ظهرت مؤخرا تصريحات وزير المياه المهندس عبد الله الحصين, على ساحة مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام لما تحمله من استفزازات ما بين سطورها، بحسب ما نعتها متابعون. وكان آخر كلام الوزير اتهامه ل«السيفونات» بأنها الأكثر استهلاكا للماء، محملا عدم تجاوب المستهلكين مع حملات الترشيد، وخطط الوزارة، ودعوتها لتركيب أدوات وأجهزة مانعة للتسرب مسؤولية الهدر, وناصحًا المواطنين بالحصول على رخص لحفر آبار. وفي الوقت نفسه الذي أكد فيه أعضاء «الشورى» أن التعريفة الجديدة لفواتير المياه لم تعرض ولم تناقش في المجلس, أشار «الحصين» إلى أن هذا الأمر لا يتطلب العرض على المجلس. وبين متابعون أن هذه التصريحات الآنفة ذكرها, لم تكن وحدها المستفزة وغير المسؤولة, فقال «الحصين» سابقًا بأن تكلفة فاتورة مياه المنزل لا تصل إلى نصف قيمة فاتورة جوال فرد واحد من الأسرة، مبينا أن التعريفة الحالية للمياه لم تصل إلى 30% من تكلفة المياه والصرف الصحي الفعلية، وليس البنية الأساسية، وأن التكاليف بعيدة جدا عن التعريفة, وهو ما عده المستهلكون بالبعيد جدا عن المقارنة التي أدلى بها الوزير. وفي محاولة من وزارة المياه ووزيرها، وصفها متابعون بغير المجدية, عقد «الحصين» لقاءً موسعًا مع مجموعة من الإعلاميين وكتاب الرأي لتحسين صورة الوزارة إثر موجة الانتقادات التي طالتها بعد ارتفاع فواتير المياه والتصريحات المستفزة. حيث ظهر واضحا تذمر المواطنين والمستهلكين من ارتفاع فواتير المياه بشكل مفاجئ وغير معتاد عليه, الأمر الذي دعا الوزير لعقد لقائه مع الإعلاميين والمثقفين, ولكن اللقاء بحسب من حضره, كان نمطيا ولم يحمل أي شيء جديد غير التبريرات لارتفاع فواتير المياه. وبحسب مصادر، فإن الوزير تهرب من أسئلة الحاضرين في اللقاء, وكان أهمها التي وجهها له الموجودون عن نية الوزارة إعادة النظر والتفكير في تسعيرة استهلاك الشرائح, فيما اكتفى بالقول: «لا توجد نية حاليا والأخطاء في الفواتير واردة». تذمرات الشارع السعودي زادت بحسب تقارير تلفزيونية وآراء عرضها برامج تهتم بمشاكل المواطنين والمستهلكين. ومن جهته، قال الدكتور لؤي المسلم الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية، من خلال تغريدة أعادها على حسابه تفيد بإمكانية طلب اعتراض على قيمة الفاتورة من خلال الفرع الإلكتروني, وقال «المسلم»: «يمكن للإخوة العملاء تعديل الوحدات عن طريق الفرع الإلكتروني للشركة وسيتم خدمتهم مباشرة، مما يؤدي إلى خفض قيمة الفاتورة». وأضاف أنه تمت الموافقة في يوم واحد على أكثر من 8 آلاف طلب لتعديل عدد الوحدات تقدم بها المشتركون عبر الموقع الإلكتروني للشركة، مشيرا إلى أن الشركة تضع ضوابط على الاستهلاك المرتفع، فإذا زاد الاستهلاك عن الحد الطبيعي، يتم الطلب من العميل الكشف عن التسربات في منزله، ويتم تخفيض الفاتورة. وخلال لقائه مع داود الشريان على برنامج الثامنة, وجه «الشريان» انتقادات له، واصفا لغته بالمتعالية على الناس, قائلًا: «لغتك ليست جيدة رغم أن لديك أشياء حسنة، إلا أن لغتك المتعالية والقاسية أبعدت الناس عن تفهمهما، خصوصًا وأنت تتعامل مع الناس كالوزراء ووكلاء الوزرات». ونصحه «الشريان» بأن يغير طريقة خطابه مع الناس وأن ينزل للأرض ويفتح بابه ويتعامل مع الناس فهم «من يدفعون راتبك»، حسب الكلام الذي وجهه «الشريان» ل«المسلم». وفوجئ الوزير بلغة قوية من الإعلاميين والكتاب تجاه ما وصفه البعض بمهزلة الفواتير, حيث ووجه الإعلامي صلاح الفيدان كلاما لوزير المياه، قال فيه: «تم ضمكم لقائمة المسؤولين المستفزين للمواطنين». وفي السياق ذاته، رد الكاتب ياسر المعارك على مقارنة الوزير فواتير المياه بالجوال بأن هناك أسرا يشحنون جوالاتهم بخمسة ريالات والمقارنة ظالمة.