يسيطر الحوثيون وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح بشكل كبير على المحافظات الشمالية الغربية، صنعاء وعمران وصعدة وحجة وذمار والبيضاء والحديدة وإب والمحويت وأجزاء من الجوف، وذلك بعد نحو مائة يوم على بدء عملية عاصفة الحزم في اليمن. كما فرض الحوثيون سيطرتهم على معظم مناطق مأرب، حيث سمح بدخول قواتهم الانقسام بين القبائل هناك. شرقا، تسيطر الحكومة على محافظات المهرة وحضرموت وأجزاء من شبوة. أما في الجنوب فلاتزال تتنازع على السيطرة قوات الحوثيين وصالح من جهة، والجيش اليمني وقوات الحراك الجنوبي والمقاومة الشعبية من جهة أخرى. المعارك والمعاناة الإنسانية بالنسبة لسير المعارك، فإن العديد من المحافظات الواقعة لسيطرة الحوثيين تشهد هجمات منظمة على مواقعهم، كما في البيضاء وصنعاء وعمران وصعدة وذمار وإب. كما تجري مواجهات في الجوف شمالا. لكن المعارك الأشرس تتركز في الجنوب، من تعز غربا، إلى عدن ولحج والضالع. وتعاني المحافظات التي تدور فيها المعارك من معاناة إنسانية شديدة الوطأة، تشهد أسوأ فصولها تعز والحديدة وحجة وعدن، وأيضا مناطق في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث يتجاوز عدد المحتاجين للمساعدة العاجلة نحو المليون شخص في كل محافظة على حدة. المنافذ أما المنافذ المتوفرة لدخول المساعدات، فهناك أربعة منافذ برية على الحدود مع السعودية، ثلاثة منها تحت سيطرة الحوثيين. لكن المنافذ الأساسية للمساعدات هي الموانئ، وعلى الأخص ميناء عدن، المحاصر حاليا من قبل الحوثيين. فالموانئ الشرقية من نشطون إلى بلحاف، يصعب نقل أية مساعدات تصلها عبر مناطق الصراع، أما الموانئ الغربية فهي تقبع تحت سيطرة الحوثيين، وخاصة ميناء الحديدة الذي تتجه إليه شحنات كبيرة من المساعدات، التي تقع تحت يد الحوثيين. حاليا، تتركز الجهود الدولية على حل الأزمة الإنسانية. وقد كان آخرها وصول المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى صنعاء، في مسعى جديد للتوصل إلى هدنة إنسانية. لكن العالم يبدو منشغلا بمعالجة عواقب المشكلة، بدلا من المشكلة نفسها، ففي خضم النداءات لدخول المساعدات، تراجعت أهمية المعارك التي سببتها، والقرارات الدولية التي ألزمت الحوثيين بالانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها. رابط الخبر بصحيفة الوئام: بالفيديو // اليمن.. المعاناة الإنسانية و"خريطة الصراع"