دائماً ما تقاس نهظة الشعوب وتقدمها على معايير كثيرة ومن أهمها العلم ومستوى ما توليه حكوماتها بالاهتمام بالتعليم ومراكز الأبحاث والاستثمار الحقيقي في الإنسان على المدى الطويل لكي يمتلك أفضل المهارات والمعرفة…. ولقد أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين كل الاهتمام لتحقيق هذا الهدف السامي حيث تم ويتم إنشاء جامعات وكليات على أعلى مستوى وإرسال المبتعثين إلى الخارج للاطلاع عن كثب على مستويات التعليم الأخرى وثقافات الشعوب . ولكن في حقيقة الأمر المتأمل لحال هؤلاء الدارسين عن قرب في الخارج يتضح له ما يلي : إن الزج بالمبتعثين مباشرة إلى دول تختلف في اللغة والثقافة دون عقد دورات تأهيليه لمدة زمنية ولو قصيرة في إحدى الجامعات المحلية لتعلم ثقافة وطبيعة البلد وكذلك المبادئ في اللغة والمواد التي سوف يدرسها هذا المبتعث مما يسهل عليه اجتيازها ويجنبه أن يصطدم في هذا العقبات التي تنعكس سلباً على المسيرة الصحيحة للابتعاث . المكافاءة الشهرية المقررة لا تتناسب مع المعاناة المادية الشديدة التي يلاقيها المبتعثين مقارنه باحتياجاتهم من سكن وتنقلات وغيره ، إضافة إلى ذلك تأخير صرفها . عدم وضوح المسار الوظيفي للمبتعثين بعد التخرج والسعي لتسهيل استقطابهم كلا حسب تخصصه في المنظمات الحكومية والتجارية المناسبة . غياب دور بعض الملحقيات الثقافية الحقيقي للتواصل البناء مع المبتعثين حيث في أغلب الأحيان اقتصر دورها فقط في مراقبة الطلبة وأحياناً تأخير أو قطع المكافأة وتكرار تأخير وربما حجب الإجازة السنوية عن المبتعث . المشرفين أغلبهم غير عرب إضافة إلى أن عددهم قليل أيضاً خصوصا أن عدد الطلاب المبتعثين في ازدياد ، ناهيك عن صعوبة تواصل الطلاب معهم لأسباب تعود لاختلاف اللغة بين المشرف والطالب. حصر ترتيب حجوزات الطيران لمكتب وكيل سفر واحد فقط مما يتطلب من الطالب ما يقل عن ثلاثة أسابيع قبل الموعد المحدد لسفره لكي يحصل على تجاوب لتنسيق وترتيب رحلته ويتطلب ذلك عمل اتصالات مباشرة لمركزهم الرئيس في المملكة مما يحمل الطالب كلفة ماديه وضياع للوقت. بطئ التفاعل مع خدمة البوابة الالكترونية مما يحتم على الطالب بان يسافر من مدينته الى مقر الملحقية مما يضعهم للأسف في نقطة الصفر دون ان تحقق هذه الخدمة الفائدة المرجو منها. إنني هنا وبهذا الصدد أود أن أشكرالسادة المسئولين عن الابتعاث لسعة صدرهم لتقبل هذا النقد البناء من أحد أبنائهم الأمر الذي بلا شك سينعكس بالخير على بلادنا الحبيبة ، كذلك أنوه إلى أهمية تفعيل دور الملحقيات الثقافية الحقيقي في البلدان المعنية نحو الاهتمام البالغ بالمبتعثين من خلال عقد دورات تأهيلية ترتقي بهم إلى مستويات تعليمية وثقافية ومعيشية أفضل مما هي عليه ، كذلك الاهتمام باستقطاب هؤلاء المبتعثين في مؤسسات حكومية وشركات متميزة بعد الانتهاء من الابتعاث ، خصوصاً أن هؤلاء المبتعثين يعتبروا ذخيرة لأوطانهم وهم في الحقيقة مفتاح النهضة والتنمية في بلادنا العزيزة . محمد شرار العصيمي