يعكف مؤيدو الرئيس المصري المعزول محمد مرسي المعتصمون في شوارع القاهرة على تخزين الضمادات والمحاقن قبل احتجاجات حاشدة دعا إليها الجيش ويتخذون قدراً أكبر من الحذر عبر إقامة الحواجز وارتداء الخوذات وحمل العصي.ومنذ عزل الجيش مرسي قبل ثلاثة أسابيع قتل أكثر من 100 شخص أغلبهم من مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها في اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين وقوات الأمن. وكان الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة قد دعا المواطنين للخروج إلى الشوارع لمنحه تفويضاً لمواجهة "العنف والإرهاب" مما زاد من احتمال شن حملة أوسع نطاقاً على مؤيدي مرسي الإسلاميين. وقالت سارة أحمد التي جلست بين الإمدادات الطبية خارج مسجد رابعة العدوية بحي مدينة نصر في القاهرة حيث بدأ مؤيدو مرسي اعتصاما منذ شهر: "أتوقع مذبحة جديدة." ويخرج مؤيدو جماعة الاخوان في مسيرات يومياً منذ عزل مرسي وتعتني سارة بالإصابات التي تلحق بالمؤيدين خلال الاشتباكات التي تنتج عن هذه المسيرات. وفي الثامن من يوليو تموز قتل أكثر من 50 شخصاً بعدما أطلقت النيران عليهم في أحداث عنف أمام دار الحرس الجمهوري بالقاهرة.وكانت جماعة الإخوان قد دعت إلى مظاهرات مضادة يوم الجمعة مما يزيد من خطر وقوع اشتباكات جديدة. وتحدثت سارة طالبة الطب (24 عاماً) التي تنتمي لمنطقة الدلتا بثقة لكن عينيها القلقتين وحركة يديها أوحت بشعور مختلف.قالت: "حين يصل الوضع الى مرحلة أن يحاول السيسي دعوة الناس للخروج لإعطائه غطاء حتى يستطيع ارتكاب المزيد من المجازر فإن هذا يظهر أن موقفه ضعيف وأنه فقد دعم الشارع." وقالت وهي تشير إلى الإمدادات الطبية حولها "أنا متفائلة. نحن مستعدون إن شاء الله."وتمركز حراس مزودون بعصي خشبية ويرتدون خوذات عند المداخل الرئيسية للاعتصام التي أغلقت بحواجز معدنية وأجولة من الرمال. ويتمسك المحتجون بكلمة "الشرعية" اي شرعية الرئيس المنتخب ديمقراطيا الذي تم عزله من منصبه ويتحفظ عليه الجيش بعد أن قضى نحو عام في الحكم. وهذه الكلمة مكتوبة على لافتات في أنحاء الاعتصام وتتردد في الخطب والكلمات التي تدوي عبر مكبرات الصوت. كما ترددت كثيرا في خطب مرسي في الأسابيع السابقة لعزله.وتقل الأعداد في اعتصام رابعة العدوية في ايام العمل لكنها تزيد في الليل بعدما يعود كثيرون من أشغالهم أو في يومي الجمعة والسبت مع قدوم البعض من المحافظات. ويغلق الاعتصام شارعين رئيسيين منذ أكثر من شهر مما أغضب سكان المنطقة وأصحاب المتاجر. في مطبخ بمقر الاعتصام كان جمال عبد الحسين يطهو طعاماً وقطرات العرق تتساقط من جبينه تحت حرارة الصيف الشديدة التي زادتها قدور الماء المغلي العديدة حدة. وقال: "إذا هاجمك أحد ماذا تفعل؟ في النهاية أنت تدافع عن نفسك. ونحن في فترة دفاع لا هجوم." وتصف لافتات بالاعتصام السيسي بأنه "صناعة أمريكية ببدلة مصرية" مما يعبر عن إحدى نظريات المؤامرة عن تدخل واشنطن في الشؤون المصرية. وتصوره لافتة أخرى في هيئة ميكي ماوس. قال صلاح مدني -وهو من الإسكندرية- بينما كان ينصب خيمة لوافدين جدد بالاستعانة بكتل خرسانية وقطع من الخشب: إن السيسي "يريد أن يدفع البلاد الى حرب أهلية." وقال "أتوقع أن تكون الأغلبية العظمى من الشعب المصري في الشوارع... خطف (السيسي) السلطة والناس لا يوافقون." وأضاف "الشعب المصري عنيد... وكلما زاد الدم زادت الحشود التي ترفض هذا الانقلاب الدموي." وقال أيمن الشناوي وهو وكيل مدرسة بالقاهرة إنه يتوقع استعراضاً لدعم مرسي لم يسبق له مثيل. وأضاف: "لا أستطيع أن أقول لك إني لست خائفاً. "أخشى على أولادي وعلى نفسي. ولكن هل يمكن أن يمنعني الخوف؟ كلا... إن شاء الله خوفنا خوف إيجابي سيدفعنا للأمام."