لسنا بحاجة لانتظار أي دوافع جديدة للتشريع الدولي حتى ننطلق لنجدة اليمن من الاحتلال الإيراني، الذي أصبح على وشك أن يكون واقعًا لا مفر منه. الرئيس اليمني أعلن بوضوح أن إيران تتدخل بسفورفي شؤون بلاده الداخلية، والعالم بكل مؤسساته وهيئاته يدرك دعم إيران وتبنيها لجماعة الحوثي التي تسيطر بقوة السلاح على العاصمة صنعاء ، وتتقدم لتسيطر على مناطق استراتيجية أخرى حتى أصبحت على مشارف العاصمة المؤقتة "عدن" . وهذه المبررات وحدها كافية لأن نتحرك ولو عسكريًّا لتأمين "حدودنا" أولًا من إمكانية التوسع الحوثي المتسارع ، ثم حماية الشرعية اليمنية التي سيشكل اختلالها أو سقوطها خطرًا استراتيجيًا عميقًا علينا أكثر من الدول الأخرى التي تهتم بمصالحها في اليمن. العملية السياسية داخل اليمن تسير ببطء كبير سببه التقدم الحوثي العسكري والتهديد العالي الحدة للشرعية والعملية السياسية المحيطة بها. لذلك لن ينطلق اليمنيون إلى أي حل سياسي يفيد البلاد ويخرجها من المأزق دونما دفع وتأثير منّا.. يعني ذلك أن القرار أصبح بيد الخليج أولًا، وإذا استمررنا في انتظار التطورات الميدانية والسياسية فسيتمكن أعداء الشرعية المختلفون من إسقاط مخططهم على البلاد. كسعودي أتفهم المساوئ التي تفوق المصالح في حال تدخل الجيش السعودي في اليمن بأي شكل.. لا أشك للحظة بأن تدخلنا في بلد له سيادته ولمواجهة ميليشيا تنتشر في عدد كبير من المحافظات هدف لأطراف عديدة بنفس الطريقة التي استهدفت بها مصر في ليبيا وفي سيناء ولكنه هدف إيراني استراتيجي رئيس لاستنزافنا وإشغالنا عن الوضع الملتهب، الذي تتقدم فيه إيران بالعراق وسوريا. وبالتالي فإنّني أطالب بالإسراع في عقد حوار الرياض للقوى السياسية اليمنية الذي تقدم بطلبه الرئيس اليمني هادي منصور لاستصدار قرارات تحت غطاء شرعي، وبإمضاء القوى السياسية الحاضرة، تدين الحوثي وداعميه والأطراف الأخرى المعطلة للعملية السياسية، وتدعم حقنا بالتدخل الحاسم لحل الأزمة ، أو الاستعانة بقوات درع الجزيرة التي تتكون من تشكيلات عسكرية من جميع دول مجلس التعاون الخليجي بناءً على الطلب الذي قدمه الوفد اليمني بالرياض للسعودية بشرط أن يكون ذلك ضمن إطار واسع بمشاركة قوات يمنية عسكرية حكومية وقبلية تضمن عدم توسع الحرب وعدم انزلاق البلاد في وحل الحرب الأهلية بدفع من أي أطراف طماعة، لحماية العاصمة المؤقتة عدن من الاجتياح الحوثي المقبل. غير ذلك أعتقد أنه سيستنزف الوقت ولن يمنح الحوثيين وحدهم الوقت لتدمير ما يمكن تدميره، بل سيعطي الفرصة للأطراف الأخرى المعطّلة للعملية السياسية مثل علي عبد الله صالح وأتباعه بأن توسع مخططاتها بالشكل الذي يصعِّب علينا التدخل مستقبلًا. رابط الخبر بصحيفة الوئام: حلول اليمن التي نملكها