أصبحت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الوجهتين الأبرز والأكثر نشاطاً في مجال النقل الجوي بمنطقة الشرق الأوسط، بينما سجلت قطر أعلى معدل نمو، لتستأثر هذه الدول الثلاث بأكثر من 53% (52.8 مليون مسافر) من أصل 99 مليون مسافر غادروا من منطقة الشرق الأوسط كنقطة انطلاق أولى لهم خلال عام 2012، وذلك وفقاً لتحليل أعدته شركة "أماديوس"، الشريك التكنولوجي الرائد في قطاع السياحة والسفر العالمي. وتشير البيانات الصادرة إلى أن حركة الرحلات الجوية من المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر سجلت نمواً بمعدل 10% خلال عام 2012 مقارنة بالعام الماضي، لتتجاوز بفارق كبير معدل النمو الذي سجلته عموم أسواق الشرق الأوسط والذي بلغ 2%. وتم الكشف عن نتائج تحليل أماديوس خلال مؤتمر صحفي خاص عقد على هامش معرض سوق السفر العربي 2013، ويمثل هذا التحليل جزءاً من رؤية أوسع تحدد أكثر أسواق السفر تنافسية في العالم وتبرز أهم توجهات قطاع السفر العالمي على أساس سنوي. وأجري التحليل من خلال حل أماديوس لدراسة حركة النقل الجوي (Amadeus Air Traffic Travel Intelligence)، حيث بنيت نتائجه على أدق الحسابات المتعلقة بأعداد المسافرين جواً من أي وجهة مغادرة ووجهة وصول في مختلف أنحاء العالم. وفيما يلي أبرز النتائج التي كشف عنها هذا التحليل: الحصة السوقية في قطاع النقل الجوي بمنطقة الشرق الأوسط- المملكة العربية السعودية تتصدر أسواق المنطقة بقيمة مطلقة، بينما تعد قطر الأسرع نمواً لا تزال المملكة العربية السعودية تحتل المرتبة الأولى كأكبر سوق للرحلات الجوية في المنطقة. فقد شكل ال25 مليون مسافر الذين انطلقت رحلاتهم من المملكة العربية السعودية 25% من إجمالي عدد المسافرين الذين غادروا من منطقة الشرق الأوسط في عام 2012. وجاءت دولة الإمارات العربية المتحدة في المركز الثاني بفارق بسيط، حيث استأثرت بحصة سوقية بلغت نسبتها 23% من سوق السفر الإقليمي، إذ شكلت وجهة انطلاق 23.1 مليون مسافر. وبلغت الحصة السوقية لقطر في سوق النقل الجوي بالمنطقة 5%، حيث تصدرت القائمة من حيث نمو أعداد المسافرين والذي بلغ 4.74 مليون مسافر. وفي كلمته التي ألقاها خلال المؤتمر الصحفي، سلط أنطور مدوّر، نائب رئيس أماديوس لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الضوء على أهمية توفر بيانات موثوقة حول نمو قطاع الطيران، حيث قال: "توفر هذه النتائج التي بنيت على بيانات تم الحصول عليها مباشرة من خلال حل أماديوس لدراسة حركة النقل الجوي، لمحة دقيقة عن توجهات قطاع الطيران متسارع النمو في الشرق الأوسط. ونحن على ثقة بأن مثل هذه المعلومات القيمة ستسهم في تعزيز قدرة صناع القرار في قطاع النقل الجوي على مواءمة عملياتهم التشغيلية بما ينسجم مع تغيرات السوق المختلفة. أصبحت الإمارات وجهة الانطلاق الأبرز للرحلات القارية، بينما يعزى نمو حركة النقل الجوي في المملكة العربية السعودية إلى الرحلات الداخلية ازداد عدد المسافرين على متن الرحلات القارية انطلاقاً من دولة الإمارات العربية المتحدة (15.7 مليون مسافر) خلال عام 2012، لتتفوق بذلك على المملكة العربية السعودية (7.8 مليون مسافر) وقطر (2.8 مليون مسافر). كما سجلت دولة الإمارات أعلى معدل للمسافرين على متن الرحلات القارية (68%) مقابل المسافرين إلى وجهات محلية ضمن الدولة ومنها إلى وجهات أخرى في المنطقة (32%)، وجاءت قطر في المرتبة الثانية على صعيد المسافرين على متن الرحلات القارية بمعدل 59%. وأظهر التحليل أن خط "دبي-لندن" كان الأكثر نشاطاً على مستوى السوق الإماراتية. وبلغت نسبة المسافرين على متن الرحلات القارية في المملكة العربية السعودية 31%، حيث تصدرت السوق السعودية جميع أسواق منطقة الشرق الأوسط من حيث إجمالي عدد المسافرين على متن الرحلات المحلية- 11.1 مليون مسافر، ما يمثل 44% من إجمالي عدد المسافرين من المملكة. وكان خط "جدة-الرياض" الأكثر نشاطاً بين بقية الخطوط المحلية في المملكة. وحول الأسباب التي تعزى إليها هذه البيانات التي كشف عنها تحليل أماديوس، قال أنطوان مدور: "يعد تنامي أهمية الاقتصاد الكلي للمنطقة العامل الأبرز وراء ارتفاع الطلب على خطوط قارية محددة، لا سيما تلك التي تربط بين دول مجلس التعاون الخليجي والقارة الأوروبية وجنوب آسيا. ويتضمن ذلك تنامي تعداد المغتربين في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي وما يرافقه من ازدياد الطلب على الرحلات الجوية لهؤلاء المغتربين الذين يقومون بزيارة بلدانهم بانتظام. ومن جهة أخرى، فإن نمو الطلب على الخطوط المحلية في السعودية لا يعزى فقط إلى اتساع مساحتها الجغرافية، بل يرجع أيضاً إلى سفر آلاف الحجاج ضمن المملكة". رابط الخبر بصحيفة الوئام: السعودية والإمارات وقطر تستأثر بأكثر من«53»بالمائة من أعداد المسافرين