تضم الدورة الرابعة من مهرجان الدوحة السينمائي، الحدث الثقافي السنوي التي تنظّمه مؤسسة الدوحة للأفلام، والذي سيمتد من 17 إلى 24 نوفمبر 2012، العديد من صانعي الأفلام المعروفين وآخرين من الشباب الناشئين بالسينما العربية وذلك من خلال باقة من 27 فيلما ضمن مسابقة الأفلام العربية. تمثل مسابقة هذا العام نقلة نوعية من حيث التوجهات والمعالجات السينمائية لصانعي الأفلام بالمنطقة حيث تطرقوا لقضايا و مواضيع قلما تمّت معالجتها من قبل مثل حرية التعبير عن الأراء والمواقف السياسية، والقصص الأسرية والعاطفية وسط الصراعات القائمة وكذلك قصص المناضلين في مرحلة ما بعد الثورات. وتأتي هذه الأفلام من العديد من الدول مثل مصر، وقطر، وتونس، والجزائر، والكويت، ولبنان، والمغرب، والأردن، وفلسطين، والمملكة العربية السعودية و سوريا. يشارك في مسابقة الأفلام العربية 27 فيلماً، منها 7 أفلام وثائقية و7 أفلام روائية طويلة و13 فيلماً قصيراً لتمثّل 10 دول عربية من بينهم المشاركة الأولى لكل من قطر والمملكة العربية السعودية. وستتضمن مسابقة الأفلام العربية الروائية الطويلة والوثائقية 5 أفلام في عرض عالمي أول و 2 في عرض دولي أول، أما مسابقة الأفلام العربية القصيرة فستضم 8 أفلام ما بين عرض أول عالمي و دولي. وتضم قائمة الأفلام التي ستشارك في المسابقة وتُعرض للمرة الأولى عالمياً الأفلام الروائية الطويلة التالية: عشم، وذكريات ملاعب، ودي فيلت، ووداعاً المغرب، إضافة إلى الفيلم الوثائقي: آه يا جسمي. أما قائمة الأفلام المشاركة في مسابقة الأفلام القصيرة وتُعرض للمرة الأولى دولياً: اسماعيل، وحرمة، والمنسيون، والداموس، والحيط، وبدون، وطارق . وفي هذا الصدد قال سعادة السيد عيسى بن محمد المهندي، نائب رئيس مجلس إدارة مهرجان الدوحة السينمائي:” إن أهم ما يميز مهرجان هذا العام هو ما تحتويه مسابقة الأفلام العربية من التألق والتفرد السينمائي وكذلك مدى الإهتمام بأدق التفاصيل السينمائية. وتتضمن المجموعة أعمالاً سينمائية لمخرجين معروفين، وآخرين ناشئين موهوبين، وتأتي الأفلام لتشكّل دليلاً واضحاً على مدى تطوّر صناعة السينما العربية، وعلى الأخص بعد أحداث الربيع العربي. وبذلك تعتبر مسابقة الأفلام العربية نقطة إنطلاق لصناعي الأفلام من أجل عرض إبداعاتهم للمجتمع العالمي ومن أجل تتويج مساعينا لدعم وتطوير صناعة الأفلام بالمنطقة.” وتضم قائمة المخرجين المعروفين ضمن مسابقة الأفلام العربية : مرزاق علواش، وتهاني راشد، وجواناحاجي توما، وخليل جريج، ومحمود بن محمود، ونبيل عيوش، و ندير مكناش بينما تقدم وجوه عربية صاعدة مثل : حنان عبدالله، ماغي مورغان ، و كريم ألكسندر بيتسترا ، و براحيم فريتح ، و تمارا ستابنيان وداميان أونوري. وتمثل هذه الأفلام منظورين مختلفين من المنطقة ذاتها ملقية الضوء على الأعمال الكلاسيكية بالإضافة إلى الأساليب المبتكرة في إستكشاف وطرح مواضيع و قضايا جديدة بالسينما العربية. كما تُبرز المسابقة أيضاً ما حققته المخرجات العربيات من نجاح وذلك من خلال 10 أفلام في المسابقة أي ما يوازي ثلث عدد الأفلام المشاركة، حيث تتناول هذه الأفلام تحديات، وطموحات، وإنجازات وآمال النساء بالمنطقة. وعلى صعيد آخر ومن أجل تقييم الأثر الذي تركه الربيع العربي على القطاع السينمائي في المنطقة، سيستضيف مهرجان الدوحة السينمائي جلسة نقاشية بعنوان “سينما التغيير الصاعدة”. وفي تعليق لهانية مروه مسئولة برمجة الأفلام العربية والتي تعمل مع المخرج المقيم والمبرمج شادي زين الدين من أجل صياغة برنامج الأفلام العربية :” يتحلى صناع الأفلام في يومنا هذا بالمزيد من الثقة ولهذا فهم يتطرقون لمواضيع وقضايا قَلما تم التطرق اليها في الماضي ويعرضونها بإسلوب مميز ومختلف، مما يبرز المستوى الإبداعي للمواهب من المنطقة العربية.” وسيحصل أفضل فيلم روائي طويل وأفضل فيلم وثائقي على جائزة مالية تبلغ 100 ألف دولار لكل منهما. وستُمنح جائزة مالية قدرها 50 ألف دولار لأفضل مخرج روائي ووثائقي كما سيتم تقديم جائزة أفضل أداء البالغ قيمتها 15 آلاف دولار، ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة. بينما سيحصل أفضل فيلم قصير على جائزة مالية قدرها 10 آلاف دولار، وعلى جائزة لتطوير الإنتاج تصل قيمتها إلى 10 آلاف دولار. ومع إمتداد فترة المهرجان هذا العام، سيتم عرض ما يزيد عن 87 فيلم من كافة أنحاء العالم بما تحتويه من أفكار ومواضيع مختلفة وذلك من خلال مسابقة الأفلام العربية، وصنع في قطر، والسينما العالمية المعاصرة و العروض الخاصة. يمثل مهرجان هذا العام تجربة ثقافية مميزة للجمهور من خلال أماكن عرض جديدة وموسعة مثل الحي الثقافي “كتارا”، و”سوق واقف”، و”متحف الفن الإسلامي”.