جميل جداً أن يصبح لديك مهنة أخرى تدر عليك دخلاً أخر ولكن أن تصبح المهنتان متناقضتان وطبيعة عمل كل منهما مختلف عن الأخر فإن صاحب هاتين الوظيفتين والحال هذه لابد وأن يتمتع بقدرات عالية وبمواهب فريدة حتى يتمكن من النجاح في كلتا الوظيفتين بكل جدارة واستحقاق . والذي يبدو من المقاطع المتتالية التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي بين الفينة والأخرى أن بعض المعلمين لا يكتفي بمهنة التعليم والتربية بل يسعى غفر الله له إلى أن يضيف إلى مهنته هذه وظيفة أخرى ذات تخصص مختلف وغير متجانس أحياناً ،وماذاك إلا لكي يتمكن من السيطرة على العقول والأبدان في آن واحد ويكون بذلك قد جمع بين أدب التربية وفظاظة المعتقلات . كثيرة هي المقاطع التي تتسرب إلينا من خلف جدران المدارس والتي يظهر فيها المعلم وهو يمارس الضرب بحق الأطفال وكأنه جلاد محترف أو وحش كاسر بدلاً من أن يكون قدوة ومثالاً حسناً يزرع الحب بين طلابه وينمي في نفوسهم محبة العلم والتفوق ، والشيء الملاحظ والغريب في الوقت ذاته أن أغلب مقاطع الضرب والتجريح التي تمارس من قبل بعض المعلمين ضد الطلاب مقصورة على أبناء المرحلة الابتدائية ولم أرى مقطعاً واحداً يشير إلى أن معلماً قد ضرب أحد طلاب المرحلة المتوسطة أو الثانوية بل على العكس من ذلك فالمعلم في هذه المراحل نجده إما مضروبا أو مطعوناً في تبادل غريب للأدوار بين الجلاد وضحيته ويصبح الأمر وكأنه جزء من رد الدين الذي قدمه المعلمون لطلابهم في المرحة الابتدائية. ومهما تكن التبريرات واختلاق الأعذار فإن هذا التشفي بإهانة الطفل وإذلاله وتشويه وجه الطفولة الصافي والإصرار على إدخال الرعب في قلوب هؤلاء الصغار تحت حجج التأديب و التربية لهو عمل مخالف لكل التعاميم التي تصدرها وزارة التربية والتعليم بين الحين والآخر والتي تؤكد على عدم أحقية استخدام الضرب كوسيلة لعقاب الطلاب ، كما أنه يُعد الوقت نفسه مخالفة صريحة لكل حقوق الطفل المتعارف عليها في كل دول العالم، وبدلاً من أن تصبح مدارسنا واحات للعلم ومصانع لبناء أجيال المستقبل فإنها قد تصبح وبسبب هذه التصرفات مكاناً لبث الرعب وزرع العقد النفسية في نفوس هؤلاء الطلاب ومكاناً طارداً لكل تلميذ مبدع أو طالب نجيب ، فرفقاً بأبنائكم الطلاب أيها المعلمون . حسن الشمراني رابط الخبر بصحيفة الوئام: المعلم الجلاد