حثت الولاياتالمتحدة مصر على الابتعاد عن حافة الهاوية، بعد أن قتلت قوات الأمن عشرات من مؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي مما يعني فتح مرحلة جديدة وخطيرة في مواجهة الجيش مع جماعة الاخوان المسلمين. ويواصل آلاف من نشطاء الاخوان اعتصامهم أمام مسجد رابعة العدوية في القاهرة يوم الاحد وتعهدوا بالثبات في أماكنهم رغم العنف الذي شهدته المنطقة يوم السبت والذي قتل خلاله 65 على الأقل بالرصاص من مؤيدي مرسي. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان إن قتل هؤلاء يشير إلى "استعداد صادم" من الشرطة وبعض الساسة لتكثيف العنف مع خصومهم. وقالت مصادر أمنية إن اشتباكات وقعت بين مؤيدي مرسي ومعارضيه قبيل فجر الأحد في مدينة بورسعيد وتبادلوا إطلاق الخرطوش قبل تدخل قوات من الجيش. وأصيب 15 شخصا خلال هذه الأحداث. وأضافت المصادر أن الاضطرابات بدأت ليل السبت عندما أطلق مسلحون النار على كنيسة في بورسعيد خلال تشييع جثمان احد القتلى من أحداث القاهرة. وأدت الاضطرابات التي شهدتها البلاد يوم السبت بعد احتجاجات حاشدة مؤيدة لمرسي وأخرى مؤيدة لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي إلى دفع البلاد إلى مزيد من الاضطرابات بعد أكثر من عامين من الأزمات التي تواجه مصر منذ الإطاحة بحسني مبارك في انتفاضة شعبية عام 2011. وقالت وزارة الصحة المصرية إن 65 شخصا قتلوا أثناء إطلاق النار في حين قالت جماعة الاخوان إن 61 آخرين موضوعون على أجهزة التنفس الصناعي بعد ما أسمته هجوما ضاريا شنه أفراد يرتدون الخوذات والملابس السوداء. وقالت هيئة الإسعاف إن عدد القتلى بلغ 72. وحثت واشنطن قوات الامن المصرية على احترام الحق في الاحتجاج السلمي. عزل مرسي في الثالث من يوليو تموز والذي ظهرت صوره في أنحاء العاصمة القاهرة. كما تحدث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع اثنين من أعضاء الحكومة المؤقتة مبديا قلقه العميق. وقال في بيان "هذه لحظة فارقة لمصر. الولاياتالمتحدة … تدعو كل القادة من مختلف الأطياف السياسية في مصر للعمل فورا من أجل مساعدة بلدهم على التراجع خطوة الى الوراء بعيدا عن حافة الهاوية." وزادت حدة العنف واحتمال وقوع المزيد منه من قلق الغرب بسبب الأحداث التي تشهدها مصر. ولقي اكثر من 200 شخص حتفهم في أعمال عنف منذ أن عزل السيسي مرسي أول رئيس منتخب ديمقراطيا بعد احتجاجات حاشدة ضد حكمه منهية تجربة استمرت لعام واحد في الحكم من جماعة الاخوان بعد أن ظلت جماعة محظورة لعشرات السنين طوال الأنظمة المتعاقبة في مصر. وندد محمد بديع مرشد جماعة الاخوان المسلمين بالمؤسسة السياسية في مصر قائلا إنها لم تشر إلى ما حدث من قتل يوم السبت. وقال في بيان "المشهد الذي حدث بالأمس وفجر اليوم من انتهاك لكل الحرمات وتخطى كل الحدود…المسؤولية فيه جسيمة ليس فقط على من ارتكبوا هذه المجازر التي لم نر مثلها إلا على يد الصهاينة الأعداء الألداء وأيضا على يد عملائهم الخونة بل أيضا وللأسف والعار تقع المسؤولية على من شارك في غطائها من تيارات سياسية وشخصيات مصرية." ونفى وزير الداخلية المصري محمد ابراهيم يوم السبت أن الشرطة أطلقت النار على المتظاهرين قائلا إن قواته استخدمت فقط الغاز المسيل للدموع لمحاولة فض الاشتباكات بين مؤيدي الاخوان وأهل المنطقة الغاضبين من الاعتصام في رابعة العدوية رابط الخبر بصحيفة الوئام: مقتل العشرات بالرصاص وواشنطن تطلب من مصر الابتعاد عن حافة الهاوية