حقق فريق ريال مدريد الإسباني حلمه بالتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة العاشرة في تاريخه بعدما قلب تأخره بهدف أمام مواطنه أتليتكو مدريد إلى فوز ساحق ومستحق بأربعة أهداف مقابل هدف في المباراة النهائية للبطولة التي جرت مساء اليوم على ملعب النور بالعاصمة البرتغالية لشبونة بعد غياب دام 12 عامًا بعد آخر لقب حققه. وعزز ريال مدريد رقمه القياسي كأكثر الأندية فوزاً بلقب دوري الأبطال ووسع الفارق الذي يفصله عن أقرب ملاحقيه فريق ميلان الإيطالي "المتوج بالبطولة سبع مرات" إلى ثلاثة ألقاب. وللمرة الأولى في تاريخ دوري الأبطال يلتقي فريقان من مدينة واحدة في المباراة النهائية للمسابقة، علما بأن هذا النهائي هو الخامس الذي يجمع بين ناديين من نفس البلد بعد أعوام 2000، 2003، 2008، 2013. واتسمت المباراة بالإثارة والندية على مدار شوطيها، حيث افتتح المدافع الأوروجواياني دييجو جودين النتيجة لمصلحة أتليتكو مدريد في الدقيقة 36 بضربة رأس من متابعة لتمريرة زميله راؤول جارسيا، لتسقط الكرة خلف حارس مرمى ريال مدريد إيكر كاسياس الذي تقدم من مرماه دون داع لينتهي الشوط الأول بتقدم أتليتكو بهدف نظيف. وفي الوقت الذي تهيأ فيه الجميع لفوز أتليتكو بالمباراة أحرز سيرخيو راموس هدف التعادل القاتل لريال مدريد في الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الثاني عبر ضربة رأس متقنة من متابعة للركلة الركنية التي نفذها الكرواتي لوكا مودريتش ليترجم المدافع الإسباني الدولي سيطرة فريقه التامة على مجريات الشوط الثاني الذي أهدر خلاله العديد من الفرص المؤكدة، ويحتكم الفريقان إلى لعب الوقت الإضافي. وتواصلت هيمنة ريال مدريد تماماً على الوقت الإضافي الذي أهدر خلاله لاعبوه المزيد من الفرص المؤكدة، قبل أن يضيف النجم الويلزي جاريث بيل الهدف الثاني في الدقيقة 110 بضربة رأس من هجمة مرتدة قادها الأرجنتيني المتألق أنخيل دي ماريا. وفي الدقيقة 118 أضاف الظهير البرازيلي مارسيللو الهدف الثالث لريال مدريد عبر تسديدة صاروخية ، قبل أن يختتم البرتغالي رونالدو مهرجان الأهداف في الدقيقة الأخيرة عبر ركلة جزاء. وتعد هذه هي المرة الخامسة التي يتوج فيها الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد باللقب، بعدما سبق له أن توج به حينما كان لاعبا في صفوف ميلان عامي 1989،1990، وكذلك عندما كان مدربا لنفس الفريق عامي 2003، 2007. وعادل أنشيلوتي الرقم القياسي المسجل باسم بوب بيزلي مدرب ليفربول الانجليزي الأسبق كأكثر المدربين تتويجا بدوري الأبطال بعدما فاز بالبطولة كمدرب للمرة الثالثة في تاريخه. كما يعتبر هذا اللقب هو الثاني الذي يحققه المدرب الإيطالي في موسمه الأول مع الريال بعدما توج بلقب كأس ملك أسبانيا في أبريل الماضي على حساب غريمه التقليدي برشلونة. وبهذا الفوز، حقق الريال انتصاره الثالث هذا الموسم على اتلتيكو بعدما تغلب عليه في لقائي الذهاب والإياب بالدور قبل النهائي لبطولة كأس ملك إسبانيا مقابل الخسارة في مباراة والتعادل في مثلها بالدوري الإسباني. وكان ريال مدريد قد فاز بلقب دوري الأبطال تسع