إذا كانت الثورة المصرية قد انقسمت إلى فريقين تقود كل فريق قناة خليجية، تعمل كل واحدة منهما وفق طيفها المحافظ أو الليبرالي، فقد توزعت دماء السوريين بين البشوت والعمائم. الطائفية والمذهبية والعنصرية كلها مصطلحات مرة الطعم ، صاخبة الإيقاع، ومنذ أحداث الحرم المكي في الثمانينات ورنين هذه المصطلحات يتعالى إلى أحداث سوريا اليوم. لعل المتشددين من كل فريق هم من يذكون نار الطائفية وينفخونها بطرحهم المنفعل المؤجج للمشاعر، حتى باتت النفوس مملتئة بالحنق، والمؤسف أن أصوات المعتدلين خافتة جدا لا تكاد تسمع. ماذا جنى العراقيون من الطائفية؟ وماذا حصد زارعوها في سوريا اليوم وهي تحرف الثورة السورية عن مسارها، لتصبغها بصبغة طائفية، بدأت تجر أطراف المنطقة العربية إلى الصراع الوطني السوري. وقد انبرى ملالي إيران ولبنان، ومشائخ الخليج إلى تأجيج عواطف الشعوب في المنطقة، وزيادة الانشقاق في الصف العربي والإسلامي، وربما سيتفتت هذا الصف تماما في نهاية المطاف. إن العزف على وتر الطائفية هو المسؤول الأول عن إطالة أمد الثورة السورية، واستمرار النزيف الأحمر من الدماء؛ لأن عزف هذا الوتر الخبيث يخيف الجانبين، ويجعل تشبثهم بالسلطة أشد وأقوى فانتصار طائفة، يعني سحق وإذلال الطائفة الأخرى. فما مستقبل سوريا حتى لو تنحى الأسد عن السلطة طوعا أو كرها، ودماء الكثير من السوريين قد تلوثت بهذه الفكرة البغيضة المُرة، فأين عقلاء العالم الإسلامي وقادته الأحرار من الفكر الطائفي ؛ ليوقفوا هذا المد الذي لن تحمد عواقبه في سوريا، فليس العراق عن الناظرين ببعيد. سكتة : (دين الساسة غريب عن ذاكرة السماء) ahmad_helali@ رابط الخبر بصحيفة الوئام: تمزيق سوريا