فسر مجمع اللغة العربية بالأحساء مصطلح (القيف) بأنه صوتٌ أصيل في اللغة، وهو يمثل ألفونا (فرعيا) لحرف القاف، وُضِعَ رسمٌ له ليساعد في نقحرة الصوت الأجنبي المقابل بدقة، وليأخذ هويةً عربيةً عوضًا عن استعمال الكاف الفارسية (گ) التي يُرمزلها في الأبجدية الصوتية الدولية بالرمز (g)، كما أنّ صوت القيف يعين الباحثين الذين يدرسون اللغة دراسةً وصفيةً لا معيارية في تحديد النطق بدقة. والقول بأن الكاف الفارسية تفي بالغرض، رد على ذلك الدكتور عبدالرزاق الصاعدي بأنّ هذه الكاف محسوبة على الفارسية ولا تتسق وأصالة هذا الصوت لدى العرب على الوجه الصوتي الذي ذكره القدامى كسيبويه وابنقتيبة وابن دريد وابن فارس وابن خلدون، كما أن رسم الكاف الفارسية تسبب مع الوقت في تصحيف بإلغاء شرطتها، فاختلطت بالكاف العربية لا سيما في العراق فعلى سبيل المثال نسمع في الإعلام اسم (صالح المطلك) وآخرون يقولون: (صالح المطلق) وفي الحقيقة أن نطقه اللهجي الشائع ليس بصوت الكاف ولا القاف بل بالقيف المتنوعة من القاف، وأن نطقه الفصيح بالقاف: المطلق، لا المطلك. وفي ظني أن المعنيين بالدراسات الوصفية لا سيما اللهجية بحاجة إلى رموز (رسوم) لأصوات فرعية لا تستوعبها الفصحى. أكد الدكتور الصاعدي أن هذا الرسم عندما وضع باجتهاد من بعض اللغويين لا يعني مطلقا فهمه على أنه إضافة حرف إلى الأبجدية العربية المعروفة وليس هذا هو الغرض من وضعه. وأضاف: فإن قِيل هل هذا الحرف موجود في القرآن؟ أقول: القرآن الكريم كتاب الفصاحة الذي لا لبس في حروفه وأصواته، وبالتأكيد فإن هذا الصوت (القيف) ليس في القرآن لا من قريب ولا من بعيد. فإن قيل: ولما ابتكرتموه؟ يرد الدكتور الصاعدي: لم نبتكر الصوت فهو أصيل قديم موجود في اللهجات العربية ووصفه علماء العربية، أما الرسم فقد ابتكر للأسباب التي سبق ذكرها، وأشار إليها في قرار رسمالقيف. فإن قيل: إنّ الصاعدي يُدخل في العربية ما ليس فيها ويشكل خطرًا على الفصاحة! أقول: إن علماء العربية المتقدمين كسيبويه وابن جني وابن سينا وغيرهم قد سبقوني ودرسوا أصوات العربية الأثلية والفرعية، واجتهدوا في وصفها ووصف مخارجها، واختلفوا في عددها وحصرها. يبرز تساؤل: وهل يلزم أن يُوضع رسمٌ لكل تلوّنصوتي (ألفون)؟! أقول: إن الرسم على هيئة الخط النبطي خطوة جريئة واجتهاد. ويرى الدكتورالصاعدي أن علماء العربية المتقدمين قد استعانوا في رسم القيف بالكاف الفارسية (گ) ولم يُنكر عليهم. وأوضح الأستاذ عبد الرؤوف الخوفي إننا نضطر أحيانا للكتابة بالرمز الأبجدي الصوتي الدولي لنحدد النطق بدقة في ما لا يستوعبه الرسم العربي من نطق. وبخلاف ذلك ادعاء على الدكتور الصاعدي بما لم يقله وأوهم غير المطّلعين على حقيقة القرار الذي تبناه مجمع اللغة الافتراضي بأن الصاعدي أتى بحرف جديد أدخله في العربية وهوّل الأمر بغير وجه حقّ، وقال: أؤيد -وبشدة- ما قام به الدكتور عبد الرزاق الصاعدي في هذا الصدد وهو إطلاق مصطلح (القيف) واجتهاده في اتخاذ رسم له.
رابط الخبر بصحيفة الوئام: مجمع اللغة: «القيف» صوت أصيل وليس حرفًا من العربية