قالت مصادر مطلعة أن جماعة الإخوان المسلمين بمصر أعدت خطة إستراتيجية للسيطرة على الفضائيات التلفزيونية المحلية والعربية إنْ لم يكن للتسويق لأفكارها وبرامجها، فلمنع الأحزاب الأخرى من الهجوم عليها ونقدها.ووجدت إستراتيجية الإخوان طريقها إلى التنفيذ بسرعة بسبب رغبة الفضائيات المهتمة بالمنوعات في أن تنافس الفضائيات الدينية التي ربح أصحابها أموالا طائلة مستثمرة في تحمّس الشباب المصري للدين. جاء ذلك بعد أن أصبح قيادات الإخوان ومشايخ السلفية نجوما في التلفزيونات العربية، يتم استدعاؤهم لشد الجمهور، تماما مثل لاعبي الكرة والفنانين وانقلب حال بعض الدعاة رأسا على عقب في سنوات قليلة، من الفقر إلى المليارات التي غنموها بحض الشباب على التشدد وتكفير الحاكم والمحكوم والتخويف من النار، بينما هم ينعمون بالخيرات. وأشار عاملون في فضائيات المنوعات إلى إنهم مهددون بالتوقف عن العمل بسبب أزمة الإعلانات لأن شركات الإعلان أصبحت تلهث وراء الفضائيات الدينية، والفضائيات المقربة من الإخوان مضيفين أنه بعد أن توقف الاهتمام بكرة القدم، وتقلص جمهور المنوعات والحفلات أمام وطأة شعارات الثورة، علينا أن نركب الموجة أو نعلن الإفلاس.واوضح مراقبون لأداء الفضائيات إن الإخوان و”الدعاة” لم يعودوا نجوما في الفضائيات الإخبارية “الجزيرة” التي كانت تستضيفهم لمهاجمة مبارك، بل إن وجودهم أصبح في مختلف الفضائيات حتى التي تعنى بالصحة وطب الأعشاب، والتداوي من السحر. وقالت تقارير إن أبرز القياديين الإخوان مثلا يحصلون على مقابل مالي للظهور، ويحددون توقيت الظهور، والضيف الذي يحضر معهم وأن حسن البرنس، القيادي الإخواني “عضو بمجلس الشعب المنحل” يحصل على 5000 جنيه مقابل ظهوره على شاشة أي قناة، فيما يحصل محمد البلتاجي على 7000 جنيه ، وعصام العريان على 12 ألف جنيه، وأن حلمى الجزار هو الأعلى أجرا بحصوله على 15 ألف جنيه “الدولار حوالي 6 جنيهات”.يذكرأن حجم مصروفات الجماعة 6 ملايين جنيه سنويا يتم توزيعها بالكامل كبدلات تفرغ شهرية للمرشد وأعضاء مكتب الإرشاد ورؤساء المكاتب الإدارية في المحافظات، ثم نفقات تصل إلى 8 ملايين جنيه سنويا كمصاريف لمكتب الإرشاد ورواتب الموظفين العاملين فيه، وتسمى “مصاريف الدعوة والإعلام” “وفق تقرير الجماعة 2008″ .