تطرق كتاب الأعمدة في الصحف السعودية الصادرة اليوم السبت للعديد من الموضوعات الهامة على الشارع السعودي حيث تناول الكاتب بصحيفة عكاظ خلف الحربي الفتوى التي أصدرها داعية سعودي مؤخرا بتحريم السفر لمدينة دبي وقال أن الداعية استند على العديد من الأسس لوضعها ولكن المرأة تستطيع أن تسير وحدها في الشارع في منتصف الليل دون أن تتعرض للتحرش، رغم عدم وجود حراس للفضيلة على طريقة الشيخ الشنار، بحكم وجود قانون صارم يردع المتحرش، سواء قام بفعله المشين هذا بدافع الإعجاب، أو أنه تحرش بها احتسابا ودرءا للمفاسد، ووجود مثل هذه الحال التي تنشر الطمأنينة في النفوس قد يفتن الناس ويظنون أن ثمة خطأ جسيما في خطة حراسة الفضيلة وحماية الأخلاق التي يقوم بها الشنار ومن هم على نفس منهجه، بدليل أن المرأة قد لا تسلم من التحرش حتى في وضح النهار!. علي سعد الموسى في التأصيل المبرمج لفقه الكراهية قلت لزميلي القبطي: إن في مخاوفه وهواجسه أشياء من المبالغة أجابني على الفور: كيف يذهب أطفالي إلى مدرسة في صباح السبت بين أقران يستمعون إلى خطيب ذات المدرسة، وفي مسجدها، وهو يلعن كل الديانات ويدعو عليها بالويل والثبور والهلاك. والقصة تبدأ قبل أكثر من شهر حينما استدعيت على عجل استشاري التخدير في أحد المستشفيات الخاصة لشعور (زوجتي) بمضاعفات حادة بعيد عملية جراحية. جلست معه وحدنا في الهزيع الأخير من المساء في صالون الجناح الطبي وبالطبع، نهرب من تشخيص حالة المريض العزيز إلى تشخيص معالم الثورة مع الأثير الآخر في شخص هذا (التكنوقراط) المصري المثقف بامتياز. ومن خيالات الحديث معه أنه كان يجاريني في حوار طويل، ومن الخوف والوجل أنه أيضاً، على السطح الظاهر يشيد بخراج الثورة المصرية ويتحمس بانفعال مصطنع إلى نتائجها قبل أن يطمئن إلى محدثه ثم يطلق المفاجأة: أنا قبطي مسيحي لا أستطيع أن أبوح عن معالم هويتي في هذه الظروف المضطربة. تحدث بعدها إلي بكل الحرقة والألم عن الصراع الشخصي والعائلي أيضاً لإخفاء معالم الهوية في العيادة والمشفى والدكان وأيضاً بين الجيران وكل مسابر الحياة الاجتماعية الخاصة. تذكرت على الفور هذه القصص الشخصية لمعاناة البعض مع الهوية: تذكرت زميل البعثة الدراسية القديم حين قابلته ذات يوم في الغالية (الرياض) وهو يسرد لي قصة تدريبه لأولاده على إخفاء معالم الهوية كمسيحي قبطي حين يذهبون للمدرسة العامة في مدارس جامعة الملك سعود، وكيف تكون (الهوية) لا مسبة ونقيصة فحسب، بل أيضاً ظلماً فاضحاً واضحاً في كشوف الدرجات. تذكرت حديثه وهو يسرد لي كيف تمكن من طمس معالم الهوية، تماماً، كي يتمكن أطفاله من الدراسة في أرقى مدارس الرياض العامة، وبالطبع، على الفور تذكرت كيف يستطيع على الأقل ربع سكان هذه المدينة من كل حدب وصوب أن يتنكروا لمعالم هوياتهم ودياناتهم ومذاهبهم. نحن بهذا نخلق مجتمعاً خفياً من النفاق الاجتماعي رغم عظمة هذا الدين وسماحته. وحين قلت لزميل البعثة القبطي القديم: إن في مخاوفه وهواجسه أشياء من المبالغة أجابني على الفور: كيف يذهب أطفالي إلى مدرسة في صباح السبت بين أقران يستمعون إلى خطيب ذات المدرسة، وفي مسجدها، وهو يلعن كل الديانات ويدعو عليها بالويل والثبور والهلاك (اللهم أحصهم عدداً وقطعهم بدداً واجعلهم غنيمة…). تذكرت أيضاً ذلك (الصيدلي) الذي أسبل لحيته رغم أنني أعرف هويته وحين سألته عن هذا السلوك أجاب: نحن نريد أن نعيش…. ومثلي المئات في كل مكان، وفي كل المجتمعات يعيشون صراع إخفاء الهوية. تذكرت أيضاً، وذكرت لكل هؤلاء من النماذج التي قابلتها في حياتي أن النبي المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام لم يكن سباباً ولا لعاناً ولن تجد له أبداً أبداً في كل أحاديث