حصل القائد الاعلى للقوات المسلحة في مصر الفريق عبدالفتاح السيسي تفويضاً من أكثر من 35 مليوناً من تظاهرات للشعب المصري امس الاول تقضي منحه تفويضاً لمكافحة الارهاب.. وفي غضون ذلك قامت جماعة الاخوان المسلمين بعملية ثانية لمهاجمة قوات الامن في محاولة لسحبها الى معركة مع الشباب المغرر بهم بالقرب من ميدان رابعة العدوية. وقالت جماعة الاخوان المسلمين في مصر إن قوات الأمن قتلت 70 شخصا على الأقل من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في القاهرة اليوم السبت بعد أيام من دعوة وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي المصريين لإعطائه تفويضا بمواجهة ما سماه "العنف والإرهاب".وقال جهاد الحداد المتحدث باسم الاخوان إن إطلاق النار بدأ قبل صلاة الفجر بقليل على أطراف ميدان رابعة العدوية حيث يعتصم أنصار مرسي الذي عزله الجيش قبل أكثر من ثلاثة اسابيع. وقال حداد ان قوات الأمن لا تطلق النار من اجل الاصابة وانما للقتل مضيفا أن عدد القتلى قد يرتفع.ونقل نشطاء المصابين إلى مستشفى ميداني وحمل البعض على اغطية ومحفات ورقد على الارض شاب مصاب بطلق ناري في الرأس.وفي بروكسل ذكر الاتحاد الاوروبي اليوم أن كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي "تأسف بشدة" لسقوط قتلى خلال الاحتجاجات بمصر وتحث جميع الاطراف على وقف العنف. وقالت المتحدثة باسم آشتون "تتابع (آشتون) بقلق التطورات الاخيرة في مصر وتأسف بشدة لازهاق ارواح خلال تظاهرات أمس. كما تدعو جميع الاطراف للاحجام عن العنف واحترام مباديء الاحتجاج السلمي واللا عنف." وذكرت قناة الجزيرة مباشر مصر التلفزيونية الفضائية انه سقط 120 قتيلا واصيب نحو 4500 في العنف الذي وقع في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت. وراي مراسل رويترز 36 جثة في مشرحة مؤقتة. ولم يصدر اي تعليق فوري من السلطات المصرية عن الاحداث. وفي حالة تأكيد عدد القتلى ستكون من أكثر الاحداث دموية منذ عزل مرسي. واعقب عزل مرسي اعمال عنف راح ضحيتها أكثر من 200 شخص وابرزت الانقسامات التي ادت لاستقطاب شديد في أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان. ونزل مئات الآلاف من المصريين إلى الشوارع استجابة للدعوة التي وجها السيسي يوم الاربعاء للمشاركة في مظاهرات حاشدة يوم الجمعة في حين شاركت اعداد مماثلة من انصار جماعة الإخوان المسلمين في مظاهرات مضادة للمطالبة بعودة مرسي امس الجمعة. ولا يزال مرسي محتجزا في مكان غير معلوم. وجماعة الاخوان حركة شديدة التنظيم لها انصار في ارجاء مصر ما يجعل مهمة تكميمها صعبا حتى اذا قرر الجيش البدء في حملة قمع واسعة النطاق. وقال مراسلون في رابعة العدوية ان اطلاق الرصاص مستمر بعد ساعات من اندلاع العنف. وقالت الطبيبة ابتسام زين المشرفة على المشرحة المؤقتة ان معظم القتلي اصيبوا في الراس والبعض بين العينين.وابدى سعد الحسيني القيادي البارز في الجماعة اعتقادة بان قوات الأمن تحاول فض الاعتصام في رابعة العدوية.وتابع أنه حاول على مدار خمس ساعات اقناع الشبان بالانسحاب لكنه فشل مضيفا انهم يقولون انهم بذلوا الدم ويرفضون التراجع. وقال الحداد ان الاخوان ملتزمون بمواصلة الاحتجاج السلمي رغم سقوط قتلى امس في ثاني اشتباكات مع قوات الأمن التي قتلت 53 شخصا في الثامن من الشهر الجاري. وقال نشطاء من الاخوان المسلمين في رابعة إنهم لن يروعوا وحذروا من سفك المزيد من الدماء إذا لم تتراجع قوات الأمن. وقال أحمد علي الذي يساعد في علاج الجرحى في المستشفى الميداني ان المعتصمين لن يغادروا المكان حتى يوافيهم الموت الواحد تلو الاخر. وقال الحداد إن الشرطة بدأت باطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على المحتجين في طريق النصر القريب من ميدان رابعة العدوية بعد الساعة الثالثة صباحا بالتوقيت المحلي (1000 بتوقيت جرينتش) مضيفا أن بعد ذلك بدأ الرصاص الحي يتطاير. وأضاف أن القناصة اطلقوا النار من على أسطح المباني القريبة وجسر السادس من اكتوبر. لكن وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية نقلت عن مصدر أمني قوله إن قوات الأمن لم تستخدم سوى "قنابل الغاز المسيل للدموع لمحاولة تفريق متظاهري رابعة العدوية الذين تجمعوا بطريق النصر بالقرب من قاعة المؤتمرات بعد تعديهم على قوات الأمن بالحجارة والخرطوش." واضاف انه لم تستخدم اي اسلحة نارية. وكان موقع صحيفة الأهرام المصرية نقل عن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم قوله الجمعة إن اعتصامين لجماعة الإخوان المسلمين في القاهرة سيتم فضهما "قريبا في إطار قانوني."وكانت اسوأ اعمال عنف أمس في الاسكندرية ثاني أكبر المدن المصرية حيث قالت جماعة الاخوان المسلمين أن "بلطجية" يحاصرون عددا من انصارها داخل مسجد بالمدينة.وكان حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للاخوان دعا لمزيد من التظاهرات في الاسكندرية.ولم تذكر القناتين العامتين للتلفزيون المصري شيئا عن العنف وكانت تذيعان تقريرا عن الطقس وبرنامجا حواريا صباح امس. كما تصدرت انباء التظاهرات الحاشدة عناوين الصحف الثلاث الرسمية ونشرت ان السيسي حصل على التفويض الذي طلبه.