رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، مساء أمس، احتفال المدينة الرسمي بعيد الفطر المبارك لهذا العام 1437ه، الذي تعدّه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، في ساحات منطقة قصر الحكم، خلال أيام العيد الثلاثة. وكان في استقبال سموه، بموقع الاحتفال، رئيس مركز المشروعات والتخطيط بالهيئة، معالي المهندس إبراهيم بن محمد السلطان، حيث تجول سموه في ميدان العدل، واطلع على عدد من الفعاليات التي يحتضنها الميدان، ومنها مسرح الطفل والفعاليات الترفيهية وأكشاك الأسر المنتجة، كما اطلع على الخيام المخصصة للطفل (العلمية، والطبية، والفنية، والإعلامية). وبعد ذلك، أخذ سموه مكانه في الحفل بساحة المصمك، حيث انطلقت الفعاليّات بعرض تفاعليّ على جدار المصمك بعنوان "ذاكرة الرياض"، جسّد التحولات المتسارعة والنهضة الحديثة التي شهدتها العاصمة، خلال العقود الماضية، وتزامن مع العرض وصف شعبيّ قدمه الراوي عن التغيرات التي طرأت على نمط الحياة في مدينة الرياض قديمًا وحديثًا. عقب ذلك عايد سموه عددًا من أبناء شهداء الواجب، ثم شارك سموه في فعاليّة العرضة السعوديّة التي قدمتها فرقة الدرعية للفنون الشعبيّة على أضواء المؤثرات البصريّة الرقميّة والعروض الصوتية المبتكرة، والتي أسهمت في منح الفعاليّة حيويّة انعكست على مستوى تفاعل المرتادين أثناء مشاهدتهم للفلكلور الشعبي السعودي. وبهذه المناسبة، رفع صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أسمى آيات التهاني والتبريكات باسم أهالي منطقة الرياض لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – وسمو ولي عهده، وسمو ولي ولي العهد، بمناسبة عيد الفطر المبارك. وقال سموه: "العيد في هذه البلاد له معانٍ كثيرة، تشمل الوحدة، والتلاحم، والمحبة، ونحمد الله أن عيدنا يتسم بهذه الصفات جميعًا، فلدينا وطن يحمل تلك الصفات، وقيادة، ومواطنون يفخرون بتلك الصفات". وأضاف: "احتفالنا، اليوم وفي هذا المكان، بلا شك يذكرنا بالماضي، وبرجال وقادة قاموا وأسسوا لهذا الوطن، الذي يجب أن نحافظ عليه محافظة تامة"، وأكد سموه أن احتفالات العيد تتسم في توزيعها بالشمولية، وتغطي كل المنطقة، فالفعاليات ليست في المدينة فقط، وإنما تمتد لتشمل كل محافظة ومركز في المنطقة. وشدد سموه على أن حكومة خادم الحرمين الشريفين لن تتوقف مسيرتها، وسوف تقف بحزم ضد كل من يحاول العبث بأمن هذه البلاد؛ ليبقى هذا الوطن آمنًا مطمئنًا يعيش في رغد ورفاهية وأمن واستقرار. بعدها، غادر سموّه مكان الحفل بمزيد من الحفاوة والتكريم، لتستمرّ الفعاليات في ساحات قصر الحكم حتى الساعة 12 ليلاً، وشهدت مشاركة 48 أسرة منتجة وحرفيّة في مواقع محيطة بميدان العدل، وتضافر معها العديد من الفعاليّات الأخرى ك "خيام الأطفال" ذات الأبعاد الترفيهية والتعليمية، والتي تضمنت (خيمة الطبيب، وخيمة العالم، وخيمة الفنان، وخيمة الإعلامي). وفي حي البجيري بالدرعية التاريخية، انطلقت العديد من الفعاليّات الترفيهية، والثقافية، والأدبيّة، التي تفاعل معها الزوّار، منها "خيمة المدهال" التي شهدت إقبالًا كبيرًا من المرتادين، واستمعوا فيها إلى قصائد الشعراء، وأهازيج المنشدين، وحكايا الرواة المتناسبة مع الاحتفال بقدوم العيد السعيد، واتجهت أسر أخرى إلى المقاهي والجلسات التراثيّة المنتشرة داخل الحي؛ للاستمتاع بمظهرها العمراني الذي يجسد هوية العمارة النجديّة القديمة. وسار الزوّار على "درب الفنون" الذي يمثل أحد الطرق الرئيسية في حي البجيري، والذي يضم أعمالًا فنيّة إبداعية، ويعرض التجارب الوطنيّة الواعدة في مختلف الفنون البصرية، كالتشكيل، والتصوير الضوئي، والتصميم، والنحت، كما اتجهت الأسر إلى حديقة المطويّة لمشاهدة عروض الطفل، والمسرح المخصص له، والذي شهد انطلاق أنشطة متعددة، شملت العروض الترفيهية والمسابقات الثقافية، وعروض مهارات كرة القدم، وعروض البالون الراقص.