انزعجت كثيرا لخبر نشرته إحدى الصحف الأسبوع الماضي حول عائلة سعودية سافرت إلى مدينة " مونبيليه " الفرنسية ولم تتوقع إن تكون تلك المحطة محملة بالمتاعب والمصاعب القانونية والتي قد تؤدى إلى السجن لما يقارب من 15 عاما وبدأت القصة في 27 من أغسطس الماضي حيث توقفت العائلة في هذه المدينة لتناول طعام الغداء بصحبة خادمتهم الأسيوية واختارت الأسرة مطعما صغيرا على الطريق لتستقر على طاولة بينما الخادمة وأحد أطفال الأسرة الصغار بمفرهما على طاولة مجاوره ، وعند تقديم الطعام أخذت الأم ابنها الذي يجلس على طاولة الخادمة بينما بقيت الخادمة بمفردها وتناولت ربة الأسرة طبقا فارغا ووضعت فيه بعضا من الطعام الموضوع على طاولة الأسرة لتضعه للخادمة على طاولتها . طبعا هذا المنظر لم يجوز لزبائن المطعم الذين بدأوا بالصراخ على الأسرة السعودية وأخذوا بالحديث مع الخادمة قبل إن تحضر الشرطة وتصطحب الجميع إلى مركز الشرطة، حيث احضروا لهم مترجم من أصول مغربيه ليخبر الأسرة بأن 7 أشخاص من زبائن المطعم يتهمونهم بممارسات استعبادية للخادمة ويطالبون بحمايتها منهم وتوجيه تهم تصل إلى 15 عاما سجنا وتعويضات كبيرة للخادمة و ستوكل المدينة محاميا للخادمة مع مترجم يتحدث لغتها الأسيوية ، وتم حجز الزوج وإلام فيما تم إيداع أبنائهم الأربعة في الرعاية الاجتماعية مع مشرفات يتحدثن اللغة العربية وذلك قبل الإفراج عنهما بكفالة ماليه وتم حجز جوازات سفرهم حتى صدور الحكم من المحكمة . أكاد أجزم إن الكثير ممن سيقرؤون هذه السطور يتبادر إلى أذهانهم نفس السؤال الذي دائما يتبادر إلى ذهنى بعد كل صيف يقضى فيه السعوديين إجازتهم في أوروبا ا واسيا لماذا نفعل ذلك ؟ لماذا نرضى ان يربط بين ثرائنا وسلوكياتنا وجهلنا ؟ ولماذا يتذمر منا كل من نزوره ؟ ولماذا يغيب عن أذهاننا النظرة الدونية التي نخلفها ونحن ننتهك خصوصيتهم ونخالف أنظمتهم ؟ لماذا نتعامل بعدم إنسانية مع الخدم والسائقين متناسين إن أنظمتهم لا تسمح بذلك وهناك الكثير من القصص التي تمت بنفس النهاية المأساوية ولم نرتدع أو نتوقف . أخطاء سلوكيه وممارسات بعيده عن الأدب نخلفها ورائنا بعد كل صيف في أذهان من نقضى لديهم صيفنا هل نحن نتعمد ذلك أم أنها ممارسات تعودنا عليها في بلادنا ونتوقع إن يتحملها الآخرون منا ، مغرورين بفكرة لأننا ننعش اقتصادهم ونرفع نسبه الإشغال لديهم إلى نسب مغريه لتحملنا . لقد رأيت بعيني عشرات السعوديين يفترشون الأرض بالها يد بارك ويتركون مخلفاتهم بعد خروجهم منها، وأطفالهم يرمون بالحصى البطات الآمنات طوال العام في بحيرة الهايد بارك ولا احد من والديهم يتكلم او يمنع ذلك ناهيك عن الاستعراض بالسيارات الفارهة واستعراض الثراء ورفع صوت التسجيل والسهر إلى ساعات متأخرة واستخدام الاندرجراوند أو القطارات بإزعاج من قبل أطفالهم ، وغيرها من السلوكيات التي لا نرضاها في بلدنا فكيف إذا كانت في بلاد لا ترى هذا خطأ فقط ولكنها تراه مشين وقد يصل إلى تجريمه . وإذا كانت هذه السلوكيات متكررة فمتى سنعرف متى نتوقف عن فعل ذلك وما هو المسموح والممنوع في السفر حتى نعطى صوره جميله عن مجتمعنا، ولذلك يجب إن تتبنى ألدوله نشر ثقافة السفر، والآداب التي يجب إن نتبعها في السفر ، وان تتولى وزاره الإعلام نشر مفهوم وثقافة السفر وكيف علينا إن نتصرف خارج الحدود وان تتعاون السفارات بإرفاق نظام البلد الذي يمنح التأشيرة مع كل جواز سفر يمنح تأشيره وان يوقع كل مسافر على استمارة تعهد بالحفاظ على نظام البلد والالتزام بكل أنظمتها وان للدولة الحق باتخاذ اللازم اتجاهه في حالة مخالفه ذلك . يجب أن يتم التحرك لإيقاف تلك المهازل التي تحدث ممن لا يعون مخاطر ما يفعلون ، وان يكون ذلك التحرك من جميع الأجهزة ذات الصلة فما آلت إليه الأمور لا يبشر بخير .
رابط الخبر بصحيفة الوئام: متى ستتوقف أخطاء السعوديين في الخارج