تعتبر النزاهة العلمية والفكرية من ألأدبيات والمسلمات لدى الأستاذ الجامعي ،هذا في المفهوم المنطقي له كعامل في مؤسسة لنشر الوعي والعلم ، لكن من المتضح أن الواقع يختلف تماما عن الأمنيات الأخلاقية التي نطمح إليها ، حيث أن ما يحصل في أروقه الجامعات يتنافى تماما مع الواقعية التي يجب أن يكون عليها هذا الأستاذ في البداية أعتقد أنه من الموضوعية والإنصاف أن لا نرمي التهم جزافا ولا نعمم تلك السمة السيئة على الأستاذ الجامعي فقط فالمجتمع أيضا هو المحرك الرئيس لتعاملات الأساتذة وهو احد أركان هذا الفكر أينما تواجد ، يكون ذلك من خلال تصدير العقل ألاتكالي الذي استشرى بين معظم مراحل التعليم العادي حتى أنه كاد أن يكون من أبجدياته ، باستثناء بعض العقول النزيهة التي سرعان ما تبرز ليتم محاربتها ومن ثم إقصائها وحينما نعود للأستاذ الجامعي نجده يعاني أيضا من العقلية الإدارية التي تنبني على البيروقراطية والتوسلية ولا يكاد يوجد الفكر النزيه في معظمها إلا من خلال خطابات رموزها الإدارية التي نجدها تكرر نفس الخطابات النزيهة وتعد بالشفافية على مدار العام ،ولكنها تمارس البيروقراطية كثقافة وتعتقد أنها من السلاسة الإدارية, بينما هي بالحقيقة فساد إداري مقنع بأجمل المسميات، وعلى مستوى الموظفين العاديين لا تكاد تسمع وأنت تنتظر إلا الأسئلة حول الترقيات والخدمات ألاستثناءيه ،حيث تبدأ بالمعاملة السطحية للغرباء وتنتهي ب "وش صار في موضوع الرجال " المجتمع ليس بالضرورة أن يكون مصدرا لتلك العقلية الرجعية أو البيروقراطية ، بل ربما كان الأستاذ الجامعي متأصل في هذه العقلية وأتى مثقلا بها من المناطق التي زارها وعمل بها حول في العالم العربي، لكن المجتمع هنا يعتبر رادع ومحك رئيسي في أن يسمح بممارسة تلك العقلية أو أن يحد منها محاولا بذلك تغييبها على الأقل في أروقة الجامعة ! ما أريد قولة هو أن العقلية الحرة والتي تنبني على ثوابت نزيهة ومحركات علمية أصيلة هي التي يجب أن يكون عليها الأستاذ الجامعي والعقلية الانتهازية استثناء مع أن الواقع عكس ذلك تماما حيث أن السائد في الجامعات أن الفكر التقدمي استثناء والفكر الرجعي أصل لذلك السائد أخيرا : الفكر الرجعي في العقلية الجامعية سواء الإدارية منها أو الأكاديمية يجب أن لا يكون عائقا للعقلية النزيهة حيث يجب أن يحتفي بما يجده من مميزات بشرط أن لا يقايض الفكر النزيه على نزاهته ويحاول مغازلته بالمميزات حتى يسقط مجبرا في شباك تلك العقلية الرجعية , ويتذكر انه حينما يعيش على الفساد ويسعد به فهناك في الطرف الأخر أشخاص تحمل عقول نزيهة تريد أن تعيش فقط " بكرامة " . خليل الزيابي رابط الخبر بصحيفة الوئام: الأستاذ الجامعي ما بين الفكر التقدمي والرجعي !