ظهر سيف الإسلام ابن الزعيم الليبي السابق معمر القذافي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة أمام محكمة في طرابلس اليوم الاحد في حين مثل 22 مسؤولا حكوميا سابقا أمام المحكمة للاستماع الى الاتهامات الموجهة لهم. وتتراوح الاتهامات ما بين جرائم حرب وفساد في محاكمة تمثل اختبارا مهما لمدى التزام الحكومة بسيادة القانون. وبدا سيف الاسلام مبتسما وواثقا أثناء ظهوره من السجن المحتجز به في بلدة الزنتان بغرب البلاد منذ ألقى معارضون سابقون القبض عليه. ويرفض المعارضون السابقون تسليمه قائلين إنهم لا يثقون في قدرة الحكومة على ضمان الا يهرب لكنهم وافقوا على محاكمته امام محكمة في طرابلس. وحضر 22 من المسؤولين السابقين في عهد القذافي الى المحكمة داخل سجن الهضبة الذي يخضع لحراسة مشددة ومنهم رئيس المخابرات السابق عبد الله السنوسي. وظهر ثمانية آخرون أمام المحكمة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من مدينة مصراتة بغرب البلاد. واستغرق القاضي 20 دقيقة لتلاوة الاتهامات. ووجهت المحكمة للمدعى عليهم اتهامات بإصدار أوامر لتسليح ميليشيات وقتل المحتجين السلميين وحبس الآلاف من المعارضين السياسيين. كما اتهموا ايضا بإصدار أوامر بقطع الكهرباء عن المدن الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة وإلحاق أضرار بمنشآت نفطية خلال الانتفاضة على حكم القذافي التي استمرت ثمانية اشهر عام 2011. وتواجه ليبيا صعوبات لإقامة المؤسسات الأساسية وفرض سيادة القانون منذ نهاية حكم القذافي عام 2011 اذ تتحدى ميليشيات ومعارضون سابقون سلطة الحكومة المركزية. وتشعر المحكمة الجنائية الدولية ومنظمات معنية بالدفاع عن حقوق الانسان بالقلق بشأن نزاهة النظام القضائي الليبي رغم حصول الحكومة العام الماضي على حق محاكمة السنوسي في ليبيا وليس امام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وحين سأل القاضي سيف عما اذا كان هناك محام حاضرا للدفاع عنه قال "عندي الله". ثم قررت المحكمة فيما بعد تعيين محام للدفاع عنه. واذا أدين بعض المتهمين فإنهم قد يواجهون عقوبة الأعدام. ولم يتضح كيف سينفذ المعارضون السابقون هذا الحكم او ما اذا كانوا سينفذونه. واشتكى عدد من المدعى عليهم بينهم السنوسي من عدم اتصالهم بمحامين. وقال السنوسي "انا اطلب محاميا غير ليبي. أنا أطلب العدالة." وفقد رئيس المخابرات السابق الكثير من وزنه بعد أن أمضى اكثر من عام في السجن. وقال عدد من المحامين إنهم لم يتمكنوا من قضاء الوقت الكافي مع موكليهم او الحصول على نسخ من الاتهامات الرسمية. وأمر القاضي فيما بعد الادعاء بأن يعطيهم نسخا. ومن بين من مثلوا امام المحكمة البغدادي المحمودي رئيس وزراء القذافي ووزير الخارجية السابق عبد العاطي العبيدي ورئيس المخابرات السابق ابو زيد عمر دوردة. ولم يمثل الساعدي القذافي امام المحكمة لأن الادعاء لم ينته بعد من التحقيقات معه. واحترف الساعدي كرة القدم لفترة قصيرة في حياته وكانت النيجر قد سلمته الى ليبيا أوائل مارس آذار. وأجلت المحكمة الجلسة حتى 11 مايو ايار بعد أن رفضت طلبات من محامين بالإفراج عن عدة متهمين. وفي علامة جديدة على تزايد نفوذ الإسلاميين منذ سقوط القذافي سمح المسؤولون للصحفيات بدخول المحكمة بشرط ارتداء الحجاب. وتفادت طرابلس الى حد كبير الجرائم المنتشرة في أجزاء أخرى من البلاد. لكن مسؤولين مصرفيين قالوا إن مسلحين هاجموا اليوم الاحد سيارة فان تابعة لبنك تجاري بقذائف صاروخية وسرقوا خمسة ملايين دولار وخطفوا موظفين اثنين. رابط الخبر بصحيفة الوئام: مثول سيف الإسلام القذافي ومسؤولين سابقين أمام محكمة في طرابلس