أكدت المملكة أن حرية التعبير لا ينبغي أن تكون ذريعة لانتهاك حقوق أخرى، باعتبار أن حقوق الإنسان متكاملة ومترابطة. جاء ذلك في كلمتها أمام مجلس حقوق الإنسان التي ألقاها رئيس وفد المملكة الدكتور بندر بن محمد العيبان رئيس هيئة حقوق الإنسان في افتتاح أعمال الدورة الثامنة والعشرين في جنيف اليوم. وقال رئيس وفد المملكة الدكتور بندر بن محمد العيبان إن اختلاف ثقافات بلدان العالم حقيقةٌ ماثلة وواقعٌ معيش، وأن محاولات فرض ثقافات وممارسات بعينها على المجتمعات في مسائل حقوق الإنسان تتنافى مع الطبيعة البشرية التي أرادها الخالق جل وعلا أمرٌ غير ممكن، ولذا ترى حكومة بلادي ضرورة مراعاة التنوع الثقافي واستثماره في تعزيز وحماية حقوق الإنسان، وأن يدخل ذلك ضمن مفهوم «عالمية حقوق الإنسان». وأضاف العيبان أنه في إطار تطوير مرفق القضاء ، وبما يعزز حقوق الإنسان، فقد صدر – مؤخرًا – أمرٌ ملكي ، يقضي بتشكيل لجنة متخصصة لإعداد مشروع مدونة للأحكام القضائية وتصنيفها على هيئة مواد تستند على أبواب الفقه الإسلامي. وأشار العيبان إلى أنه صدرت اللائحة التنفيذية لنظام الإجراءات الجزائية المُعدَّل، التي تضمنت أحكاما تنفيذية خاصة بإجراءات الاستدلال والقبض على المتهمين، وتفتيش الأشخاص والمساكن وإجراءات التحقيق، وغيرها من الإجراءات الجنائية، على نحوٍ تفصيلي دقيق. وبين رئيس هيئة حقوق الإنسان أنه امتدادا لجهود حكومة المملكة العربية السعودية في دعم مؤسسات المجتمع المدني للقيام بدورها بفاعلية، فقد صدر أمرُ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بدعم جميع مؤسسات المجتمع المدني المسجلة بمبلغ (ملياري ريال) ، ودعم مجلس الجمعيات التعاونية بمبلغ (مائتي مليون ريال)، ودعم الجمعيات المهنية المتخصصة بمبلغ (عشرة ملايين ريال) لكل جمعية، بالإضافة إلى الدعم السخي للأندية الأدبية والأندية الرياضية. وشدد العيبان في كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان على أن أبشع انتهاكات حقوق الإنسان التي ما زالت قائمة في عالمنا اليوم هي تلك الناجمة عن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والمتمثلة في قتل المدنيين لا سيما النساء والأطفال، والاعتقالات التعسفية، وممارسة التعذيب، وهدم المنازل، والتمدد الاستيطاني، وتهويد القدس الشريف، وتجريد الشعب الفلسطيني من أبسط حقوقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، في تعدّ صارخ على قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ، وعلى مرأى من العالم أجمع. وحول الوضع في سوريا قال العيبان: لا يزال المجتمع الدولي يقف مكتوف الأيدي أمام ما يتعرض له الشعب السوري من جرائم بشعة على يد النظام الفاقد لشرعيته، الذي مازال يشن هجماته الوحشية التي ذهب ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء؛ جُلهم من الأطفال، والنساء، والشيوخ، مستخدما في ذلك كل أنواع الأسلحة والعتاد، بما في ذلك الأسلحة المحرمة دوليا، فضلا عن تهجير الملايين من أبناء شعبه. وأكد رئيس هيئة حقوق الإنسان أن عجز المجتمع الدولي عن اتخاذ موقف حاسم لوضع حدٍ لتلك الجرائم الوحشية التي يرتكبها هذا النظام ضد شعبه، هو السبب الرئيس لنشوء الجماعات الإرهابية المسلحة التي وجدت في سوريا بيئة خِصبة للإرهاب؛ مما فاقم مأساة الشعب السوري ومعاناته. رابط الخبر بصحيفة الوئام: العيبان: حرية التعبير لا ينبغي أن تكون ذريعة لانتهاك حقوق أخرى