كم هي جَمِيلَة صفحات التاريخ العربي والأجمل أن تقدّم تلك الصفحات للعربي وتذكره بصفات لم تكن الا عند العربي سمات نٌحتت في شخصيّة العربي الأصيل وعاشت مَعَه في الصحاري والجبال فكتبها شعراً ووصفها نثراً ، وارتبطت وامتزجت أخلاقه بأرضه وراحلته ورحلاته ، جَميل هو موروثنا الثقافي وعظمية هي تلك القيّم والمعتقدات . منذ بداية برنامج على خطى العرب وما قدمة الدكتور عيد اليحي على قناة العربيّة من تتبع لتاريخ الجزيرة العربيّة عبر البدءبالمعلقات وأحوال العرب وتجارتهم وأسواقهم وافكارهم ومشاعرهم وسلوكهم الحضاري الفذ وأنا أسئل نفسي أين كان هذا كلّه من مناهجنا الدراسية ولماذا تُرك كلّ هذا ؟ لماذا لم نجد ما يربطنا بهم ؟ هل كانت كل تلك الثقافة والخصال لا تستحق الاهتمام ؟ لماذا تُركنا ننبهر ونعجب بثقافات كانت تأخذ منا مكارم الأخلاق ؟ لما لم نجد من أساتذتنا من يخرجنا في زيارات لتلك المواقع ؟ هل كانت شخصيّة العربي كما صورت رجل صحراء أخذ منها جفافها فقط ؟ ألم يأتي الدين الإسلامي الحنيف ليعزز ويكمل مكارم الأخلاق والتي كانت موجودة من قبل ؟ وهل ما نعانية الآن لدى البعض من أزمة أخلاق هو نتاج غياب ارتباطنا بماضينا وفقد للهويه العربيّة ؟ فالكرم أصبح عند البعض أما سذاجة أو هياط ، والبخل بات حصافة وفهلوه ، والصدق يُسمى صاحَبه على النية ، والكذب أمسى متخذه حاذقاً ، صَار السواد الأعظم يرتدي ثوب التحضر ويُنادي له فتجده يتشدق بحب الْوَطَن ولا يحترم أنظمته بل يحرص علَى تخطيها ، يمقت الرشوة ويحرمها كما جَاء الإسلام بتحريمها ويسميها هَدْيَه ، لست متأكد من أن ما ينادي به الدكتور عيد اليحي صحيح فهل ربط العربي بوطنه وتراثه يستطيع تقويم الحال وصُنع التغيير ؟ هل هو الحل الأمثل ؟ لا أجد إجابات لكل تلك الأسئلة ، ولكننى أجدني أستمتع وأحرص علَى مُتابعة هذا البرنامج مع أبنائي فأنا من الجيل الذي جهل عن تُراث أجداده الكثير وكان يحسب نفسَه يعلم .