اشتكت معلمات متضررات أنظمة وزارة التربية والتعليم، وما سببتهن في حقهن من إجحاف وظلم، وناشدن خادم الحرمين الشرفيين بالتدخل العاجل لوضع حد للظلم الذي وقع عليهن على حد وصفهن، وقلن بأنهن لا ثقة لديهن في وزير التربية والتعليم الحالي للانتصار لهن ولقاضاياهن. جاء ذلك في حلقة برنامج حراك الذي ناقش فيها الإعلامي عبدالعزيز قاسم قضايا المعلمين مع وزارة التربية والتعليم، واتسمت الحلقة بجرأة الطرح، وعمق النقد، والشفافية العالية من قِبلِ المشاركين بالبرنامج، وهم: الضيف بالاستويو الأستاذ محمد السحيمي الكاتب والتربوي، والأستاذ خالد الحسيني التربوي والكاتب بصحيفة البلاد، وأحمد المالكي المحامي المهتم بقضايا المعلمين، والأستاذة العنود العنزي المعلمة من خريجات الكلية المتوسطة ، وأ.فوزية المسفر رئيسة قسم علم النفس بإدارة الإشراف التربوي بالرياض، والأستاذة أمل الشاطري المتحدثة باسم البديلات والمستثنيات، والأستاذة سارة العمري الكاتبة والتربوية ، والأستاذ سعود العواد معلم تربوي. في البداية أوضحت العنود العنزي وهي معلمة من خريجات الكلية المتوسطة، بأنهن عانين كثيرا وظلمن كثيرا، متسائلة: “هل هناك عذر لبطالة تمتد عشرين سنة، ونحن في بلد العطاء والخير؟ كيف يقولون عنا أننا لسنا مؤهلات؟ من فتح هذه الكليات المتوسطة؟ ومن الذي أغلقها؟”. وحكت العنود جزءا من معاناتها وأنها وقعت عقدا مع مدرسة براتب 1500 ريالا فقط، واستمرت في عملها لمدة سنة كاملة، مع إن لها من الحصص مالزميلاتها، وعليها من العمل ما عليهن، ولكنها ظلمت بسبب تخرجها من الكلية المتوسطة. وتساءلت: “مَن الذي حرمنا حقنا؟”. ووجهت رسالتها لخادم الحرمين الشرفيين وفقه الله بأن يحفظ كرامتهن من ذل المسألة، وأوضحت أن منهن أرامل ومطلقات، وقد ظلمن ولم ينصفهن أحد. وفي مداخلة هاتفية أخرى للأستاذة فوزية المسفر قالت فيها: “قبل أن نطلب من المعلمة انتاجا جيدا يجب أن نوفر لها بيئة جيدة، ومن أبسط حقوق المعلمات إيجاد حضانات لهن، ليأمنّ على أطفالهنّ”. وأضافت: “الصحة أغلى من كل شيء، والتأمين الصحي من أبسط حقوق المعلم والمعلمة، وقد حصل لي شخصيا حادث عمل، وكنت بين الحياة والموت، ولم أستطع الدخول إلى المستشفى إلا بعد واسطات!”. وأشارت المسفر إلى أن هناك بخلا وشحا في إكرام المعلمة، وقالت: اضرب لكم مثالا بمعرض أقمناه عن إبداع المعلمة، كان هناك عمل مشترك بين معلمات ،وحصل على جائزة، وكانت الجائزة عبارة عن جهاز “آيباد” واحد فقط، لكل المعلمات المشتركات في العمل، حتى إنه حدث شجار بينهن في مَن تستحقه منهن! وأكدت المسفر على أن الميدان التربوي أصبح بيئة طاردة للمعلم. وختمت مداخلتها متمنية من الملك عبدالله حفظه الله بأن يصدر قرارا بتشكيل مجلس تعليمي يرتبط بخادم الحرمين بشكل مباشر ويكون مراقبا ومحاسبا لوزارة التربية والتعليم والقائمين عليها. ومن جهتها أوضحت الأستاذة أمل الشاطري المتحدثة باسم البديلات والمستثنيات أن وزارة التربية والتعليم هي السبب في مشكلة البديلات المستثنيات، وقالت: استثنتنا الوزارة من أمر ملكي صريح في تعيننا. وعملت على تشكيل لجنة ومضى زمن ولم تحل اللجنة مشكلتنا” متسائلة: “من المسؤول عن هذا؟ وما مصيرنا.. ألا يخافون الله فينا؟!”. وقالت الأستاذة الشاطر: “أول مطالبنا أن يصدر قرارا صريحا في ترسيمنا ولا يستثني منّا أحدا، ولابد أن يظهر لنا منسوبو الوزارة ويتحدثون إلينا، فقد ذهبنا لهم كثيرا ولم يخرجوا لنا ولم يتحدثوا إلينا!”. وفي مداخلتها الهاتفية أكدت الأستاذة سارة العمري بأن حقوق المعلمات مهضومة بشكل كبير، ومساواتها بالسن التقاعدي للرجل إجحاف بها. فالمرأة بخلاف الرجل لديها أسرة ترعاها، ولا تستطيع أن تعمل أكثر حياتها، فلو أعطوا المتقاعدات مميزات لتقاعد كثير من النساء، وتركن المجال للمتخرجات الجدد، وحُلت مشكلة بطالبة المتخرجات حديثاً. وتساءلت العمري قائلة: “هل من تكريم الوزارة للمعلمة أن تخدم عشرين سنة ثم إن تقاعدت يكون نصيبها نصف الراتب فقط؟!”. وأضافت: “لا نعوّل كثيرا لا على وزارة التربية ولا على الوزير نفسه، فقد طالبنا كثيرا ولكن لا حياة لمن تنادي!”. وفي تعليقه على مداخلات المعلمين والتربويين قال الأستاذ محمد السحيمي رأينا نضجا ومعرفة بمشكلات التعليم، ووجدناهم يعرفون المشكلة ويضعون الحلول، وليس من السهل أن يستغلهم أحد، ليدق بينهم وبين الدولة إسفين، فهم مواطنون ناضجون، ولكن ينبغي أن تنفذّ مطالبهم المشروعة، حتى لا يستغلها الذين يصطادون في الماء العكر. وفي ختام حلقة البرنامج وجه الإعلامي عبدالعزيز قاسم رسالة جريئة لوزير التربية سمو الأمير فيصل من عبدالله، مطالبا إياه بحل مشكلات المعلمين، واستثمار جاهه فيما ينفعهم، مدللا على أن المعلمين باتوا ساخطين بسبب قراراته العشوائية، وأصبحت صورتهم بين الناس مشوّهة ،يتندر بهم رسامون وممثلون ساخرون أمام عين الوزارة وسمعها، وقال قاسم-موجها كلامه لسمو الأمير فيصل-: ” كم سيمتن لك المعلمون والمعلمات ياسمو الأمير لو قمت بالسعي بجاهك وقربك من ولاة الأمر في استصدار قرارات تنفعهم ويذكرونها لك، بدلا من حسم إجازاتهم أو تبديد مكافآت الخدمة عليهم، أو لطمهم كل صباح بقرارات عشوائية تتراجع عنها.. التاريخ لا يرحم يا سمو الأمير فأدرك نفسك بمأثرة يتذكرها لك منسوبو التعليم” لمشاهدة الحلقة كاملة: http://youtu.be/Fm7HcrTle5w رابط الخبر بصحيفة الوئام: المعلمات:لا ثقة لنا في وزير التربية لحل قضايانا