إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه !! صعب الأمر عليهم ثم قالوا اتركوه إن من أشقاه ربي كيف انتم تسعدوه ؟؟ في أحيان كثيرة نصف أنفسنا بقلة الحظ ينتابنا الحزن الشديد ونندب حظنا العاثر كما يقال خطرت ببالي كلمة حظ ماهي و ما معناها وهل نندب شيئاً لانعرفه ؟؟ من منا لا يؤمن بالحظ ؟ حظ .. كلمة من حرفين ! كالسحر بل هي اكسير الحياة و سر السعادة تعني الفرح تعني الفرص الجميلة و المفاجئات الرائعة الحظ في اللغة: هو النصيب حُظوظ و حِظاظ و أحظّ وهي النصيب من الخير و الفضل وهو اليسر و السعادة و الصدف الحسنة و حسن الطالع و التوفيق من الله وقد يطلق على النصيب من الشر و سوء الحظ من النحس و التعاسة و سوء الطالع ! ما هو الحظ؟ قيل إنه القضاء و القدر أو هو نصيب كتب لشخص سعيد و لم يكتب لآخر تعيس كلمة الحظ كثيراً ما نتداولها ولكن يا ترى هل للحظ وجود حقيقي في دائرتنا الإنسانية ؟ أم انه نوع من التحايل أمام انهزام الذات في بعض المواطن الحرجة ؟ شخص (مقرود) كما يقال بالعامية لا يعمل عمل إلا و يفشل ولا يدخل مجال إلا ويطرد لا يتمنى شيء إلا ويسلب منه يعمل و يخلص و يهتم ولا يلقى إلا الجحود و النكران! فلسان حاله يقول كل ما دقيت في ارض وتد .. من رداة الحظ وافتني حصاة و آخر محظوظ منعم بكل شيء يتنقل بين أجمل الفرص و أحلى المفاجئات كل شيء سهل بالنسبة له و القبول له في أي مجال (بخته) من السماء كما يقال فالحظ معه أينما رحل .. يمسك التراب فيصبح ذهباً ! و آخرون بين هذا وذاك لهم حظ في شيء و شقاء في أشياء ! ذكر الحظ قي القرآن الكريم في مواضع عديدة فحظ قارون وصف في القرآن بالحظ العظيم (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) وحظ الآخرة وهو جنة النعيم )وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) وحظ المواريث )يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ( الرضى و القناعة هما سبب السعادةوجد في حالات كثيرة جداً ، أن الإنسان يأتيه الموت ، ولا ينال حقه ! إذاً فلا بد من حياة أخرى توزع فيها الحظوظ توزيع جزاء ، بعد أن وُزِّعت في الدنيا توزيع ابتلاء وأمثلة الحظوظ كثيرة فالمال حظ والصحة حظ و الزواج حظ هناك زواج ناجح ، وهناك زواج فاشل و هناك زوج صالح ، و هناك زوج مشاكس و بين الناس أولاد أبرار ، وبينهم أولاد عاقّوندخْلُ بعض الناس قليل ، ودخلُ بعضهم كبيرفهذه الحظوظ وُزِّعت في الدنيا توزيع ابتلاء ولا بد أن توزع ثانية في يوم آخر توزيع جزاء فالذي نِلْتَه في الدنيا ، إنما نلته لكي تُمتحن به إن خيراً شكر و إن شراً صبرو سيأتي يوم تجازى على عملك إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر . (إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) و كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ) ونجد أن كلمة (الحظ) نفسها يضعف معناها ويقوى بقدر ما في الإنسان من علو الهمة أو خمولها، وكذلك بعكس ما تكون في الإنسان من قوة الإيمان وضعفه، ففي بعض المجتمعات المتخلفة نجد انتشار التعاويذ و الأحجار أو بعض الاشكال والكتابات في هذه الأوساط إيمانا منهم بأنها تجلب الحظ ! كما ارتبط معناها عند البعض بالصدفة كما يقال رمية من غير رامي فالإنسان المؤمن القوي في إيمانه , المؤمن بأن هناك أسباباً تتلو مسببات قلما يفهم من هذه الكلمة إلا أضعف ما تريد النفس منها فهي من (جنس العمل)، وإن لكل مجتهد نصيب والله تعالى يقول: )إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً(