هل أنت شخص متحضر؟ تلك بعض الأسئلة التي تبين لك مدى حضاريتك وتطورك أتمنى الإجابة عليها بكل مصداقية. 1- هل تلبس الماركات العالمية؟ 2- هل تسافر للخارج؟ 3- هل أنت على علم دائم بأحدث صيحات الموضة؟ 4- هل تقود سيارة ألمانية؟ وأخيراً هل تظن أن التطور والحضارية من الممكن أن تقاس بهذا الشكل؟ للأسف الغالبية العظمى يظنون أن هذا هو التطور وكونهم يمتلكون كل تلك الامتيازات فهم بالتأكيد بالصفوف الأولى من الحضارية أول سِمات التحضر أن تحترم الحرية الشخصية وأن تستوعب في قرارة نفسك أن كل شخص حر بمظهره وأسلوب حياته طالما أنه لم يضر أحدا، يستفزني كثيراً في مواقع التواصل الاجتماعي وفي مجالس الأصدقاء حين يتبادلون صور ومقاطع للاستهزاء بأشخاص لم تعجبهم قصة شعرهم أو لونه أو طريقة لباسهم! أين أنت من التحضر إن كنت لا تحترم حرية الشخص أمامك سواء كان بدينه أو شكله أو معتقداته واهتماماته وجعل الاستهزاء به وسيلة للتعبير فيها عن رأيك به. خلقنا الله أجناسا وأشكالا واهتمامات مختلفة حتى يحترم بعضنا البعض وحتى يكمل بعضنا البعض. قارن بين مجتمعك وبين المجتمعات الغربية التي وصلت إلى أقصى درجات التطور والحضارية تجدهم يحترمون الاختلاف ودائماً لديهم فضول للتعرف على حضارات مختلفة طبعاً لا أنكر أنها لا تخلو أغلبها من العنصرية ولكن تظل الفئة الأكبر مقبلة على الانفتاح. يحزنني كثيراً حين أرى شخصا بكامل أناقته وكأنه في جلسة تصوير لأحد أشهر دور الأزياء العالمية وما أن تجلس معه ويبدأ بالحديث حتى يصغر في عينك حتى لا تكاد تراه، يهاجم كل من يخالفه الرأي، ينتقد كل من يختلف عنه ويستهزئ بكل شيء لا يقتنع به، ويظن دائماً أنه هو الصح وكل من يخالفه مخطىء. عود نفسك على مبدأ احترام الحرية الشخصية للفرد وأنها فطرة أن نولد مختلفين وإلا لكان الله خلقنا جميعاً نفس الشيء ولكن هل سيكون هناك طعم للحياة؟ إن خُلقنا جميعُنا طبق الأصل تخيل معي لو كانت اهتمامات البشرية جميعها واحدة وهواياتهم واحدة وميولهم واحدة يحبون الأشياء نفسها ويكرهون نفس الأشياء ستصبح الحياة مملة جداً. تخلص من كل المعتقدات التي ورّثها لك أجدادك بأن ماتعرفه وماتعودت عليه هو فقط الصح وكل مايخالفك مخطئ. ستجد أن الحياة ستصبح أجمل بكثير حين يتقبل بعضنا البعض بدل من أن تصبح معركة لإثبات وجهات النظر. الحريّة: ليست "عُريًا" الحرية: أن ترتدي من الملابس والأفكار ما تشاء.. وعلى الآخرين احترام ذوقك فيما ترتديه محمد الرطيان