعبث بأمن بلاد الحرمين الشريفين وسعت إلى استهداف الآمنين في المسجد النبوي، هي نفسها اليد الإرهابية التي فجرت المستشفى في مدينة كويتا الباكستانية، وتقوم بالأعمال الإرهابية التي تشهدها الدول الإسلامية، مشيراً إلى أن الإرهاب لا دين له ولا علاقة له بالإسلام. من جانبه، حذر رئيس مجلس علماء باكستان من أن بعض القوى الإقليمية تستخدم التنظيمات الإرهابية، مثل حزب الله وتنظيم داعش والميليشيات الحوثية باليمن، لزعزعة أمن واستقرار بلاد الحرمين الشريفين وبقية الدول الإسلامية، مثل العراق وسورية واليمن وباكستان وتركيا والبحرين، وتسعى إلى تفريق الأمة الإسلامية على أساس طائفي. ودعا منظمة الأممالمتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي إلى التدخل لوقف اعتداءات الميليشيات الحوثية على حدود المملكة، انطلاقاً من الأراضي اليمنية، ووقف المجازر التي تنفذها قوات بشار الأسد ضد المدنيين الأبرياء في سورية. فيما قدم الزهراني شكره إلى وزير الإعلام الباكستاني على مشاعره ووقوف بلاده وقيادتها وشعبها مع المملكة لدعم الأمن والاستقرار الإقليمي. وجدد استنكار المملكة وإدانتها الشديدة للتفجير الإرهابي الآثم الذي استهدف مستشفى في مدينة كويتا الأسبوع الماضي. كما ثمن جهود جمعية مجلس علماء باكستان في تنظيم المؤتمر، الذي يهدف إلى جمع كلمة المسلمين ضد الفتن والمؤامرات التي تستهدف أمن البلاد الإسلامية. وشدد، على أن المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تؤدي دوراً محورياً في لمِّ شمل الأمة والدفاع عن قضايا الإسلام والمسلمين، والوقوف مع الدول والشعوب المتضررة والمحتاجة، لافتاً إلى أن المملكة ترحب بالحجاج والمعتمرين من جميع أنحاء العالم، ولا تدخر جهداً في توفير الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن، وتسخّر كل غال ونفيس في العناية بالحرمين الشريفين. إلى ذلك، تبنى المؤتمر قرارات بالإجماع أكدت أهمية توحيد صف الأمة الإسلامية ضد الإرهاب، وإدانة الأعمال الإرهابية التي وقعت في الدول الإسلامية أخيراً وخصوصاً الهجوم الذي وقع بجوار المسجد النبوي بالمدينة المنورة، وغيره من التفجيرات والأعمال الإرهابية التي وقعت في المملكة، والإشادة بالجهود التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين للحجاج والمعتمرين، والرعاية في الحرمين الشريفين. وأعلن المؤتمر تأييد الفتوى الصادرة عن دار الإفتاء الخاص بجمعية مجلس علماء باكستان في تحريم ممارسة أي أنشطة سياسية أو مظاهرات أو تجمعات خلال الحج، مطالباً الحجاج والمعتمرين باحترام قوانين المملكة وعدم ممارسة أي أنشطة سياسية لا علاقة لها بالحج والعمرة في المشاعر المقدسة. كما أعرب المؤتمر عن قلقه إزاء الأوضاع في فلسطين وكشمير وسورية واليمن، وطالب بضرورة حل القضيتين الفلسطينية والكشميرية، ووقف التدخلات الأجنبية في شئون الدول العربية، ودعم الشرعية في اليمن واحترام رغبة الشعب في سورية، والتصدي للمؤامرات الإقليمية الهدامة التي تروج الإرهاب في الدول الإسلامية. وفي ختام المؤتمر قدم كل من وزير الإعلام الباكستاني، ورئيس جمعية مجلس علماء باكستان، درعاً لسفير خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن مرزوق الزهراني، تقديراً وعرفاناً لشهداء الواجب من رجال الأمن في المملكة، الذين ضحوا بأرواحهم وتصدوا للهجوم الإرهابي الآثم بجوار المسجد النبوي في رمضان 1437ه، وأكدوا من خلال تضحيتهم أنهم جنود الإسلام، وأن حكومة المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، أهل لحماية الحرمين الشريفين وأمن الحجاج والمعتمرين والزوار.