مرات من قبل أعوام 1956، 1957، 1958، 1959، 1960،1966، 1998، 2000، 2002. وتعد هذه هي المرة الخامسة في تاريخ البطولة والأولى منذ 22 عاماً التي يحسم فيها اللقب في الوقت الإضافي. في المقابل، تبخرت أحلام أتليتكو مدريد في انتزاع اللقب الأوروبي للمرة الأولى في تاريخه في موسمه الاستثنائي الذي حقق خلاله لقب الدوري الأسباني للمرة العاشرة بعد غياب استمر 18 عاماً، محطما هيمنة ريال مدريد وبرشلونة على المسابقة المحلية في الأعوام الأخيرة. وهذا هو النهائي الثاني الذي يخسره أتليتكو في دوري الأبطال، بعدما سبق له أن خسر صفر/ 4 أمام بايرن ميونيخ الألماني في مباراة الإعادة التي جرت بينهما بنهائي البطولة عام 1974، بعدما انتهى الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة الأولى بالتعادل 1/1، حيث كانت لائحة البطولة وقتها لا تنص على الاحتكام إلى ركلات الترجيح لتحديد الفائز باللقب. كما تعتبر هذه الخسارة هي الأولى التي يتلقاها أتليتكو في البطولة هذا العام مقابل الفوز في تسع مباريات والتعادل في ثلاث مباريات. وفاجأ المدير الفني لأتليتكو مدريد دييجو سيميوني الجميع بعدما دفع بمهاجمه دييجو كوستا في القائمة الأساسية للمباراة رغم عدم تعافيه تماما من الإصابة التي تعرض لها في آخر مباريات الفريق بالدوري الأسباني أمام برشلونة الأسبوع الماضي، في الوقت الذي دفع فيه كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد بمهاجمه الفرنسي كريم بنزيمة الذي حامت حوله الشكوك هو الآخر في المشاركة في اللقاء بسبب الإصابة أيضا. وبدأت المباراة بسيطرة من جانب ريال مدريد الذي استحوذ لاعبوه على الكرة، فيما بدا أتليتكو حذرا للغاية خلال الدقائق العشر الأولى. وتسببت مجازفة سيميوني بالدفع بكوستا في خسارته إحدى التبديلات الثلاثة المتاحة لفريقه مبكراً، بعدما خرج اللاعب الإسباني (البرازيلي الأصل) في الدقيقة العاشرة ويشارك بدلا منه أدريان لوبيز، ليرتكب المدرب الأرجنتيني نفس الخطأ الذي وقع فيه خلال لقاء فريقه مع برشلونة بالدوري حينما أخرج كوستا أيضا بعد مرور عشر دقائق أيضا على بداية المباراة. وبمرور الوقت هدأ إيقاع اللعب نسبيا وازدادت التمريرات الخاطئة بين لاعبي الفريقين وإن كانت السيطرة ظلت نسبيا للريال. واحتسب حكم المباراة الهولندي بيورن كويبرز ركلة حرة مباشرة لريال مدريد في الدقيقة 22 على يسار منطقة الجزاء سددها الكرواتي لوكا مودريتش مباشرة نحو المرمى بدلا من تمريرها عرضيا إلى أحد المهاجمين ليمسك حارس مرمى أتليتكو "البلجيكي" تيبو كورتوا الكرة بثبات. وكاد مدافع الريال سيرخيو راموس أن يحرز الهدف الأول لأتليتكو بالخطأ في مرماه بعدما أخطأ في إبعاد الكرة العرضية التي أرسلها فيليبي لويس لاعب أتليتكو من الناحية اليسرى إلا أن الكرة تحولت إلى ركلة ركنية. وقاد أنخيل دي ماريا هجمة مرتدة لريال مدريد في الدقيقة 26 بعدما مر من أكثر من لاعب من أتليتكو ليضطر راؤول جارسيا إلى عرقلته بشكل متعمد ليحصل على البطاقة الصفراء الأولى في المباراة، قبل أن يتلقى راموس بطاقة صفراء أخرى لعصبيته الشديدة مع جارسيا الذي منع هجمة واعدة