برعاية مدير جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن بن محمد العاصمي نظمت وحدة التوعية الفكرية بالجامعة وذلك ضمن برنامجها الثقافي لطلاب وطالبات جامعة الأمير سطام، ندوة بعنوان: (شوكة في خاصرة المجتمع) تحدث فيها المحاصرون عن الغلو أسبابه وعلاجه، وذلك بحضور وكيل الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم الخضيري، وقد شارك في الندوة كل من الدكتور عبدالله بن محمد العسكر، والدكتور تركي بن خالد الظفيري، وبإدارة الدكتور خالد بن عبدالرحمن العسكر. تحدث في بداية الندوة د.عبدالله العسكر حيث تناول مفهوم الغلو وأوضح أنه مجاوزة الحد الشرعي وأشار إلى بذوره الأولى في العهد الإسلامي، وتحذير الشرع منه، وبيّن العسكر الأحاديث الدالة على أن الخوارج لا يخلو منهم زمان وأنهم شر الخلق، وقد ابتليت الأمة بهم منذ نشأتها وما زالت. وبعدها تحدث د.تركي الظفيري عن نشأة الغلو في الإسلام والتحولات التاريخية التي حصلت له حتى وقتنا الحاضر، وبيّن أن الغلو ينمو في البيئات المضطربة ويزداد نشاطه في أوقات الحروب، وأن الجماعات الإرهابية في زماننا مخترقة وتنفذ أجندات لدول تتربص بأهل الإسلام، وأن الغلاة في وقتنا الحاضر قاموا بتوظيف التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي، وإخراج جرائمهم بطريقة هوليودية، واخترقوا حتى ألعاب الأطفال. وأشار د.عبدالله العسكر إلى صفات الغلاة الواردة في السنة النبوية وأنها تنطبق على الغلاة في وقتنا الحاضر، وذكر منها صغر سنهم وتنقصهم المعرفة والتجربة، وأنهم اشتهروا بالطيش والسفه، وسوء فهمهم للقرآن الكريم، وإعجابهم بأنفسهم، ومن أخطر ما اتصفوا به تكفيرهم للمسلمين واستباحتهم للدماء. ثم أوضح د.تركي الظفيري أسباب الغلو وعلاجه، وذكر أن الجهل من أهم أسباب صناعة الغلو، وعلاج الجهل نشر العلم الشرعي الصحيح الموافق للوحيين، وكذلك من الأسباب الإعراض عن العلماء والبعد عنهم، وأشار إلى أهمية إيجاد طرق تواصل فاعلة بين الشباب والعلماء وأن الحوار المباشر مع العلماء يساهم في نشر الوعي ويقطع الطريق أمام من يريد نشر أفكار غالية لا تستند إلى كتاب أو سنة، كما بين د.عبدالله العسكر أن الانفتاح الإعلامي ساهم في نشر أفكار أهل الغلو وبات من الضروري توظيف التقنية فيما يكشف زيف هذا الفكر وترسيخ المفاهيم الشرعية الصحيحة، كما أشار العسكر إلى أن الظروف التي يعيشها الشاب قد تسهل عليه الانضمام لهذا الفكر، فقد تكون لدى الشاب مشاكل نفسية وعائلية تجنح به إلى سلوك مثل هذا الطريق. وفي الختام أكد د.تركي الظفيري على ضرورة إكساب الشباب مهارات التفكير النقدي حتى تكون لديهم الملكة في نقد الأفكار وتحليلها ومعرفة ما يوافق الشرع منها وما يخالفه. وأوضح الدكتور خالد الدبيان رئيس وحدة التوعية الفكرية بالجامعة أن هذه الندوة تعتبر البرنامج الخامس والذي أقامته الوحدة خلال الفصل الثاني من هذا العام، فقد سبقتها فعاليات ثقافية في أفرع الجامعة في محافظاتوادي الدواسر والسليل والأفلاج، تناقش وتحاور الأفكار والمناهج المخالفة لهدي الكتاب والسنة والتي تعتبر غريبة ومستنكرة في عقيدة ومنهج بلادنا الغالية.