أصبح دور مواقع البريد الإليكتروني في الآونة الأخيرة يفوق مجرد إرسال واستقبال الرسائل بعد أن احتدم التنافس بينها على تقديم خدمات جديدة. الخدمات تتنوع ما بين إتاحة مساحات تخزين أكبر إلى إمكانيات تحرير النصوص وانتهاء بتوفير برامج لتشغيل الوسائط المتعددة ، وكل ذلك يقدم للمشتركين بدون مقابل. وصار من الممكن تخزين كميات كبيرة من البيانات مثل ألبومات الصور الرقمية أو ملفات الفيديو على مواقع البريد الإليكتروني والدخول إليها عبر روابط خاصة. ويوضح ألكسندر زولاندز من الموقع الإليكتروني “نيتسفيلت” المعني بشئون الكمبيوتر أن المستخدم يتلقى الدعوة لاستعراض الصور من خلال ظهور صور صغيرة في صندوق بريده الخاص ، ويتمثل الهدف من ذلك في الاحتفاظ بالرسائل الإليكترونية صغيرة في الحجم. وفي كثير من الأحيان ، يكون من الممكن استعراض الوثائق المرفقة برسائل البريد الإليكتروني مباشرة من خلال برنامج المتصفح. ويتعين النقر مرتين على الملف المرفق في موقع “هوت ميل” للبريد الإليكتروني على سبيل المثال لاستعراض تقرير ملخص عن الوثيقة ، كما يمكن تحريرها من خلال نسخة خاصة من برنامج مايكروسوفت أوفيس لمعالجة النصوص. ويمكن أيضا تحرير الوثائق والملفات على شبكة الانترنت من خلال موقع جوجل للبريد الإليكتروني من خلال خدمة تعرف باسم “جوجل دوكس” ، وتتيح هذه الخدمة إمكانية تحرير وإنشاء ملفات جديدة. تينو أنيك من شركة “وان أند وان” لتقديم خدمات الانترنت إن أي كمبيوتر متصل بشبكة الانترنت يمكنه إدخال تعديلات على الملفات. وتعمل بعض صناديق البريد الإليكتروني على الانترنت كأقراص صلبة على الانترنت ، ويمكن تخزين ألبومات موسيقية أو أفلام كاملة عليها. ويقدم موقع هوت ميل حاليا أكبر مساحة تخزين لمستخدميه تبلغ “25 جيجابايت”. ويرى إيكهارت فالتا استشاري تكنولوجيا المعلومات والخدمات الإعلامية بالوكالة الاتحادية الألمانية لحماية البيانات أنه من بين المشكلات الرئيسية التي تعاني منها خدمات الانترنت هو احتمال وجود ثغرات أمنية ، ويوضح قائلا إنه من الممكن من الناحية النظرية تعرض البيانات للسرقة من خلال طرف ثالث لاسيما إذا ما أصيب النظام الخاص بالمستخدم بأحد برامج التجسس أو أحصنة طروادة.