حتى أنت يا بروتس !!.. عبارة مليئة بالدهشة والألم ، عبارة خلّدها التاريخ لتكون شاهداً على طبيعة البشر ، حين يكون الشعور الأصعب وتكتشف أن الطعنة كانت من الأحب والأقرب .. في لحظة تفقد فيها كل شيء ، وآخر وأهم شيء .. حياتك! نسأل : من كتب التاريخ ؟ ومن نقله لنا ؟ يُقتل المهزوم ويسطّر المنتصر ما يريد ، وقد يكون جزءاً من الحقيقة ، وقد تكون مجموعة أكاذيب وصلت دون سواها ، منذ ألفي عام هل كان يوليوس قيصر قائداً عظيماً ؟ أم ديكتاتور قتل الملايين ووصل لقمة المجد مع الغرور ، قبل قتله ؟.. ما وصلنا بعد ألفي عام هو خليط من كل ما سبق ، قيصر من أكثر شخصيات التاريخ إثارة للجدل ، فهو القائد العسكري البارع والوحشي الذي لا يرحم والمتسامح بقوة أحياناً ، دكتاتور ، مغرور ، ومتسلط ، وكذلك هو صاحب الاصلاحات السياسية والتنظيمية المبتكرة في التاريخ .. نعم يستحق التقدير ، وربما القتل أيضاً ! قتل الآلاف لينتصر ويتوسع فكان بطلاً لأقوام وقاتلاً لأخرى ، في الصغر انتمى لطبقة تعارض حكم الأقلية وعندما انتصر على خصومه ولاحقاً على أصدقاءه نصّب نفسه دكتاتوراً مدى الحياة ، له إصلاحات سياسية لازالت تُدرّس ورغم ذلك استفز بغروره من حوله فوضع صورته على العملة ، صنع لنفسه التماثيل ، وأقحم شهراً في التقويم بإسمه ، وقتلوه أخيراً ! هل هناك مبرر للخيانة ؟، هل المبرر مقنع ؟ على الأقل هو كذلك للقاتل .. ثلاثة وعشرون طعنة من متآمرين في مجلس الشيوخ والأخيرة كانت من بروتس ..!؟. يقال أن بروتس ابن قيصر من علاقة غير شرعية بوالدة بروتس ، يرى بروتس نفسه سليلاً للشرف وينتمي لبروتس آخر طرد الملوك الطغاة قبل مئات السنين ، وهو الآن محبوب الشعب والمقرب جداً لقيصر وصاحب الحضوة والمناصب ويسمع همساً بذلك ، ويقتنع أخيراً بأن مصلحة روما تقتضي القصاص ، أو الاغتيال ، أو الانتقام ، وربما النذالة ! محمد الماس تويتر mg_almas رابط الخبر بصحيفة الوئام: تاريخ النذالة (3)