فاقت أرباح شركات البتروكيماويات السعودية، في الربع الثاني من العام، توقعات المحللين، حيث استفاد المنتجون من أسعار النفط المتقلبة، لكن يبدو أن الحظ لن يحالف الشركات في النصف الثاني. وهبط صافي الربح المجمع للأربع عشرة شركة بتروكيماويات مدرجة في المملكة، التي أعلنت نتائجها على مدى الأسبوعين الأخيرين، بمقدار الخمس عن العام الماضي إلى 6.8 مليار ريال (1.8 مليار دولار) في الفترة من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران، لكنه تجاوز متوسط توقعات المحللين لانخفاض قدره 40 بالمئة. وحققت شركتان أرباحًا، بينما توقع المحللون خسائر. وتحولت كيان السعودية للبتروكيماويات – وهي وحدة للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) – إلى تسجيل صافي ربح بلغ 91 مليون ريال (24.3 مليون دولار) منهية خسائر لخمسة أرباع متتالية، ومتجاوزة متوسط توقعات المحللين لخسارة قدرها 184.2 مليون ريال. تلك أنباء جيدة لسوق الأسهم السعودية، حيث تشكل شركات البتروكيماويات نحو ربع القيمة السوقية البالغة 385 مليار دولار. لكن تضخم هوامش الأرباح يرجع بدرجة كبيرة إلى توقيت تحرك أسعار النفط واللقيم بشكل موات في نمط قد لا يتكرر. وقال محمد الشماسي رئيس الاستثمار لدى دراية المالية في الرياض: "دفعت فروق الأسعار المرتفعة الهوامش للصعود متجاوزة التوقعات، لكن هذا الاتجاه لن يستمر حيث بدأت أسعار النفط في الهبوط." يواجه قطاع البتروكيماويات في المملكة ضغوطًا من ناحيتين؛ ففي الأسواق الأجنبية يواجه ضعف أسعار البتروكيماويات، والمنافسة المحتدمة، حيث هبطت إيراداته المجمعة 16 بالمئة في الربع الثاني متوافقة مع توقعات المحللين. وفي الوقت نفسه ترتفع التكاليف في السوق المحلية بعدما خفضت الحكومة – التي تعاني من عجز متضخم في الميزانية؛ نظرًا لتراجع أسعار النفط – الدعم على الوقود والكهرباء في ميزانية 2016. ومن المتوقع أن يشهد الدعم مزيدًا من الخفض في الأعوام المقبلة، وهو ما يقلص من ميزة انخفاض التكلفة التي تتمتع بها الشركات السعودية مقارنة مع نظيراتها الأجنبية. ورغم ذلك فإن تحركات أسعار النفط حتى الآن جاءت في صالح الشركات. ففي الربع الأول من 2016 حينما اشترت شركات كثيرة اللقيم كانت أسعار خام برنت في نطاق 30 إلى 35 دولارًا للبرميل، وهو ما أبقى أسعار اللقيم عند مستويات منخفضة. وأتاح تعافي أسعار النفط إلى نطاق 40 إلى 50 دولارًا للبرميل في الربع الثاني للشركات بيع منتجاتها التي دخل ذلك اللقيم في تصنيعها بهوامش أرباح مرتفعة. وتحولت شركة التصنيع الوطنية (تصنيع) إلى تسجيل ربح فصلي بعد خمسة أرباع متتالية من الخسائر، نظرًا لارتفاع فروق أسعار المنتجات المشتقة من البروبان. وارتفعت أسعار البروبان السعودية 7.4 بالمئة في الربع الثاني، مقارنة مع الربع الأول، لكن أسعار البولي بروبلين، وهو المنتج النهائي، زادت نحو 13.5 بالمئة بحسب الجزيرة كابيتال. وشهدت سابك – أكبر شركة في القطاع – هبوطًا بلغ 23.2 بالمئة في أرباح الربع الثاني إلى 4.74 مليار ريال، لكنها تجاوزت تقديرات المحللين لربح قدره 3.92 مليار ريال. وقال جاسم الجبران المحلل لدى الجزيرة كابيتال: "استفاد المنتجون من فروق الأسعار المواتية، من خلال تشغيل منشآتهم في الربع الثاني قرب الطاقة الكاملة، بل وتجاوزوها في بعض الحالات." لكن فرق السعر المجزي بين اللقيم، ومنتجات البتروكيماويات، سيبقى فقط إذا استمرت أسعار النفط في الصعود بشكل مطرد في الأشهر المقبلة. ويستبعد المحللون مثل هذا الاتجاه الصعودي في الأشهر القادمة. وفي الواقع تتخذ أسعار خام برنت اتجاهًا نزوليًا منذ أوائل يونيو/حزيران، وتحوم الآن حول 45 دولارًا للبرميل مقارنة مع 50 دولارًا في منتصف العام. وقال إياد غلام رئيس البحوث لدى الأهلي كابيتال: "سيؤدي استقرار أسعار النفط إلى تعديل الهوامش ودفعها للهبوط مجددًا." وقال سانثوش بالاكريشنان محلل الأسهم لدى الرياض المالية: "باستبعاد أي أحداث من شأنها أن تؤدي إلى تذبذبات حادة في كلا الاتجاهين.. أعتقد أن من المنتظر أن تتراجع أرباح البتروكيماويات لعام 2016 بأكمله" لكنه استبعد أن يكون الهبوط حادًا مثل ما حدث في 2015 عندما بلغ الانخفاض 60 بالمئة.