أجمع خبراء عسكريون على خطأ تنظيم داعش في جر الجيش المصري للمعركة ضده، مشيرين إلى أن الأمر يستوجب التدخل البري للقوات الدولية، وأن مصر قد تحتل ليبيا إذا اضطرت لذلك حفاظًا على أمنها القومي. وقال الخبير العسكري والعقيد المتقاعد بالجيش الأميركي، بيتر منصور، في مقابلة مع CNN، لدى سؤاله فيديو داعش الخاص بقتل المصريين في ليبيا والضربات المصرية العسكرية على التنظيم هناك، إن وحشية داعش ستنقلب عليه لأنها دفعت دولة عربية أخرى – هي مصر التي تمتلك واحدا من أقوى الجيوش بالمنطقة – إلى المعركة، وهو أمر إيجابي بالنسبة للتحالف الدولي. وأشار منصور إلى وجود رسالة خفية في الفيديو للجمهور الغربي، وجهها زعيم المجموعة التي قامت بقطع رؤوس المصريين، تتمثل في الدماء التي تنسكب في البحر الأبيض المتوسط، مما يعني أن التنظيم سينتقم من الدول الأوروبية الواقعة على الضفة الأخرى من البحر جراء الغارات التي تنفذها في العراق، مؤكدًا أن هذه التطورات مقلقة بالنسبة للأوروبيين لأن داعش يتمدد بسرعة في ليبيا. واستبعد منصور إمكانية تحقيق إنجاز حقيقي في ليبيا دون تدخل بري أو العمل من أجل تأهيل قوة محلية ليبية لفرض الأمن والاستقرار بالبلاد، مشيرًا إلى أن القصف بمفرده لن يكون مجديا، إذ سبق أن حاول التحالف بهذه الطريقة في ليبيا قبل أربع سنوات وتركها بعد ذلك لتصبح دولة فاشلة، مشيرًا إلى أن الوضع ذاته موجود في سورياوالعراق، فإذا تم تدمير داعش دون أن توفر وجود قوة عسكرية على الأرض قادرة على الاستمرار في أداء المهام فإن ذلك سيوفر المجال لظهور جماعات أخرى شبيهة بالتنظيم الحالي. من جانبه، أشار بوب باير، العميل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA ومحلل الشؤون الاستخباراتية لدى CNN، إلى أن القوات المصرية قد تجتاح ليبيا وتحتلها بحال كان الخطر القادم من تلك البلاد كبيرا بما يكفي لتهديد أمنها، مبينًا أن المصريين يواجهون التطرف في ليبيا، بع أن امتد الأمر إلى عدم قدرتهم على التحليق بمروحياتهم عند المنطقة الحدودية مع ليبيا لتخوفهم من وجود صواريخ مضادة للطائرات بحوزة مقاتلي داعش. وأضاف باير أن القصف الجوي المصري هو مجرد مقدمة لشيء أكبر، مشككًا في فعالية الغارات، بعد أعاد داعش نشر قواته قبل القصف المصري الذي ضرب المناطق المحيطة بدرنة التي تحتوي معقلا للتنظيم، مبينًا أن الغارات يمكنها إحداث بعض الضرر ولكن الوضع برمته في ليبيا متفجر فهي لم تعد دولة فاشلة فحسب بل دولة في فوضى شاملة، مشددًا أن داعش في ليبيا صارت تمثل تهديدا مباشرا لأوروبا إذ لا تبعد إيطاليا إلا مسافة قصيرة بحرا. وتوقع باير أن تحتل مصر ليبيا إذا ساء الوضع بدرجة كبيرة، مشددًا أنه على أميركا أن تتأهب وتبحث عن قوة عسكرية على الأرض لدعم المصريين، فالأمر لم يعد يتعلق بالديمقراطية وحكم القانون بل بحرب شاملة تحتاج إلى إظهار المزيد من القدرات القيادية. وقال باير، تعليقا على الوضع العسكري في منطقة الأنبار بالعراق، والتي يحاول تنظيم داعش مد نفوذه فيها: «العشائر التي تختار القتال إلى جانب حكومة بغداد تصبح منبوذة في الأنبار، والمجموعات القبلية الرئيسية التي تقاتل داعش في المنطقة ليست على اتصال بالقوات الأميركية، ومن يقوم بعمليات القتال الحقيقية هي الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران والتي يطلق السنة عليها لقب فرق الموت»، مضيفًا: «نحن لسنا أمام حالة تضامن سني فعلي بوجه داعش في العراق، وسيكون علينا تبديل سياستنا، ولذلك لا يفاجئني تمدد داعش في تلك المنطقة». وعن إمكانية توسع العمليات العسكرية الأميركية نحو ليبيا واليمن إلى جانب العراقوسوريا رد باير بالقول: «الأمر مرعب بالفعل، ولكن الإعلام العربي يشير يوميا إلى تزايد أعداد الخليجيين الذين يقاتلون في العراق أو ينتقلون إلى اليمن للقتال فيها مع داعش أو القاعدة، وبحال وصول تلك التنظيمات إلى الخليج فسنكون أمام مشكلة كبيرة وهذا ما يشغلنا عند بحثنا في إمكانية انتشار هذا المرض وضرورة وضع خطة لاحتوائه». رابط الخبر بصحيفة الوئام: CIA : «داعش» أخطأ في جر مصر للمعركة.. واحتلال ليبيا وراد