أكد المشاركون في جلسة (الأسباب المؤدية لظاهرة التكفير) في إطار المؤتمر العالمي لظاهرة التكفير البارحة، أن وسائل علاج ظاهرة الغلو هي الوضوح والشفافية والصراحة في طرح القضية ومناقشتها بموضوعية بذكر أسبابها والبحث الجاد عن علاجها. آفة قديمة وأوضح الدكتور بدر بن ناصر البدر من المملكة في ورقته عن (التحذير من الغلو في ضوء القرآن الكريم) أن الغلو في الدين آفة قديمة ابتليت بها الأمم قبلنا، كما بليت بها هذه الأمة، وأن للغلو مرادفات كثيرة منها التنطع والتعمق والتشدد والتعنت والتطرف والعنف والتحمس والأدلة على التحذير منها والنهي عنها في كتاب الله تعالى وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام. وأشار إلى أن وسائل علاج ظاهرة الغلو الوضوح والشفافية والصراحة في طرح هذه القضية ومناقشتها بموضوعية بذكر أسبابها والبحث الجاد عن علاجها مع أهمية استقراء شبهات الغلاة ودعاواهم وحججهم أو الأمور الملتبسة عليهم ثم الرد عليها بالحجة والدليل الشرعي والعقلي والحوار الهادئ معهم لإقناعهم وذلك من خلال إنشاء المراكز والجمعيات المتخصصة التي تعنى بهذه الأمور يكون فيها باحثون متفرغون متخصصون لدراسة هذه الظاهرة وتوفر لهم جميع الإمكانات التي تعينهم على أداء عملهم والقيام برسالتهم. واستعرض الدكتور جمال محمد السيد عبدالحميد من مصر في بحثه (الغلو وأثره في ظاهرة التكفير) حقيقة الغلو، وأسبابه، ومظاهره، وعلاجه، مبينا أثر الغلو في التكفير، ثم انتقل إلى نشأة التكفير وجذوره التاريخية وأنواعه وخطورته وضوابطه والعلاقة ما بين الغلو والتكفير، ومظاهر الغلو في التكفير، والحكم على المعين بالكفر دون مراعاة الضوابط الشرعية. القرية الإعلامية وذكر الدكتور رضا عبدالواحد أمين من مصر في دراسته (دور وسائل الإعلام في الترويج للأفكار التكفيرية) أنه مع تعدد أشكال وسائل الاتصال وتطورها تطورا كبيرا في المرحلة الراهنة، وجه إليها الاتهام بأنها مسؤولة عن انتشار ثقافة التكفير، وذلك لأسباب كثيرة قد يكون منها غياب أو نقص الكفاءات المهنية القادرة على توجيه المجتمع وطرح قضاياه بموضوعية وحرفية، وقد يكون منها أيضا سهولة الحصول على منبر إعلامي لنشر الأفكار التكفيرية في القرية الإعلامية الصغيرة التي تنبأ بها عالم الاتصال الكندي الشهير ( مارشال ماكلوهانه ) بفعل الثورة المعرفية وانفجار المعلومات وظهور شبكة الإنترنت. سماحة الإسلام وقدم الدكتور صالح بن حامد الرفاعي من اليمن دراسة (الغلو في الدين سبب من أسباب ظاهرة التكفير) تناول فيها مسألة الغلو في الدين مشيرا إلى سماحة الإسلام، وأنه دين الرفق والرحمة، بعيدا عن العنف والقسوة، وسط بين الغلو والجفاء والإفراط والتفريط، ثم ذكر لمحة عن نشأة الغلو وأسبابه، ثم ذكر صورا من مظاهر الغلو المؤدي إلى ظاهرة التكفير، ووسائل علاجه. يسر الشريعة وقدمت الدكتورة غادة عبداللطيف الحليبي من المملكة بحثا عن (موقف السنة النبوية من الغلو في الدين) أوضحت من خلاله موقف السنة النبوية من الغلو، مع بيان يسر الشريعة الإسلامية وقد توصلت إلى أن الغلو يفرق المسلمين، ويضعف شوكتهم، وهو من أهم الأسباب المؤدية للتكفير الذي يترتب عليه قتال المسلمين. وأوصت بالتعرف على شبهات الغلاة وتتبع مؤلفاتهم، والرد عليهم، وعمل البرامج العلمية والإعلامية لتأصيل منهج الوسطية. الأسباب الفكرية وتحدث الدكتور عبدالقادر بن محمد عطا صوفي من سورية في دراسته (الأسباب الفكرية المؤدية لظاهرة التكفير)عن الأسباب الفكرية المؤدية لظاهرة التكفير، ومنها: الجهل، وهو التلقي غير المنضبط للعلم، تناول منها : الجهل بحقوق ولاة الأمر، والجهل بحقوق المسلمين والجهل بمقاصد الشريعة، والجهل بمفهوم الولاء والبراء، والجهاد، والجهل بالفرق بين الحكم على الذنب وبين تنفيذ العقوبة على مرتكبه، ثم ختم بحثه بجملة من النتائج والتوصيات منها وجوب إعادة الثقة بين العلماء والحكام والشباب، على أسس سليمة من وعي لواقع الأمة، وتمسك بشريعتها السماوية، وتمكين العلماء الربانيين من القيام بواجبهم وفتح السبل لكلمتهم، والسماح بمرورها إعلاميا ووجوب التحذير من التهاون في طاعة أولياء الأمر، أو الخروج عليهم، لما لذلك من عواقب سيئة، من أهمها: فقدان الأمن الذي هو مادة حياة الناس، وبوجوده تقام الشعائر، وتنفّذ الحدود، وتتيسر معايش الناس وضرورة العمل على منع من لا يوثق بعلمه وعقله وخلقه من إصدار الفتاوى التي تمس أمن المجتمع، وتماسك الأمة، أو تؤدي بها إلى الحرج، أو بمصالحها إلى الضرر.. يشار إلى أنه ترأس هذه الجلسة رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام الشيخ الدكتور صالح بن سعود العلي وأقرها الدكتور محمد سعيد العلم.