افتتح الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، اليوم (الثلاثاء)، حفل افتتاح المؤتمر السعودي العالمي السادس والعشرين للجمعية السعودية لطب الأسنان، في أرض مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض. وبدأ الحفل بآيات من القران الكريم، ثم كلمة لرئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور محمد بن إبراهيم العبيداء -رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لطب الأسنان- قال فيها إن ربع قرن من الزمان والمؤتمر يواصل محفله الطبي العالمي، بعطاء وتجدد مع انطلاق دورته السادسة والعشرين من هذه المسيرة الحافلة، وبمشاركة قائمة طويلة من أهم أساتذة طب الأسنان في العالم. وأوضح العبيداء أن هؤلاء الأطباء وعلى مدار الأعوام الماضية، شرفونا بالحضورِ هنا بيننا في الرياض، متحدثينَ عن كلِّ جديدٍ في هذا العِلمِ متسارعِ الخُطى، كثيرِ التطوراتِ والمُستجَدّات، الأمرُ الذي أثرى مهنةَ طبِّ الأسنان في المملكة، وأثرى فعالياتِها المِنْبَرِيةَ. وتابع رئيس الجمعية أن هذه المؤتمرات أسهمت في تعزيزِ مكانةِ المملكةِ الرياديةِ في المنطقة، لا نقولُ على صعيد طبِّ الأسنان وحَسْب، بل على جميعِ الصُّعُدِ العلميةِ، في طفرةٍ علميةٍ شاملة شَهِدَها بلدٌ قَفَزَتْ جامعاتُهُ في غضونِ عشرِ سنوات من ثماني جامعاتٍ إلى 38 جامعةً، منها 28 حكومية، وأرسلَ إلى نُخبةٍ من أهمِّ الجامعاتِ في ثلاثينَ دولةً نحوَ مئةٍ وخمسينَ ألف مبتعثٍ في تسع سنوات، في جميع التخصصاتِ ومنها طبُ الأسنان، وأننا نُعَوِّلُ على هؤلاء جميعاً في مواصلةِ المسير، والوثبِ بمُقَدَّراتِ الوطنِ العلميةِ والتنمويةِ وثباتٍ جديدةً إلى آفاقٍ أرحب. وقال الدكتور العبيداء إن شيئاً من هذا ما كانَ لِيَتَحَقَّقَ، بعد فضلِ اللهِ وتوفيقِهِ، لولا وجودُ قيادةٍ آمنتْ بقيمةِ العلمِ، وبدورِ التعليمِ المحوريِّ في بِناء أجيالِ هذا الوطن، خادمِ الحرمينِ الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، القائدُ الذي احتضنَ آمالَ أجيالِ بلادِهِ بعاطفةِ أُبوَّةٍ نادرةٍ من حاكمٍ لشعبِهِ، بل لشعوبِ العالمِ التي طالما سعى -شفاهُ اللهُ وسَلَّمَهُ من كل سُوءٍ وَرَدَّهُ إلينا صحيحاً معافى- في كلِّ ما من شأنِهِ تحقيقُ السلامِ والأمنِ والعيشِ المشتركِ والحوارِ الحضاريِّ بينها. واستطرد رئيس الجميعة بالقول إن مِمّا يَحِزُ في النفسِ، أنَّ واقعَ صِحَّةِ الأسنانِ في المملكةِ، لا يُواكبُ أبداً الطفرةَ العلميةَ والمِهْنيةَ التي يَشهدُها هذا التخصص، فما زالت آفةُ تسوسِ الأسنانِ تَتَشَبَّثُ بنسبةِ إصاباتٍ عالية تلامِسُ 90% بل تَزيد، ما يعني أننا أمامَ حَتْمِيَّةِ وضعِ استراتيجيةٍ وطنيةٍ موحَّدةٍ تقومُ على شَراكةٍ حكوميةٍ وأهليةٍ، لمُجابَهةِ هذا الخطرِ غيرِ محمودِ العواقبِ على مستقبلِ الصحةِ العامةِ لأجيالِ المملكة. وتابع العبيداء لستُ في حاجةٍ على الإطلاقِ لتأكيدِ استعدادِ الجمعيةِ السعوديةِ الدوليةِ لطبِّ الأسنان، للاضطلاعِ بدورِها فِيما يُتوافَقُ عليه بهذا الخصوص، ولاسيما أن الجمعيةَ مُنخرِطةٌ أصلاً وعلى نحوٍ مُوَسَّعٍ في مبادراتٍ اجتماعيةٍ عِدَّةٍ تبناها مجلسُ إدارتِها الحاليّ، من