للريال. وشهدت الدقيقة 28 أول اختبار حقيقي لكورتوا بعدما تصدى للركلة الحرة التي سددها رونالدو والتي جاءت في منتصف المرمى. وأهدر جاريث بيل فرصة مؤكدة لريال مدريد في الدقيقة 32 بعدما تلقى كرة خاطئة من تياجو لاعب أتليتكو مدريد ليمر اللاعب الويلزي بالكرة ويصل إلى منطقة الجزاء قبل أن يسدد الكرة بقدمه اليسرى نحو المرمى ولكنها جاءت غير متقنة لتخرج بعيدة عن القائم الأيمن وسط دهشة الجميع. بعدها استشعر أتليتكو خطورة الموقف ومن أول فرصة تتاح للفريق يحرز مدافعه دييجو جودين الهدف الأول للفريق في الدقيقة 36 من متابعة لتمريرة زميله راؤول جارسيا الذي تلقى كرة طائشة من مدافعي ريال مدريد ليمرر جارسيا الكرة برأسه إلى جودين الذي سدد الكرة برأسه أيضاً مباشرة نحو المرمى سقطت خلف كاسياس الذي خرج من مرماه دون داع، وباءت محاولات الحارس الإسباني في إبعاد الكرة بالفشل ليحرز جودين هدفه الثالث مع أتليتكو في البطولة هذا الموسم. وبدا ريال مدريد مرتبكا بعدما مني مرماه بهدف جودين وكاد أدريان أن يسجل الهدف الثاني لأتليتكو في الدقيقة 41 بعدما تابع الركلة الركنية التي نفذها كوكي بضربة رأس قوية ولكنها علت المرمى بقليل. في المقابل ظهرت العصبية واضحة على لاعبي ريال مدريد في الوقت المتبقي من الشوط الأول وحصل لاعبه سامي خضيرة على البطاقة الصفراء الثانية لفريقه في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدل الضائع بعدما عرقل مهاجم أتليتكو ديفيد فيا في وسط الملعب لينتهي الشوط بتقدم أتليتكو بهدف جودين. وبدأ الشوط الثاني على عكس المتوقع بسيطرة من أتليتكو مستغلاً العصبية الواضحة في أداء لاعبي الريال، وسدد لاعبه جارسيا كرة قوية من داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 50 ولكنها خرجت بعيدة تماما عن المرمى. وواصل دي ماريا انطلاقاته المزعجة ليحصل على ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 53 تلقى على إثرها جواو ميراندا مدافع أتليتكو بطاقة صفراء، لينبري لها رونالدو الذي سددها بطريقة رائعة ولكن كورتوا أبعدها إلى ركلة ركنية ببراعة. وجاء الرد سريعا من جانب فيليبي لوبيز الذي توغل بالكرة داخل منطقة الجزاء من الناحية اليسرى في الدقيقة 56 ولكنه تباطأ في تمرير الكرة ليبعدها مدافع الريال كارفاخال إلى ركلة ركنية ليجري أنشيلوتي بعدها تبديلين دفعة واحدة في الدقيقة 59 من أجل بث النشاط والحيوية مرة أخرى إلى ريال مدريد حيث نزل إيسكو ومارسيللو بدلا من كوينتراو وخضيرة الذي ظهر بعيداً تماما عن مستواه. وأهدر الريال فرصة مؤكدة للتعادل في الدقيقة 63 بعدما أرسل راموس تمريرة عرضية من الناحية اليسرى إلا أنها تعدت رونالدو وبنزيمة لتمر الكرة إلى خارج الملعب. وحاول أتليتكو تخفيف الضغط عن دفاعه وحصل لاعبوه على العديد من الركلات الركنية ولكنها لم تسفر عن أي خطورة على مرمى كاسياس. وفي الدقيقة 66 أجرى سيميوني التبديل الثاني لأتليتكو بخروج جارسيا ونزول خوسيه سوزا. وحاول ريال مدريد تنظيم صفوفه وشن هجمات منظمة على مرمى أتليتكو وتلقى إيسكو تمريرة من بنزيمة ليسدد اللاعب البديل كرة قوية من خارج منطقة