ابتعد بشار الجعفري، رئيس وفد النظام السوري في جنيف، عن شخصيته الاستعلائية اليوم، وبدا أكثر هدوءا وشحوبًا عن قبل، مما دعا بعض المتابعين لقولهم بأن هدوءه وظهوره اليوم يعكس خيبة أمله من تخلي روسيا أمام المجتمع الدولي والعالم أجمع وانسحابها من سوريا. وسخر الجعفري خلال مؤتمر صحفي عقب جلسة مباحثات مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، من اللحى ومن يطلقها، واعتبر بأن على الإرهابيين أن يحلقوا ذقونهم قبل أن يحاورا النظام السوري، في إشارة منه إلى أن جميع من يطلق لحيته أصبح إرهابيًا. ومن المفارقات المضحكة فإن الغالبية العظمى من شبيحة النظام السوري يطلقون لحى كثيفة سوداء، فربما من هذا الجانب ينعكس كلام الجعفري عليه ويقلب السحر على الساحر، فمن يطالب غيره ب"حلق اللحى" عليه أن يبدأ من نفسه. ورفض الجعفري الجلوس على طاولة المفاوضات مع المعارضة السورية، وقال: "نحن الآن نتعامل مع معارضات لا معارضة واحدة ولا يشرفنا الجلوس مع إرهابيين إلى طاولة المفاوضات". حيث يطلق النظام السوري وحلفاؤه كلمة "إرهابيين" على جميع من يعارضه أو يحاربه أو يخالفه، حتى وصل بها الأمر إلى التباهي أمام شاشات التلفاز بمقتل آلاف "الإرهابيين" كما يسميهم، ليتضح لاحقًا بأنه يقصف أشخاصا أبرياء وغالبية ضحاياه من الأطفال. وفي خصوص الأمر الروسي وانسحاب القوات الروسية من الأراضي السورية، أشار الجعفري إلى أن الروس أتوا إلى سوريا بقرار مشترك من بوتين والأسد لذلك لم يكن قرار سحب القوات الروسية من سوريا من الجانب الروسي فقط.