مع تسلُّلِ الفكر "الداعشي" إلى عقولِ عددٍ من شبابنا، وتزايُدِ الأعمال الإرهابية للتنظيم في المملكة والعالم، أصبح القصاصُ من الإرهابيينَ مطلبًا دينيًّا وشعبيًّا لتنفيذ العدل الإلهي، فلابد من وقفة حاسمة مع من يزهقون أرواح الأبرياء، ويهددون المجتمعات والأوطان بالخراب والدمار، ويغرِّرون بالشباب ويعرِّضون مستقبلهم للضياع. ومع سقوط الشهداء من المدنيين والعسكريين،وتيتم أبنائهم وترمل نسائهم،يكون القصاص كالماء البارد الذي يطفئ لهيب الغدر داخل نفوس أسر الضحايا، وهو ما يؤكد عظمة ديننا الذي شرع القصاص لحقن دماءِ الأبرياء والحفاظ على كيان المجتمع ووقايته من شرور المجرمين والمفسدين، الذين يُرهِبُونه ويسفكون دم أبنائه ويروعونهم بالرصاص والقنابل والمولوتوف والأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة وغيرها من أعمال لا يقبلها عقل ولا يقرها أيّ دين…"ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب". فكم من أسرة تيتَّمَت بعد مقتل عائلها، ضابطًا كان أو فردَ شرطة، وكم من طفل حرم من كلمة (بابا) بعد أن فقد أباه وهو يصلي داخل مسجد، أو خارج لتوه من بيته باتجاه عمله، وكم من رضيع افتقد حضن والده، ولم يعد يتذكر الآن من شكله سوى صورته، وكم من زوجة ترملت مبكرًا برصاصة وجهها إرهابي لرأس زوجها الساهر على حماية حدود البلاد، وكم من أخ أو ابن ترك منزل الأسرة متوجهًا إلى مناطق الصراع والحروب بحجة الجهاد في سبيل الله، بعد أن خضع لعمليات غسيل مخ ممنهجة؟! إن الأفعال الخسيسة للإرهابيين، الذين يسعون لإسقاط حكم الدولة بالعنف، ويستهدفون محطات الكهرباء لتدميرها، ويخططون لاغتيال المسؤولين، تكفي وحدها لتنفيذ شرع الله فيهم، ولن يحزن مواطن أو مقيم على مجرم يهدد استقرار الدولة والمجتمع ويبيع تراب وطنه للأعداء، وهو ما اعترفت وآمنت به مؤخرًا دول كثيرة، كانت حتى فترة قصيرة لا تتعامل بجدية وحزم مع الإرهابيين، وتتعامل معهم كمجرمين أو متهمين عاديين، قبل أن يسقط فوق أرضها شهداء من المواطنين والمقيمين. ولا يختلف اثنان على أن المملكة تعد من أكثر الدول التي قدمت عدداً كبيراً من الشهداء في سبيل مكافحة الإرهاب، وتحملت خزينتها مليارات الريالات لتعويض أسر الشهداء وتوفير حياة كريمة لأطفالهم وزوجاتهم وذويهم، وما زالت تقدم الكثير لعائلات هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم وأنفسهم ليبقى الوطن. ومهما قدمت من أموال فإن حكومتها وأولي الأمر بها لن يتنازلوا أبدًا عن توفير كل الحقوق لشهداء الإرهاب وذويهم عبر قضاء المملكة العادل، كما أنها لن تحيد عن نهجها في إصلاح وإعادة توجيه من غرر بهم وكانوا وقودًا جاهزًا لأعداء الوطن، فإن عادوا وتراجعوا وتابوا وأقلعوا عن هذا الفكر الضال،أهلاً بهم أعضاء فاعلين في المجتمع، ولكن إن أصروا على ما في رؤوسهم من إفساد في الأرض فحكم الشرع كفيل بهم. إن البيوت التي خربت، ووجوه الأطفال الشاردة، ما زالت تنتظر العدل الإلهي، وعودة ابتسامة الفرح بالنصر على المتاجرين بدين الله من الدواعش وأنصارهم والذين يدافعون عن إرهابهم الأسود وأفكارهم الضالة ونفوسهم الضعيفة التي تبيح لهم قتل الأبرياء وتشريد الصغار وذبح البشر.