الجزاء لكنها افتقدت الدقة لتخرج بعيدة عن المرمى في الدقيقة 67. وسرع الريال من وتيرة اللعب، في الوقت الذي لجأ فيه أتليتكو إلى الدفاع، ليهدر جاريث بيل فرصة أخرى للتعادل بعدما تلقى كرة من رونالدو في الدقيقة 74 ولكنه سددها بعيدة تماما عن المرمى، قبل أن يهدر رونالدو فرصة أخرى في الدقيقة 75 بعدما ذهبت تسديدته خارج المرمى. وواصل بيل مسلسل اهداره للفرص بعدما قاد هجمة مرتدة من الناحية اليمنى قبل أن يسددها برعونة بعيدة عن القائم الأيسر لمرمى كورتوا في الدقيقة 78 ليجري بعدها انشيلوتي تغييره الأخير في الدقيقة 79 بنزول موراتا وخروج بنزيمة غير الموفق، ليحاول الريال البحث عن التعادل بقوة في ظل تراجع دفاعي رهيب من أتليتكو. وأمام الضغط الهجومي المتواصل من ريال مدريد، أجرى سيميوني تبديله الثالث في الدقيقة 83 بنزول توبي آلديرفيريلد بدلا من فيليبي لويز. وأهدر ريال مدريد فرصة أخرى لإدراك التعادل في الدقيقة 84 بعدما تعدت الكرة العرضية التي أرسلها دي ماريا جميع المتابعين. وكثف ريال مدريد بشدة من هجماته في الوقت المحتسب بدل الضائع الذي قدره حكم المباراة بخمس دقائق ليترجم الفريق سيطرته على مجريات اللقاء بعدما أحرز مدافعه سيرخيو راموس هدف التعادل القاتل في الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع بضربة رأس بارعة من متابعة للركلة الركنية التي لعبها لوكا مودريتش ليرتقي راموس فوق الجميع ويضع الكرة على يمين كورتوا الذي حاول إبعاد الكرة دون جدوى وسط فرحة جنونية من مشجعي الريال لينتهي الوقت الأصلي بالتعادل 1/1 ويحتكم الفريقان إلى الوقت الإضافي. وواصل ريال مدريد فرض سيطرته على اللقاء في الوقت الإضافي الأول خاصة بعدما ارتفعت معنويات لاعبيه بهدف راموس، فيما ظهر واضحا معاناة أتليتكو من الإحباط وفي الدقيقة 99 حصل ريال مدريد على ركلة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء بعدما تعرض مارسيللو للعرقلة من جابرييل أريناس لاعب أتليتكو الذي حصل على بطاقة صفراء ليسدد رونالدو الكرة بقوة ولكنها ارتطمت بالحائط البشري لأتليتكو وتتحول إلى ركلة ركنية. وواصل الريال اندفاعه الهجومي في الوقت الإضافي الثاني وسدد مودريتش كرة قوية من خارج المنطقة في الدقيقة 108 ولكنها اصطدمت بدفاع أتليتكو المتكتل لتتهيأ الكرة سهلة إلى كورتوا. وشهدت الدقيقة 110 الهدف الثاني لريال مدريد بعدما انطلق دي ماريا بالكرة من الناحية اليسرى ليمرر كرة عرضية اصطدمت بجسد كورتوا الذي خرج من مرماه لملاقاته لتتهيأ الكرة أمام جاريث بيل الذي وضع الكرة برأسه في المرمى الخالي. وبدا الانهيار واضحاً على لاعبي أتليتكو بعد الهدف الثاني ليضيف البديل مارسيللو الهدف الثالث للريال من تسديدة قوية في الدقيقة 118، ثم أضاف رونالدو الهدف الرابع في الدقيقة الأخيرة عبر ركلة جزاء بعدما تمت عرقلته داخل منطقة الجزاء من قبل جودين ليحرز اللاعب البرتغالي الدولي هدفه السابع عشر في البطولة هذا العام ويعزز صدارته لقائمة هدافي البطولة.
رابط الخبر بصحيفة الوئام: ريال ينتفض أمام اتليتيكو ويفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة