تشهد المملكة حاليا حالة من الجدل حول طرح أسهم "البنك الأهلي" للاكتتاب فهناك من يحلل وهناك من يحرم شراء الأسهم في الطرح الذي قد يكون الأكبر بتاريخ السوق السعودية، وهناك من خلط هذه الخطوة بالسياسة ليزداد الأمر تعقيدا. وشكك عدد من علماء الدين في شرعية الاكتتاب وعلى رأسهم يوسف الشبيلي ومحمد العصيمي وسليمان الماجد وسعد الخثلان عضو هيئة كِبار العلماء والأستاذ بكلية الشريعة الذي ناشد المسؤولين في وزارة المالية وهيئة السوق المالية تأجيل طرح الاكتتاب فيه حتى تتم معالجة الإشكالات الشرعية، خاصة أن البنك توجه توجهاً مشكوراً إلى تحويل كثير من التعاملات التقليدية إلى تعاملات شرعية، وليس من المناسب طرح ربع أسهمه للاكتتاب حالياً ولم تُستكمل عملية التحويل بعد". أما الداعية البارز عبدالعزيز الفوزان ذكر أن الدولة السعودية أرادت من الاكتتاب مصلحة المواطنين، نظرا لكون البنك من أكبر البنوك السعودية لجهة رأس ماله وعدد فروعه مطالبا البنك أن يتخلص من التعاملات الربوية المحرمة. وكان الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع، عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي السعودي، ورئيس اللجنة الشرعية للمصرفية الإسلامية للبنك الأهلي، قد أصدر بيانا في أغسطس الماضي، أكد فيه أنه لم يصدر منه منفردا أو مشتركا مع أعضاء الهيئة الشرعية قرارٌ ولا فتوى بجواز تبادل أسهم البنك ولا بجواز الاكتتاب في أسهم بعد طرحها، ولا بعدم جواز. وفي سياق متصل، برز مقال للكاتب السعودي، جاسر الجاسر، في صحيفة "الحياة" قال فيه إن "الاكتتاب أيقظ مجددا جدلا يقسم المؤسسات المالية في البلد إلى فسطاطين: ربوي وإسلامي" مضيفا أن المصرف الذي اشتهر بأنه "سر الحكومة وموطئ نفوذها" سينافس في اكتتابه الاستثمار في قناة السويس في "إبراز الولاء والثقة."مشيرا إلى أن للقضية أبعادا سياسية موضحا: "اكتتاب البنك الأهلي سيسقط الأقنعة الصحوية أو يربك السعودية, فلا دليل سواه على النجاة أو المصيبة. هو جانب أولي للرهان على المستقبل وتأكيد الوطنية. هو امتحان توجه السعوديين والتعرف إلى بوصلتهم، فإن خابت السعودية في ذلك أكدت أنها دار الصحوة ومحطتها التي تفوق مصر وقطر وتركيا، وإن نجحت برهنت على أن أزمة الصحوة علامة على يقين الحكومة وسعة وعيها وقدرتها على تجاوز أزماتها، وأن الإخوان وأحلافهم وأتباعهم، رسمياً وشعبياً، مجرد نتاج حالة الارتخاء والثقة والقدرة على الانتفاض." من جهته, أكد الدكتور ناصر العمر بعدم جواز الاكتتاب في البنك الأهلي, موضحًا بأنه من ساهم فيه أو دعا لذلك أو دافع عنه وهو يعلم أنه ربا فقد بارز الله بالحرب "فأذنوا بحرب من الله ورسوله". وتأتي هذه التطورات مع بدء العد العسكري لطرح الاكتتاب على الأسهم التي تقدر ب500 مليون سهم تمثل ربع رأس مال البنك خلال الفترة ما بين 19 أكتوبر حتى الثاني من نوفمبر المقبل، والتي سيخصص منها 300 مليون سهم للأفراد السعوديين بسعر بيع يبلغ 45 ريال للسهم. رابط الخبر بصحيفة الوئام: اكتتاب البنك الأهلي.. العمر :من يساهم به فقد بارز الله.. والجاسر : سيُسقط الأقنعة الصحوية