صدر عن مكتبة آفاق للنشر والتوزيع مؤخراً كتاباً يعدّ أحد سلسلة مؤلفات الباحث و الناقد والمحاضر بأكاديمية الشعر في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة الأستاذ محمد مهاوش الظفيري حمل عنوان شاعر الظفير سند الحَشّار – دراسة وشرح وتعليق – في 160 صفحة من الحجم الكبير. ويأتي هذا الكتاب كينبوع أدبي متدفق حاملاً بين أوراقه عبقًا تاريخيًّا يروى به نفس كل متابع ومهتم بالشعر الشعبي والنبطي , وقام حفيد الشاعر الأستاذ سند مشيل الظفيري بكتابة كلمة استفتاحيّة قبل مقدمة الكتاب حيث أشار إلى أن الكتاب في ذاته يعدّ مشروعًا أدبيًّا خُطط له بعناية وإتقان ولقي رعاية و اهتمام من قبل المؤلف الذي جاء بالشيء المختلف عما سبقوه ممن تناولوا حياة و شعر الحَشّار بشكل عابر كما إنهم لم يراعوا العديد من السياقات التاريخية وأهملوا الجانب الاجتماعي , فلم يكلفوا نفسهم عناء الاتصال بأحفاد الحَشّار باعتبارهم المخزون الوثائقي لحياة الشاعر , و الحافظين لسيرته وشعره بينما سار مؤلف الكتاب محمد مهاوش عكس التيّار وأخذ على عاتقة أن يتقصى حياة الشاعر من منابعها الحقيقية ليكشف للقارئ الكريم أن شاعر الظفير لا زال يحفر في الذاكرة من خلال ما ترك لنا من شعر , ويشير حفيد الشاعر في استفتاحيّته بأن الاهتمام بالجوانب الفنية و الرؤية النقدية لمسيرة الحَشّار الشعرية لا يمكن أن يغوص في أعماقها إلا خبير في النقد ويملك الأدوات المعرفية كالأستاذ محمد مهاوش الظفيري الذي أسهم في إصداره الجديد الذي بين أيدينا إلى أن يتحول الحَشّار من اسم كبير في عالم الشعر إلى أسماء كثيرة متعددة تحمل بين طياتها التاريخ والشعر واللغة والملاحم والسِّيَر والطبيعة والرجولة ومعانٍ إنسانية تختصر حياة الشاعر ومن عاصروه. بدوره أوضح مؤلف الكتاب بأن تجربة تأليف وإصدار هذا الكتاب كان رغبة وطموحًا كبر معه منذ سماعه لأشعار الحَشّار من والده – رحمه الله – حيث رأى أن شاعر الظفير يستحق أن يخرج من الصدور إلى الموغلة بالحفظ إلى عقول الأجيال الجديدة , كما يشدد المؤلف بأنه لم يعتاد الكتابه خارج نطاق النقد الفني للشعر , حيث أنه متخصص في هذا الجانب , لهذا فقد لقي صعوبة كبيرة في الكتابة عن الحَشّار لأنه أراد ان يوفيه حقه كونه يحمل تجربة شعرية استثنائية لها عشاقها اللذين يهيمون بها صباح مساء , ويشير المؤلف إلى أنه عمد إلى تقسيم الكتاب إلى ثلاثة أقسام , القسم الأول : يتحدث عن حياة الشاعر , بينما كان القسم الثاني : يدور حول تجربته الشعرية , أما القسم الثالث : فقد تم إفراده لديوان الشاعر الذي يحمل أكثر من خمسين قصيدة , حيث قسم الديوان إلى خمسة أقسام شعرية , إذ عمد المؤلف بهذا التقسيم إلى التأكيد على شاعرية الحَشّار واختلاف أغراض الشعر لديه واللغة الشعرية وقوتها وعمقها النفسي و الحسي إن المتصفح لهذا الكتاب يستطيع أن يلمس بأن هذا الإصدار يحمل نفسًا عميقًا خرج من روح هائمة في مسيرة الشاعر وتجربته , حيث تم الاهتمام بأدق التفاصيل في حياة الشاعر والبحث في كل المصادر السمعية و التسجيلات و الأخذ من صدور الحفاظ من رجال القبيلة ليتشكل في الأخير مخزونًا شعريًّا للحَشّار سعى من خلاله المؤلف إلى إعادة صياغته وتمحيصه والتدقيق فية لأن الغوص في حياة وشعر شاعر الظفير الأول بحاجة إلى غواص ماهر يحمل على رؤية أدبية ويملك مفاتيح النقد ويتنفس الشعر وذلك من أجل أن يخرج لنا في الأخير مشروعًا رائعًا وهو ما أجاده المؤلف ليكون الحَشّار عملاً من نوع آخر بضاف إلى مسيرة محمد مهاوش الظفيري الأدبية. رابط الخبر بصحيفة الوئام: عرض ديوان شاعر الظفير سند الحشار للناقد الأدبي محمد الظفيري