بين قمم جبال الأدب والمعرفة الإنسانية المختلفة، يختار وائل نجد قمة جبل الجدل العقلي الشاهق، ليقف عليها ملوحاً براية أفكاره الجريئة التي أثارت جدلا واسعا حولها خلال الأسابيع القليلة الماضية التي تلت صدور كتابه وتداوله في الشبكة العنكبوتية. يستعرض المؤلف في ترتيب منطقي وتساؤلات فكرية عميقة خلاصة الفلسفات والنظريات والموروثات الفكرية والاجتماعية والدينية والأخلاقية المتعددة، ويتناول في هذا العمل الشعري الطويل كثيراً من الأمور التي ظلت تؤرق الإنسان في مختلف العصور، وعلى كافة الأصعدة. يناقش ويجادل ويناظر أصحاب تلك الفلسفات الشهيرة والنصوص السائدة، بحججٍ وأدلة عقلية يراها مفحمة لأتباعهم، ومقنعة لمن يقرأ في كتابه بهدوء عقلي متجرد من العاطفة على حد وصفه . إنها رحلة فكرية مثيرة ومسلية، يأخذنا فيها الشاعر على متن رباعياته إلى غياهب الأساطير ودهاليز المقدسات والحضارات البشرية من جهة، وإلى أغوار النفس البشرية وما يدور فيها من صراعات من جهة أخرى ، ويطبق النتائج التي ينتهي إليها عملياً على واقع المجتمعات المعاصرة بشكل عام، وعلى مجتمعه السعودي على وجه الخصوص. يذكرنا هذا العمل الأدبي بألفيَّة ابن مالك ورباعيات الخيام وطلاسم إيليا وتساؤلات المعري وخيال المتنبي الواسع، وغيرهم من الرواد الكبار في أدبنا العربي العريق . ويعاب عليه في رأي البعض تركيزه على الشأن الجنسي في كلام سافر، ومبالغته في انتقاد كثير من القيم والعادات والتقاليد بطريقة لم يجرؤ أحدٌ قبله على الإتيان بمثلها. الجدير بالذكر أن كتاب (ألفيَّة ابن نجد – ملحمة فلسفية) صدر مؤخراً عن دار الحداثة اللبنانية، وجاء في 110 صفحات من القطع الكبير، ويتجاوز عدد أبياته 1130 بيتاً، ويباع في موقع النيل والفرات على شبكة الانترنت، ويوجد منه نسخة الكترونية متداولة في عديد من المواقع والمنتديات .