دخلت عملية «عاصفة الحزم» العسكرية، التي يشنها التحالف العربي ضد المتمردين «الحوثيين» في اليمن، أسبوعها الرابع اليوم، في الوقت الذي تواصلت فيه الاشتباكات بين الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق على عبد الله صالح، من جهة، والقوات الموالية للرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادي، من جهة أخرى، في عدة جبهات. وأكدت مصادر، أن 10 مسلحين حوثيين قتلوا، صباح الخميس، في كمين نصبه مسلحون يتبعون المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، في منطقة واقعة بين محافظتي تعز ولحج جنوب البلاد، حسب شهود عيان. وقالت المصادر، إن غارات لتحالف «عاصفة الحزم» استهدفت معسكر «الصمع» التابع للجيش والموالي ل«الحوثيين» في مديرية أرحب بشمال صنعاء، مضيفا أن القصف أدى إلى تدمير أجزاء من المعسكر، فيما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد بكثافة من المكان جراء القصف الشديد. وكان طيران «عاصفة الحزم» استهدف المعسكر عدة مرات منذ بدء الغارات قبل 3 أسابيع على مواقع مسلحي جماعة «الحوثيين» في العاصمة، صنعاء، وعدة محافظات أخرى. وتكثفت أعمال القصف العشوائي من قِبَل «الحوثيين» للأحياء السكنية في مدينة عدن، بجنوب اليمن، حيث لا يزال المتمردون ينتشرون ويواجهون «اللجان الشعبية» الموالية لهادي. وقال سكان إن المدينة شهدت – منذ الساعات التي تلت تصويت مجلس الأمن الدولى على قرار يفرض حظرا للسلاح على الحوثيين، الثلاثاء – قصفا بقذائف «الهاون»، خصوصا على أحياء المعلا والقلوعة وكريتر، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. من جهة ثانية، شن طيران التحالف عدة غارات على مواقع الحوثيين في عدن، خصوصا على مدرج مطار المدينة الذي يتمركز فيه المتمردون، فضلا عن غارات استهدفت نقطة جبل حديد ومواقع للحوثيين وأتباع صالح في أحياء كريتر وخور مكسر وبئر أحمد، وفقا لمصادر عسكرية، بينما تجددت المواجهات بين الحوثيين ومسلحي «اللجان الشعبية» في أحياء خور مكسر والمعلا والشيخ عثمان، في عدن، حسب شهود عيان ومصادر في «المقاومة الشعبية» الرافضة للتواجد الحوثي في المدينة. وفي محافظة الضالع جنوبا، لقي 12 متمردا حوثيا و4 من المقاتلين المناوئين لهم مصرعهم، وأفاد مصدر من «اللجان الشعبية» بأن «الاشتباكات وقعت، بعد سلسلة من الكمائن التي نصبت للحوثيين في سناح ومفرق خوبر والطريق بين قعطبة وسناح»، وهي مناطق في شمال محافظة الضالع. وفي شمال البلاد، أكد شهود عيان أن طيران التحالف العربي قصف المجمع الحكومي في وسط محافظة صعدة، وهي المعقل الرئيسي للحوثيين. وأفاد سكان حي الجراف بأن اشتباكات وقعت بين عناصر الحوثيين وقوات موالية لصالح، واتهم كل منهما الآخر ب«الخيانة»، بسبب استهداف الطائرات مخازن أسلحة تابعة للحوثيين لم يكن أحد يعلم بتواجدها غيرهما. من جهتها، حذرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) من أن ما يقرب من 11 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد، فيما يتعرض ملايين آخرون لخطر عدم الوفاء باحتياجاتهم الغذائية الأساسية، وسط تصاعد الصراع. على صعيد آخر، أعلن تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» مقتل الرجل الثاني في التنظيم باليمن، إبراهيم الربيش، في غارة أميركية لطائرة دون طيار، ليل الاثنين الماضي. ومن جهة أخرى، كشف مصدر دبلوماسي مطلع في الأممالمتحدة عن مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، قدم استقالته إلى الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون. وأعلنت الأممالمتحدة في بيان أن بن عمر «سيتنحى عن منصبه»، مشيرة إلى أنها ستعلن عن خلف له قريبا. ويرى بعض المراقبين أن بن عمر طلب منه ترك مهمته، خاصة أن قرار مجلس الأمن الأخير تجاوز كل ما قام به مبعوث المنظمة الدولية ذاتها في اليمن منذ سهل سيطرة الحوثيين وعلي عبد الله صالح ونجله على البلاد في انقلاب على الشرعية. وتكررت الاتهامات للمبعوث الدولي بأنه «منحاز» لطرف في الأزمة اليمنية رغم قوله علنا دائما «أن جهوده تستند إلى المبادرة الخليجية»، إذ كانت كل جولات المفاوضات بمثابة «شرعنة» للانقلابيين. وكانت الدول الخليجية أبدت اعتراضها على انحياز بن عمر وأبلغت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بذلك في اجتماعات القمة العربية بشرم الشيخ نهاية الشهر الماضي. رابط الخبر بصحيفة الوئام: «التحالف» يكثف هجماته واستقالة مندوب الأممالمتحدة لليمن