الصحاح حديثاً واحداً في هذا التأصيل المبرمج لفقه الكراهية حين يتقول عليه آلاف الخطباء ومئات الصاعدين للمنابر وعشرات القنوات الفضائية. وحين يخفي الطبيب، استشاري التخدير، أو أستاذ الجامعة الضخم، كل معالم الهوية تحت ضغط فقه الكراهية، فلكل هؤلاء ولنا أيضاً أن نتذكر أن هذا النبي المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام قد مات ودرعه مرهونة عند يهودي: وناهيك عن رهن الدرع كإشارة للتعامل، فلم يكن هذا اليهودي في حياة نبينا وأيضاً بعد مماته يعيش في بكين أو باريس، بل كان مع النبي وصحبه في قرية صغيرة اسمها المدينةالمنورة. كل هؤلاء ينسون مع التأصيل المبرمج لفقه الكراهية أن أطول رسالة كتبها هذا النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام كانت إلى (مسيحيي نجران) بكل ما في هذه الرسالة الخالدة من قيم إنسانية ومن حفظ لحقوق الإنسان وكرامته حين تبرز هذه الرسالة العظيمة كل المواثيق وكل المعاهدات ولكم أن تقرؤوها فوراً بضغطة إلكترونية لتعرفوا أين وصلنا مع هذا التأصيل المبرمج لفقه الكراهية. لكم أن تدركوا نتائج السؤال: لماذا لم يتحدث خطيب أو منبر أو قناة أو مثقف عن أطول رسائل هذا النبي العظيم، تلك التي تفوق في طولها حتى خطبة وداعه التاريخية. من هو الذي علمنا هذا التأصيل المبرمج لبشائر الخوف والكراهية ومن هو الذي أنسانا أن هذا الدين العظيم قد وصل إلى أكبر مجموعتين في تاريخه بالسلام والحب: في الملايو وفي جنوب الهند!! خالد السيف اعترافات فاسد سابق هب أنك التقيتَ: «فاسداً» من رعيلٍ أولٍ، قد لبث فينا عُمراً وهو يقتات على: «الفساد»!، إذ ترهّل جسده -ومن يعولهم- على سحتٍ النارُ هي أولى به. كيفَ يُمكن لمثل هذا، أن يُقدّم لك نفسه، إذا ما جمعكما صدفةً، مكان واحد؟! لنفترض جدلاً، أنّه لم يجد كبير حرجٍ، فقدّم نفسه بهذه الطريقة: معك: الفاسد سابقاً.. مدير...! حينها كيف سيكون وقع التعريفِ عليك؟! هل تتعامل معه بذات الآلية، التي يتعامل بها: «السعوديُّ» عادةً مع: «مدمن ٍ» سابقٍ لمخدراتٍ، قد تاب من تعاطيها توبة نصوحاً؟! (مقلعاً ونادماً)؟. وباعتقادكَ – وقد انكشف لك المخبوء- أتبادره وقتَ التقائكما، بجملةٍ من أسئلةٍ، تنثرها بين يديه، و كيفما اتفق، بحيثُ تبعثرها على هذا النحو: *متى كانت توبتك -أيها الفاسد السابق- أجاءت من قبل أن (تفسّر: «نزاهة» عن أذرعتها) أم مِن بعد ما غدت :»نزاهة» واقعاً؟! ذلك أنّ مَن كانت توبته: «خشية الله» فإنها بالضرورة ستكون في سياق توباتٍ قد جئنا -على قِلّتهن- في مرحلة ما قبل: «نزاهة»، ذلك وأنّ مَن جاء تائباً -غصباً- من بعد ما كانت: «نزاهة» فهي توبةُ القهرِ، التي لم يكن الله إذ ذاك في حسبانها!. *حينما كنتَ: «فاسداً» في السابقِ -طبعاً- أين كان يقع: «الوطن» من جملةِ حياتك الإعرابية؟! ما نخشاه أنك لم تكن تعرف حينذاك غير حالات: «النصب»!، ولئن أعيتك حركات: «النصب» إذ ذاك، فإن: «الوطن» سيظلُّ في محل: «جر» ومجرورٍ عليه حتى!. *إلى أي مدىً يمكنُ أن تشرحَ لي-وللناس-: (وش كنت تحس بوه) إبان سرقاتك.. ورشاويك.. واستغلال منصبك لمكتسبات شخصية..؟! *لا ريب أنّك لَمّا كنتَ ذلك: «الفاسد سابقاً» لم تكن حينها تترك صلاةً ولا صياماً، و لربما ينعتُكَ -المقربّون- بالصالحِ /التقي جراء اعتناءك بهما تأديةً للنفلِ ناهيك عن الفرض..! ألم تكن يومذاك -ولو لمرةٍ واحدة- قد انتابك شعورٌ يقضٌ، يُلحّ عليك: بأنّ ثمة تناقضاً -يا رجال- فيما تفعل، فاشتغل على إثرِها إيمانك -أو ضميرك- على شيءٍ من تأنيبك؟! أم أنك قد استمرأتَ ما كنتَ تجترح، حتى بات لديك أنه ما مِن علاقةٍ أصلاً بين أن تكون: «مصلياً» وأن تكون: «حراميّا» في الوقت نفسه؟!. *أكاد أجزم بأنك لن تتخلص من بقايا: «وضر» الفساد الذي كنتَ عليه، ما لم تمنح: «نزاهة» شيئاً من خبراتك الطويلة، ابتغاء أن تكشف عن تلك الأساليب التي ما زال يُمارسه الذين ينتمون لذات :»المدرسة» تلك التي كنتَ سابقاً أحد روّادها. *وقبل أن تنصرف أحببتُ أن أختم بهذا السؤال: لو عاد بك الزمنُ -إلى الوراء- قليلاً ما ذا تود أن تكون عليه؟! ضحك.. وقبل أن يبتلعه الزحام.. ابتلع الإجابة معه..! فأجيبوني إذن بالإنابةِ عنه..؟ خلف الحربي بالتأكيد .. السفر إلى دبي حرام ! الشيخ محمد الشنار لم يكن معروفا قبل ظهور تويتر؛ لذلك يمكن اعتباره طفرة إلكترونية أو فيروسا خرج علينا من أسلاك الحواسيب، ومشايخ تويتر الذين تكاثروا مؤخرا عرفوا بفتاواهم العجيبة، ومنها فتوى التحرش بالكاشيرات على سبيل الاحتساب!، المهم أن الشنار هذا سألته امرأة عبر تويتر قبل أيام عن (حكم السفر إلى دبي دون محرم)، فأجابها بأن السفر إلى دبي حتى بمحرم هو حرام إن لم تكن ثمة ضرورة لذلك، طبعا كلمة (حرام) عند الشيخ الشنار تعتبر من حروف الجر، فهو يستخدمها في كل شاردة وواردة؛ لذلك لن نضيع الوقت في تحليل هذه الفتوى التويترية، ولكننا سنحاول أن نبحث معه عن أسباب مقنعة تجعل السفر إلى دبي بالذات حراما. أول هذه الأسباب من وجهة نظري أن المرأة تستطيع أن تسير وحدها في الشارع في منتصف الليل دون أن تتعرض للتحرش، رغم عدم وجود حراس للفضيلة على طريقة الشيخ الشنار، بحكم وجود قانون صارم يردع المتحرش، سواء قام بفعله المشين هذا بدافع الإعجاب، أو أنه تحرش بها احتسابا ودرءا للمفاسد، ووجود مثل هذه الحال التي تنشر الطمأنينة في النفوس قد يفتن الناس ويظنون أن ثمة خطأ جسيما في خطة حراسة الفضيلة وحماية الأخلاق التي يقوم بها الشنار ومن هم على نفس منهجه، بدليل أن المرأة قد لا تسلم من التحرش حتى في وضح النهار!. وثاني الأسباب التي تجعل السفر إلى دبي أقرب إلى التحريم هي أن الهندي والبنغالي والمصري والسعودي والدانماركي والإماراتي متساوون أمام القانون، فكلهم بشر، وكلهم من تراب بغض النظر عن جنسياتهم أو عقائدهم، وهذا سبب آخر للفتنة، فالشنار وجماعته لم يستطيعوا أن ينتجوا مجتمعا ينظر بعين المساواة إلى مواطني البلد، أما الأجانب فلهم الله!. دبي أيضا حصلت على جوائز عالمية في تسجيل الأراضي، وبحسب كتاب حاكمها (ومضات من فكر)، فإن اليابان قد أرسلت وفدا كي تكتسب خبرة في هذا المجال من هذه الإمارة الخليجية الصغيرة، بينما الشيخ الشنار لا يرى ولا ينتقد كتاب عدل يزورون صكوك الأراضي ويهدرون حقوق الناس، وهذا قد يدفع الكثير من الشباب الذين لا يفقهون شيئا بأن يظنوا الظنون بمدرسة الشيخ الشنار، أو يشعر بعضهم بأنها مدرسة لا تنتمي إلى هذا العصر. في دبي كل شيء واضح منذ أن تدخل المطار، فثمة مسار أخضر، ومسار أحمر، وكل إنسان يتحمل مسؤولية المسار الذي اختاره، بينما مدرسة الشيخ الشنار تتعامل مع الحياة وكأنها عالم افتراضي مثل تويتر، فهؤلاء أناس طيبون لا يخطئون، وأولئك أناس أشرار لا يرجى منهم الخير أبدا؛ لذلك يصعب تحديد الأخطاء بسبب عدم توفر أجهزة للكشف عن النوايا، فيفشل حتى قائدو السيارات في العثور على طريقة نظامية لتجاوز الدوار المزدحم!. حسبنا الله ونعم الوكيل على أمريكا، وعلى كوريا الجنوبية، وكل من ساهم في اختراع تويتر والهواتف الذكية، فقد كشفت لنا أن بيننا من يعيش في العصر الجليدي، وليت شقيقتنا أفغانستان تتمكن من صناعة جوال حاد الذكاء، فيكون لهؤلاء جوالهم الأفغاني الذي يفتي ويتحرش بلمسة واحدة، ويكون لنا جوالنا الأمريكي أو الكوري المارق الذي نشعر من خلاله ولو افتراضا أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين!. رابط الخبر بصحيفة الوئام: أعمدة الرأي: بالتأكيد .. السفر إلى دبي حرام !