الفرصة تمر مر السحاب، فانتهزوا فرص الخير، ليس من المنطق أن ننتظر الفرص تطرق أبوابنا أو أن تتدلى من السماء بينما نحن مستلقون نندب الحظ! لا تعتقد أن ربك لم ينصفك، فجميعنا قد قُسمت أرزاقنا بالقدر المتساوي الذي يجعلنا نؤمن بالعدل الإلهي الذي لا يشوبه تثريب، قال جل جلاله "(إِنَّ الله لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئا وَلكِنَّ النَّاسَ أنفسهم يَظْلِمُونَ)، تعالى أن يبخس مجتهدًا حقه مسلمًا كان أو كافرًا، يقول توماس أديسون: (العبقرية هي 1 في المائة إلهامًا و99 في المائة جهدًا)، نعم إذا التقت الفكرة بإرادة قوية وعزم صادق تشتت اليأس وأقبل النجاح، لكل متغافل ومتكاسل، الجهد، العمل، والمثابرة ركائز يقوم عليها الحظ، انهض ودع عنك الاتكال. لن تبلغ النجاح ما دمت لا تفكر خارج الصندوق ولا تعمل! كيف تريد الوصول إلى القمة وأفكارك وطموحاتك أبسط من ذلك بكثير؟ اردم الفجوة التي تحول بينك وبين ما تريد تحقيقه باقتناص الفرص والتوجه لها بدلًا من انتظارها، نبي الله يوسف عليه السلام لم يتأرجح بين القبول والرفض عندما طلبه ملك مصر "قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِين أَمِين"، فما كان من نبي الله إلا أن اغتنم الفرصة في أول لقاء له مع الملك فلم يتردد عليه السلام "قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ"، مكنه الله بتوفيق منه أن يغير وجه مصر ويحفظ خزائنها في أصعب الظروف. استعن بالله وإذا أغلقوا عليك بابًا فابحث عن غيره، عليك أن تؤمن أن لدينا فرصًا متساوية من الحظ. ولا تكن ممن يؤمن بمقولة: (أعطني حظًا وارمني في البحر)! بل علمني السباحة وارمني في البحر ولن أغرق بمشيئة الله. كما نعرف أن الحظ هو محصلة التقاء الفرصة بالإعداد، والعمل والترتيب الدقيق. تقول أوبرا وينفري: (أحس أن الحظ هو التقاء التحضير مع الصدفة)، إذن لا يمكن للصدفة أن تخلق النجاح فقط، إن لم يكن الشخص بالوعي الكافي الذي يسانده في التحضير الجيد، وهناك من لا يضيع أجر من أحسن صنعًا. الإيمان ببعض المعتقدات المتعلقة بالحظ والخرافات تدفع بعض الأشخاص للتراخي والإحباط والتعلق بالتعاويذ والأحجاز زعمًا منهم أنها جالبة للبخت. كم من الأمثال الشعبية التي جرت على الألسنة حتى أطفأت شرارة الهمة والعمل، خذ مثلًا (الحظ دخل من بابهم بدل قولهم بكبابهم)!، شعارات اتخذها العاطلون الكسالى رداءً يستر عورة فشلهم واتكالهم. الحياة مسالك شتى، ومنافذ الحظ لا تُحصى، استخدام عقلك مع الإصرار على بلوغ الأهداف والتركيز على النتائج الإيجابية والتحلي بروح التفاؤل والابتعاد عن المحبطين تنهض بحظك وتأخذ الفرص بيدك نحو مقاصدك. يعتقد عالم النفس والأستاذ الجامعي ريتشارد وايزمان أن في وسع المرء أن يصبح محظوظًا ويحتل وظيفة مرموقة ويتمتع بعيش حياة زوجية هانئة ويحقق ثروة طائلة إذا عمل على ذلك. كيف؟ ذكر جملة من الوصايا الهادفة منها توقع النتائج الإيجابية، وأن ما يصبو له الفرد في متناوله ويمكن تحقيقه. أيضًا ذكر أن الاحتفاظ باللياقة البدنية العالية ينعكس على الشخص ذهنيًا يكون أكثر سعادة ورؤية إيجابية واستعدادًا لاستغلال الفرص. كذلك التمتع بروح المغامرة وألا يخشى من المجهول، وأن يتقبل الفشل ولا يتردد. كن عالي الهمة متوكلًا تعتمد على الله وتأخذ بالأسباب، ولا تكن متواكلًا تعتمد على الله دون بذل الأسباب، فالأرزاق لا تقذف في أعشاش الطيور، بل ألهمها الله بأن تروح خماصًا متوكلة على رازقها فتعود بطانًا. قال تعالى "إنا لا نضيع أجر من أحسن عملًا". كيف حالك عزيزي المستلقي؟