من يتابع وسائل التواصل الاجتماعي، وقيادتها للمشهد الإعلامي في المجتمعات العربية في الآونة الأخيرة، سيوقن أن الناتج من هذه التقنية سيكون ذا اتجاهين متضادين، فإما خير و معرفة وإما شر وتقليب مواجع . كثير من المعرفات التي اشتهرت في وسائل التواصل الاجتماعي تميزت بنقل الخبر في وقت أسرع من أي وسيلة إعلامية أخرى لسبب أتوقع أنه ليس بالصعب معرفته أو تميزت لشهرتها الإعلامية سواء كانت ثقافية، فنية أو رياضية قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي التي فتحت المجال لهم للتواصل المباشر مع جماهيرهم . هذه الشهرة عززها في شبكات التواصل الاجتماعي كثرة المتابعين بأرقام مليونية بفضل ترويجهم لحسابات وأخبار وآراء هؤلاء المشاهير، الذين في المقابل نتوقع منهم أن يدينوا بالفضل في الشهرة واللمعان لمتابعيهم . ثمة سؤال يتبادر للأذهان في هذه اللحظة: ماذا فعل هؤلاء المشاهير لمتابعيهم الذين في النهاية هم شريحة كبيرة من المجتمع الذي يخاطبه هؤلاء المشاهير؟ إن ما تشاهده الآن من هؤلاء المشاهير هو العزوف عن تقديم واجبهم تجاه هذا المجتمع، وانصرافهم نحو استغلال هذه المتابعات المليونية، والتعامل معها كأرقام تُستغلّ لترويج الإعلانات الدعائية للمنتجات والشركات والمطاعم، فلا تكاد تجد حسابًا مليونيًّا يخلو يوميًّا من دعاية أو أكثر، وفق قاعدة كلما زاد عدد المتابعين زاد المدخول الإعلاني. لماذا لا يكون لمتابعيهم الحق في جزء من هذا الدخل؟ تخيّل عزيزي القارئ وكذلك صاحب الحساب المليوني لو قرر هؤلاء إلغاء المتابعة؟ هل يستطيع المشاهير إبرام عقد مع الجهات المعلِنَة؟ لماذا يغيب حس المسؤولية الاجتماعية عن مشاهيرنا؟ ألم يأن الأوان للمتابعين ليطالبوا بحقوقهم من هؤلاء المشاهير؟ لماذا يغيب عن أذهان هؤلاء أن مجتمعهم ينتظر منهم الخدمة بعد أن منحهم كل الخدمات التي يريدونها منه؟ ليتذكر هؤلاء أن هناك جمعيات إنسانية وخيرية لمعالجة مشكلات المجتمع، كجمعيات الأيتام ومرضى السرطان وذوي الاحتياجات الخاصة تنتظر منهم دعمًا للقيام بمسؤولياتها . وليتذكروا بأن المجتمع الذي أشهرهم في انتظار رد الجميل إليه، ومن يقدم لمجتمعه الخدمة بعد أن منحه هذه الشهرة إنما هو يبعث رسالة شكر وعرفان لأفراد مجتمعه، ممن يتابعونه بأنكم أنتم من أوصلتمونا لهذه المكانة فحق علينا أن نشارككم أرباح الإعلان خدمة لمجتمعنا، فلولا المجتمع لما اشتهروا، ولولا المجتمع لما تسابقت إليهم شركات الإعلان، ولو قدر أن قرر المتابع مجازاتهم على نكرانهم لعادت حساباتهم إلى خانة الألف والألفين. رابط الخبر بصحيفة الوئام: حقوق مجتمعنا على مشاهير التواصل