قال وزير الإعلام في جنوب السودان ميشيل ماكوي اليوم السبت إن القوات الحكومية ستهاجم المعقل الرئيسي للقوات المتمردة الموالية لريك مشار النائب السابق للرئيس سلفا كير إذا قوبل بالرفض عرض الحكومة لوقف إطلاق النار. وقتل ما يربو على ألف شخص في اشتباكات قبلية استمرت أسبوعين وأنذرت بالتحول إلى حرب أهلية شاملة في جنوب السودان. وتحدث لاجئون يقيمون في مخيمات الأممالمتحدة عن أعمال عنف ارتكبتها القبيلتان الرئيسيتان. ومدت حكومة كير يدها بالسلام للمتمردين يوم الجمعة وأعلنت أنها ستفرج عن ثمانية من بين 11 سياسيا كبيرا يعتقد أنهم من حلفاء مشار اعتقلوا بدعوى التورط في محاولة الانقلاب على كير. غير أن رد فعل على عرض الهدنة مشار جاء فاترا إذ قال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إن أي وقف لإطلاق النار ينبغي أن يكون جديرا بالمصداقية وأن يطبق على نحو سليم كي يأخذه على محمل الجد. وقال مشار "لحين وضع آليات للمراقبة.. حين يمكن القول إنه يوجد وقف إطلاق نار من جانب واحد فلا سبيل لأن يثق الطرف الآخر بوجود التزام بذلك." وذكر وزير إعلام جنوب السودان أن القوات الحكومية طردت المتمردين من بلدة مايوم بولاية الوحدة صباح اليوم السبت وتستعد للتقدم نحو بنتيو على بعد 90 كيلومترا وهي عاصمة ولاية الوحدة وآخر العواصم الإقليمية الخاضعة لسيطرة قوات مشار. وقال ماكوي لرويترز عبر الهاتف من العاصمة جوبا إن القوات الحكومية ستخرج مشار من بنتيو إذا لم يقبل وقف إطلاق النار. وتفجر القتال بين مجموعتين متناحرتين من الجنود في جوبا يوم 15 من ديسمبر كانون الأول وأدى إلى اندلاع اشتباكات في نصف ولايات جنوب السودان العشر أغلبها بين قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار والدنكا التي ينتمي إليها كير. وفي داخل مخيمات الأممالمتحدة التي تأوي أكثر من 63 ألف مدني يقول الكثيرون من أبناء الدنكا والنوير إن أعمال العنف القبلية أصابتهم بالخوف الشديد. وقال جاتور جاتكيك أحد أبناء قبيلة النوير الذي يقيم في مخيم الأممالمتحدة بمنطقة في جوبا "جاءوا بالبنادق وتحدثوا إلينا بلغة الدنكا." وأبلغ مدنيون آخرون في نفس المنطقة رويترز عن عمليات إعدام بدون محاكمة وحالات اغتصاب وتشويه. وأضاف جاتكيك "لم أكن أتحدث هذه اللغة ومن ثم أخذوني جانبا وأجبروني على أكل لحم جثة ترقد بجواري." ويقول أبناء قبيلة الدنكا أيضا إنهم وقعوا ضحايا لأعمال عنف قبلية. وفي بور عاصمة ولاية جونقلي تحدث أفراد من القبيلة عن أعمال قتل جماعي تقوم بها ميليشيات النوير بينما قالت جماعة معنية بحقوق الإنسان تابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إنها عثرت على مقبرة جماعية يعتقد أنها تحوي جثث جنود من الدنكا في بنتيو الخاضعة لسيطرة المتمردين. وتخشى بعض الحكومات الإفريقية والقوى الغربية ومن بينها الولاياتالمتحدة نشوب حرب أهلية في المنطقة الهشة التي تمتلئ حدودها بالثغرات الأمنية وحاولت التوسط بين الطرفين. وقال مسؤول من جنوب السودان إن الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني سيصل إلى جوبا يوم الأحد لإجراء محادثات مع كير. وقال أليكس روندوس الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في منطقة القرن الافريقي إن زعماء جنوب السودان يجب أن "يتحملوا مسؤوليتهم" ويجتمعوا لإجراء محادثات بدون شروط. وقال روندوس لرويترز في نيروبي "هذه دولة وليدة لم تحصل على استقلالها إلا قبل عامين وتسيل فيها الدماء." وأضاف "ينبغي على الجانبين أن يتوقفا عن إهدار الوقت. هناك خطر بأن يطول هذا الوضع بسبب مفاوضات سياسية بسيطة في وقت تشتعل فيه البلاد وتأججت فيه المشاعر إلى حد خطير وهو أمر لا يعدو كونه استهتارا تاما في رأيي." وكانت القوات الموالية لمشار الذي أقاله كير في يوليو تموز سيطرت في وقت سابق علي بور عاصمة ولاية جونقلي ونصف مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل الولاية الرئيسية المنتجة للنفط في جنوب السودان. وطردت القوات الحكومية المتمردين من الولايتين الأسبوع الماضي. وقال ماكوي إن عرض الهدنة قائم وإن الحكومة بذلت قصاري جهدها لإجراء محادثات سلام تنهي القتال الدائر منذ 14 يوما مضيفا أن مشار لم يفعل شيئا. رابط الخبر بصحيفة الوئام: جنوب السودان يهدد باقتحام معقل المتمردين إذا رفضوا وقف إطلاق النار