قالت جازبروم نفت إحدى أسرع شركات النفط نموا في روسيا إن شركات الطاقة الروسية تصمد في مواجهة أسعار النفط المتدنية وإنها ستواصل زيادة الإنتاج خلال السنوات القليلة المقبلة حتى إذا رفعت السعودية الإنتاج لتعزيز انخفاض الأسعار. وقالت جازبروم نفت ثالث أكبر منتج للنفط في روسيا والمملوكة لشركة الغاز الحكومية جازبروم إنه نظرا لتخمة المعروض والتطورات التكنولوجية ربما تعود أسعار النفط إلى المستوى الذي يتراوح بين 30 و40 دولارا للبرميل والذي شهدته قبل طفرة السلع الأولية في أوائل القرن الحالي. ولن تستطيع بعض مشروعات النفط الصمود في ظل هذه الأسعار المنخفضة لكن معظم هذه المشروعات لن يكون في روسيا التي ستبدي فيها مشروعات تطوير الحقول مرونة حتى عند سعر يتراوح بين 20 و35 دولارا للبرميل وهو مستوى أقل بكثير منه في الولاياتالمتحدة وحقول القطب الشمالي أو الحقول البحرية الكبيرة. وقال فاديم ياكوفليف النائب الأول لرئيس جازبروم نفت "حتى الآن لم تشكل أسعار اليوم صدمة لصناعة النفط العالمية. كان الكثيرون يحدوهم الأمل في أن توجه ضربة لصناعة النفط الصخري الأمريكية في المقام الأول لكن ذلك لم يحدث بعد." وأضاف في مقابلة مع رويترز "هذا يشير لي إلى أن… السعوديين قد يحاولون اختبار مستويات مقاومة جديدة." وتراجعت أسعار النفط العالمية لأقل من النصف منذ العام الماضي ليجري تداولها عند أقل من 50 دولارا للبرميل بسبب وفرة الإمدادات الأمريكية وقرار منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) عدم خفض الإنتاج من أجل حماية حصتها في السوق في مواجهة المنتجين ذوي التكلفة العالية. وعلى الرغم من تراجع الأسعار واصل الإنتاج في روسيا أكبر منتج للنفط في العالم الصعود ليصل إلى أعلى مستوياته في فترة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي هذا العام. وقال ياكوفليف "أعتقد أن صناعة النفط الروسية معزولة بشكل جيد جدا… في حالة استمرار حروب الأسعار لدينا هامش أمان ولن نسقط ضحايا في هذه القصة… سيكونون (الضحايا) حقول المياه العميقة والنفط الثقيل وربما بعض مستودعات النفط الصخري." وتعتمد روسيا اعتمادا كبيرا على صادرات النفط والغاز والمعادن في جني إيرادات الموزانة ودفع انخفاض أسعار السلع الأولية البلاد إلى الركود وخفض قيمة عملتها الروبل. لكن شركات النفط الروسية لا تزال صامدة نظرا لأن صعود الدولار يرفع إيراداتها بالروبل بينما انخفضت مدفوعات الضرائب على الصادرات مع هبوط أسعار النفط. ويشير بعض مراقبي أوبك إلى أن روسيا قد تقترح خفض الإنتاج بشكل مشترك مع السعودية أكبر منتج في المنظمة من أجل رفع الأسعار لكن ياكوفليف قال إن الشك يساوره في أن ذلك سيحدث. وقال "ستكون تكلفة ذلك علينا أكبر بكثير من السعوديين ولذا لا أعتقد أنه أمر واقعي." * نمو ممتاز باتت جازبروم نفت من اللاعبين الرئيسيين بعدما اشترت شركتها الأم شركة النفط سيبنفت من الملياردير رومان أبراموفيتش مقابل 13 مليار دولار قبل عشر سنوات. ومنذ ذلك الحين زادت جازبروم نفت الإنتاج بمقدار 50 بالمئة وتتوقع أن تنتج 78 مليون طن من المكافئ النفطي هذا العام بزيادة 18 بالمئة مقارنة مع 2014 بفضل حقول النفط الجديدة في سيبيريا والقطب الشمالي والحقول البحرية. وتخطط الشركة لزيادة الإنتاج بما لا يقل عن خمسة بالمئة سنويا خلال الخمس سنوات المقبلة لتصل إلى 100 مليار طن بحلول عام 2020 على الرغم من أسعار النفط المتدنية والعقوبات التي تفرضها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي على الشركات الروسية بسبب دور موسكو في الأزمة الأوكرانية. وحدت العقوبات من إمكانية الحصول على تمويل طويل الأجل من الأسواق الغربية وكذلك الحصول على التكنولوجيا الغربية لكن ياكوفليف قال إن تطوير التكنولوجيا في الداخل سيكون مفيدا. وتفتقر روسيا على سبيل المثال إلى تكنولوجيا حفر الآبار الأفقية التي لعبت دورا مهما في المساعدة على كشف احتياطات الغاز الصخري الأمريكي. وقال ياكوفليف إن الشركات الروسية بإمكانها في الوقت الراهن حفر آبار يصل طولها إلى ألف متر في حين تقتضي الحاجة الوصول إلى 1500 متر على الأقل. وأضاف ياكوفليف "هذه هي المهام التي نوكلها لشركات الخدمات المحلية ويحدونا الأمل أن يتم إنجازها. نحن بحاجة إلى تشغيل عقولنا ومواصلة العمل." رابط الخبر بصحيفة الوئام: نفط روسيا : حرب الأسعار مع السعوديين لن تؤثر على النمو