خلالِ تقديمِ الأنشطةِ التوعويةِ والوقائيةِ، وحملاتِ الكشفِ، لأكثرِ من فئةٍ اجتماعيةٍ. وأضاف أن الجمعية وحرصاً منها على الإسهامِ في تعزيزِ مسيرةِ البحثِ العلميِّ، تنظمُ سنوياً ثلاثَ مسابقاتٍ بحثيةٍ، لطلاب طبِ الأسنان، وأطباءِ الأسنان حديثي التخرج، وطلابِ الماجستير. بالإضافةِ إلى جائزةٍ لأفضلِ مُلصَقٍ علميّ، تنافسَ عليها هذا العام 150 ملصقاً، فضلاً عن تقديمِ الدعمِ لأبحاثِ أطباءِ الأسنانِ في فترةِ الامتيازِ مادياً ولوجستياً. وزف العبيداء البشارة بتحقيق الجمعية هذا العام المركزَ الأول على 49 (تسعٍ وأربعينَ) جمعيةً علميةً صحيةً وإنسانيةً تَضمُّها جامعةُ الملك سعود، للمرةِ الخامسةِ على التوالي، في تأكيدٍ جديدٍ لقوةِ الجمعيةِ، وثَباتِ أدائِها، وتَجَدُّدِ عطائِها، محلياً، وخارجياً من خلالِ قائمةِ مشاركاتٍ خليجيةٍ وعربية. وبين رئيس الجمعية أن مؤتمر هذا العام يضم 25 متحدثا عالميا من تسع دول توفرت اللجنة العلمية للمؤتمر على انتقائم لإثراء المؤتمر بكل جديد في مهنة طب الأسنان حول العالم، إلى جانب أن المعرض المصاحب زادت مساحته ما بين 30 و50 بالمئة، مُتربِّعاً على ثمانينَ ألفِ مترٍ مربع، تتسعُ لنحوِ سبعينَ عارضاً، وأن هذا يساهم في ثراءٍ لمعروضاتٍ تُمثلُ جديدَ التكنولوجيا لمِهنةٍ شديدةِ الارتباطِ بالتقنيةِ والمُعَدّاتِ المتطورةِ مثلِ طبِّ الأسنان. ودعا رئيس الجمعية السعودية لطب الأسنان الله أن يكتبَ لملكِ الإنسانيةِ خادمِ الحرمينِ الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز السلامةَ والعافيةَ، معربا باسمه واسم أعضاءِ مجلسِ إدارةِ الجمعيةِ عن خالصِ أمنياتِ الشفاءِ لمقامِهِ السامي الكريم، بما قدَّمَ لمسيرةِ البحثِ العلميِّ وللتعليمِ في بلادِه. وألقى مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران العمر كلمة، أكد فيها أن الجامعة لمست أهمية البحث العلمي في نهضة الأمم فبادرت إلى جعله هدفا استراتيجيا لها في عملها الأكاديمي وبرامجها القائمة على البحث والمعرفة، وأن هذا التوجه إنما يأتي استجابة لتحرك حكومة المملكة نحو العناية بالبحث العلمي والحث عليه. وأضاف العمر أن الحاجة تتأكد على تعزيز المجالات المتعلقة بالطب وصحة الإنسان، ومنها طب الأسنان، وذلك أن المسؤولية الملقاة عليها كبيرة جدا بسبب التطور المستمر في المجال الطبي، وتتابع الاكتشافات فيه، الأمر الذي يفترض أن الانجازات المتحققة والمنتظرة من المتخصصين والباحثين فيه ستكون دائمة التحرك في منحى صاعد. وبين العمر أن مستشفى طب الأسنان الجديد الذي يضم تسعة أدوار ويوشك على الافتتاح ب 472 عيادة أسنان مجهزة بأحدث التجهيزات، وغرف للعمليات وأجنحة للتنويم، سيكون دافعا للمتخصصين في طب الأسنان لتقديم دور أوسع ونجاحات أفضل وإنتاج براءات اختراع وتشجيع الطلاب على ذلك. وشهد الحفل عرض ل(أوبريت وطني)، بعده كرم الأمير تركي بن عبد الله الجهات الراعية والداعمة للمؤتمر، ثم افتتح المعرض المصاحب للمؤتمر، واطلع على ما احتواه من آخر التقنيات الحديثة في مجال طب وجراحة الأسنان. رابط الخبر بصحيفة الوئام: بالصور..أمير الرياض يفتتح المؤتمر السعودي العالمي للجمعية السعودية لطب الأسنان