(الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية)، مقولة دائماً ما نتداولها ونرددها في حياتنا، ولكن لا نجد لها تطبيقاً فعلياً.. هل فعلاً حين نختلف في الرأي يبقى الود في ما بيننا؟. ثقافة الحوار شبه منعدمة في مجتمعنا، فمن النادر جداً أن تصادف أحداً ما يخالفك في الرأي وفي الوقت نفسه يستمع إليك ويحترم وجهه نظرك، أصبحت النقاشات أشبه بالمعارك، كل منا يريد الفوز ولا شيء آخر، يرفض الاستماع ويتمسك برأيه حتى لو كان مخطئاً، وهو يعلم بذلك يرفض الاعتراف أو بالأحرى يرفض الاستسلام والهزيمة، فهو أمام نفسه على صواب ما دام يفرض رأيه، تؤخذ النقاشات على محمل شخصي، وقد تنتهي علاقات بسبب اختلاف الآراء! تختلف أسباب تزمت الرأي لدى الأشخاص، فأحياناً يعتقد ربما لأنه أكبر عمراً فهو أفهم وأعلم وصاحب الرأي الصحيح، أو لأنه القائد أو المدير أو المعلم، أو لأنه الأب أو الأم، أو لأنه الرجل، أو حتى لأنه صاحب تجربة أو خبرة سابقة.. ثقافة الحوار أمر لازم يجب تعلمه ويجب أن نربيه ليس فقط لأطفالنا بل للمجتمع كافه، لأنه ما دام هناك احترام للرأي الآخر، كان التطور والرقي ووجد الوفاق والسلام، الحياة قائمة على الاختلافات فمن المستحيل أن يتفق كل ما في هذه الحياة على أمر واحد، يجب أن نؤمن بهذا الأمر ويجب أن نحترمه أيضاً..