أبرزت ورقة سعودية قدمت في اليوم الثاني من مؤتمر الآثار والتراث الحضاري المغمور بالمياه الذي يتواصل في مدينة المهدية التونسية، ما تزخر به المملكة من أثار مغمورة تحت المياه كونها تتوسط بحرين إستراتيجيين. وقد قدم الورقة مدير تسجيل وصيانة الآثار في الهيئة العامة للسياحة والآثار عبدالله الراشد ، ومدير وحدة العلاقات الدولية في قطاع الآثار والمتاحف بالهيئة الدكتور سعيد العتيبي. ولخص الدكتور سعيد العتيبي مضامين الورقة في التأكيد على الأهمية التي توليها المملكة للتراث الثقافي المغمور بالمياه وما تزخر به من أثار تحت الماء ، موضحاً أن لموقع الجزيرة العربية أهمية إستراتيجية منذ القدم لتوسطها بين قارات العالم وحضاراته وحيث استوطن الإنسان منذ أقدم العصور في الجزيرة العربية ..وقد دلت الآثار المكتشفة إلى أن أقدم دلائل ذلك في الجزيرة العربية كان في المملكة..ويعود إلى نحو مليون ومائتي سنة مثلما هو الحال في موقع الشويجيطية بمنطقة الجوف ووادي دحضة في منطقة نجران. وأضاف مدير وحدة العلاقات الدولية في قطاع الآثار والمتاحف بالهيئة أن السواحل الشرقية والغربية للمملكة كانت مسارات وطرقاً للتجارة البحرية القديمة وبالتالي تقع على تلك السواحل العديد من المراسي والمرافئ القديمة التي أدت دواراً مهما في مجال التجارة لعصور مختلفة وتشتمل آثارها على أجزاء غارقة في المياه… ومن المؤكد أنها لا تخلو من حطام للسفن الغارقة وعناصر مختلفة من التراث الثقافي المغمور بالمياه. من جانبه أكد مدير تسجيل وصيانة الآثار في الهيئة العامة للسياحة والآثار عبدالله الراشد في تصريح مماثل أن مجال استكشاف التراث الثقافي المغمور بالمياه تطلب كفاءات متخصصة ومدربة في هذا المجال ومتخصصين وآليات وتقنيات في مجال الغوص تحت الماء لم تكن متوفرة في الماضي لدى الجهة المعنية بالآثار والمتاحف في المملكة العربية إلا أن المملكة ممثلة بقطاع الآثار والمتاحف قد بدأت في الاهتمام بالآثار الغارقة بوصفها جزءاً من أثارها الوطنية وذلك من خلال المسح الأثري والدراسات وإصدار الأنظمة والتشريعات اللازمة لحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه ومن خلال التعاون الدولي. وقال:" إنه ضمن مشروع المسح الأثري والتنقيب تم توجيه بعض أعمال المسح نحو استكشاف بعض الموانئ البحرية شملت مسح وتوثيق موقع ميناء الجار وتنفيذ موسم تنقيب في موقعي " عثر وسهي " على ساحل البحر الأحمر وموسمي تنقيب في ميناء " العقير " على ساحل الخليج العربي واستخراج بعض القطع الأثرية من تحت الماء. وتابع الراشد أن الفترة الأخيرة شهدت انطلاقة أكبر نحو استكشاف الآثار الغارقة حيث أبرمت الهيئة العامة للسياحة والآثار اتفاقيات تعاون مع بعض الجهات الحكومية للاستفادة من خبراتها وتقنياتها في مجال الغوص وتعاونها في الإبلاغ عن أي آثار غارقة تكتشفها أثناء ممارسة أعمالها الاعتيادية ، كما أبرمت الهيئة اتفاقيات تعاون مع بعض البعثات الأجنبية التي تملك خبرات وإمكانيات في هذا المجال لاستكشاف الآثار الغارقة وتدريب الكوادر السعودية وتأهيلها. وأشار إلى أن من نتائج التعاون كان انتشال سفينة غارقة قبالة ميناء القنفذة على ساحل البحر الأحمر وسيتم عرض السفينة المنتشلة و قارب آخر ومحتوياتهما للجمهور بمدينة القنفذة . كما تم اكتشاف مجموعة أخرى من السفن الغارقة في ميناء القنفذة وتعمل الهيئة العامة للسياحة والآثار حالياً على إعداد دراسة لتحويل موقعها إلى متحف تحت الماء وتزويده بنفق زجاجي يمكن للزوار من خلاله الاطلاع على السفن الغارقة ومحتوياتها ، مؤكداً في ختام تصريحه أن المملكة العربية السعودية تعمل على وضع الأنظمة اللازمة لحماية التراث الثقافي واكتشافه ودراسته وعرضه . وقد تواصلت اليوم فعاليات الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي الذي انطلقت أعماله أمس في مدينة المهدية التونسية وتنظمه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم " الألكسو " تحت عنوان " التراث الثقافي المغمور بالمياه ". رابط الخبر بصحيفة الوئام: اكتشاف مجموعة من السفن الغارقة في ميناء القنفذة