أصدرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" لحقوق الإنسان تقريرًا حول تعرُّض النساء في سوريا للاعتقال التعسفي، والأذى البدني، والتضييق، والتعذيب من جانب القوات النظامية، والميليشيات الموالية لها، والجماعات المسلحة المعارضة للحكومة. وأشارت المنظمة العالمية إلى أن نساء سوريا، على الرغم من مواجهتهن خسائر فادحة طوال الحرب، فإنهن ظللن يثابرن كناشطات وراعيات، مطالبةً المجتمع الدولي بمحاسبة الحكومة السورية والجماعات المسلحة التي ارتكبت انتهاكات بحقِّ السيدات والفتيات هناك. وحسب التقرير فقد تتبّع فريق "هيومن رايتس ووتش" مصيرَ 27 سيدة سورية شهدن الصراع داخل بلادهن وصرن الآن لاجئات في تركيا, قبل أن يوثِّق قصصهن بكل أنواع الانتهاكات, ننقل لكم منها الآتي: القصة الأولى كانت ل"يال"، 21 عامًا، واحدة من الفتيات الشجاعات اللاتي وفَّرن المساعدات للعائلات النازحة في دمشق، تعرضت للاحتجاز والتعذيب والاعتداء الجنسي، ومازالت تقاوم آثارَ اعتقالها, قبل أن تنقل عنها قولها: "لا يوجد لديَّ مشاعر بالمرة.. لا سعادة.. لا حزن.. لا شيء". القصة الثانية كانت ل"نايلة"، 52 عامًا, جرى اعتقالُها عند حاجز لجيش النظام عندما اكتشفوا أنها تقلُّ منشقًّا عنهم, وعُذِّبت واحتُجزت في الحبس الانفرادي في فرع المخابرات الجوية، وما زالت الأصوات تؤرقها حتى الآن, ناقلةً عنها قولها: "لا يمكنك التخيل.. ليلًا نهارًا.. الصراخ والبكاء والضرب". الثالثة كانت ل"سلوى", 40 عامًا، تعرَّضت لتشوهات بعد عملية جراحية فاشلة، إثر غارة جوية على منزلها في حلب أدت الى اشتعال أسطوانة الغاز في مطبخها, معبرةً عن ذلك بقولها: "لا أستطيع النظر إلى شكلي". الرابعة كانت ل"بريفان"، 24 عامًا، اعتقلتها قوات المعارضة المسلحة وتحديدًا لواء الإسلام في مخيم اليرموك لأسبابٍ منها علاج مصابين ذكور, تحدثت عن ذلك قائلة: "لم يعتقلني النظام.. اعتُقلت من قِبل الناس الذين كنت أعاني معهم". الخامسة كانت ل"هالة"، 23 عامًا، فنانة وطالبة جامعية، ألقت قوات النظام القبض عليها أثناء نقلها مساعدات طبية, وعذَّبتها صعقًا بالكهرباء, وعن ذلك تقول: "القصف والمعارك لا تهمني، لكن عندما اعتُقلت قُتلت ألف مرة". السادسة كانت ل"عائشة"، 45 عامًا، أصيبت بالشلل إثر إصابتها برصاصة قناص خلال وجودها في أحد أسواق حلب وتحولت إلى حبيسة السرير, وقالت: "أغلب الوقت في هذا السرير.. لا أستطيع التحرك". السابعة كانت ل"فتحية"، 25 عامًا، فقدت زوجَها وطفلَها في إحدى الغارات على بلدة إعزاز، قالت: "كانت البطانية غارقة في الدماء تلك الليلة، غسلتها ولا أستطيع النوم بدونها". الثامنة كانت ل"ميسا"، 30 عامًا، اعتُقلت لدى النظام بسبب عملها ممرضة في مستشفى ميداني في حلب، عندما كانت بالسجن خطفت "داعش" شقيقتَها سمر صالح التي لم يُعرف مصيرُها حتى اليوم. رابط الخبر بصحيفة الوئام: "هيومن رايتس ووتش" تسرد 27 قصةَ تعذيبٍ مؤلمة لنساء سوريا